المقدمة:
إنّ الله عز وجلّ في حكمه وقُدرته لا يُشبهه أحد من خلقه، فالله تعالى مُتصرِّفٌ في خلقه ومُهيمنٌ عليه، له القدرة الكاملة والسيطرة التامة على كل شيء، يفعل ما يشاء ويحكُم كما يريد، وهو القادر على قلب القلوب وتغييرها من حال إلى حال، كما قال الله تعالى: “أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا” (النساء: 82).
1. معنى قلب القلوب:
قلب القلوب هو تغيير قلب الإنسان من حال إلى حال، ومن صفة إلى صفة، من الخير إلى الشر، أو من الشر إلى الخير، أو من الضلال إلى الهداية، أو من العناد إلى القبول، أو من الكفر إلى الإيمان، أو العكس.
2. سبب قلب القلوب:
لا يفعل الله تعالى شيئًا إلا لحكمة بالغة، فكما أنه خلق القلوب، فهو قادر على تغييرها وقلبها، فالله تعالى يفعل ذلك لعدة أسباب، منها:
3. اختبار العباد:
يختبر الله تعالى عباده بقلب القلوب، ليعلم من هو الثابت على دينه ومن هو المرتد عنه، فمن صبر على البلاء وأبى أن يغير دينه، فهو صادق، ومن ضعف واتبع هواه، فهو كاذب.
4. إظهار قدرته وعظمته:
يقلب الله القلوب ليعلم خلقه قدرته وعظمته، فهو القادر على تغيير القلوب في لحظة واحدة، كما قال الله تعالى: “إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ” (البقرة: 20).
5. رحمة العباد:
يرحم الله تعالى عباده فيُغير قلوبهم من الضلال إلى الهداية، ومن الكفر إلى الإيمان، وذلك تفضلًا منه عليهم ورحمة بهم، كما قال الله تعالى: “وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ” (الأنبياء: 107).
6. حكم وقدر الله تعالى:
جميع الأمور بيد الله تعالى، فهو الحاكم المُهيمن، يفعل ما يشاء، ولا يسأله أحد عما يفعل، فهو الحكيم العليم، يفعل الأشياء بحكمة بالغة، ولا يعلم أحد أسراره إلا هو، كما قال الله تعالى: “لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ” (الأنبياء: 23).
7. تغيير القلوب بالدعاء:
يدعو المؤمن ربه أن يغير قلبه من حال إلى حال، فيستجيب الله تعالى دعاءه، ويغير قلبه من الضلال إلى الهداية، ومن الكفر إلى الإيمان، كما قال الله تعالى: “وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ” (البقرة: 186).
الخاتمة:
إنّ قلب القلوب من الأمور التي يؤمن بها المسلمون، وهي من آيات قدرة الله وعظمته، ويرحم الله تعالى عباده ويغير قلوبهم من الضلال إلى الهداية، ومن الكفر إلى الإيمان، وذلك تفضلًا منه عليهم ورحمة بهم.