المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف خلق الله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،،،
اللهم وفق: دعاء يتضرع به العبد إلى الله تعالى راجياً منه التوفيق والسداد في أموره الدنيوية والأخروية. والتوفيق هو هداية الله تعالى لعبده إلى أقوم الأقوال وأحسن الأعمال، وهو من فضل الله تعالى وكرمه على عباده، ولا يحرم منه إلا من حرم نفسه فصلوات الله وسلامه عليه.
فضل دعاء اللهم وفق
روى الإمام أحمد في مسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: “اللهم وفقني لما تحب وترضى”.
وقال الإمام النووي رحمه الله في كتابه “الأذكار”: “يستحب الدعاء في كل وقت بالتوفيق، وهو من جملة الدعاء بالمغفرة”.
وقال الإمام ابن القيم رحمه الله في كتابه “مدارج السالكين”: “التوفيق من أعظم النعم الإلهية، وهو من خصائص أولياء الله تعالى، وهو من أسباب الفوز في الدنيا والآخرة”.
آداب دعاء اللهم وفق
أن يكون الدعاء بقلب خاشع ومتضرع إلى الله تعالى.
أن يكون الدعاء بصدق وإخلاص لله تعالى.
أن يكون الدعاء مستمراً، فلا يمل العبد من الدعاء حتى يرزقه الله تعالى التوفيق.
أن يكون الدعاء مقروناً بالعمل، فالدعاء وحده لا يكفي، بل لابد من السعي والعمل لتحقيق المطلوب.
أوقات دعاء اللهم وفق
يستحب الدعاء بالتوفيق في كل وقت، ولكن هناك أوقات يرجى فيها الإجابة أكثر من غيرها، مثل:
وقت السحر.
وقت الدعاء بين الأذان والإقامة.
وقت السجود.
وقت الدعاء بعد الصلوات المفروضة.
وقت قراءة القرآن الكريم.
صيغ دعاء اللهم وفق
هناك العديد من صيغ دعاء اللهم وفق، منها:
اللهم وفقني لما تحب وترضى.
اللهم وفقني في أموري الدنيوية والأخروية.
اللهم وفقني في أقوالي وأفعالي.
اللهم وفقني في عبادتك وطاعتك.
اللهم وفقني في نيل رضاك وجنتك.
أمثلة على دعاء اللهم وفق من السنة النبوية
روى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: “اللهم إني أسألك التوفيق في أمري، وتيسير الرشد لي”.
روى الترمذي عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: “اللهم يا ودود، يا رحيم، يا مجيب، أسألك التوفيق في كل أمري”.
روى ابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: “اللهم إني أسألك التوفيق في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك أن ترزقني الجنة، وتنجيني من النار”.
خاتمة
نسأل الله تعالى أن يوفقنا لما يحب ويرضى، وأن ييسر لنا الخير حيث كان، وأن يجنبنا الشر حيث كان، وأن يرزقنا الجنة، وينجينا من النار، إنه على كل شيء قدير.