مقدمة:
الأم والأب هما منبع الحب والحنان، هما اللذان يغذيان أرواحنا بالحب والعطف، ويسقون قلوبنا بماء الحنان والرحمة، هما اللذان يوجهاننا في الحياة ويرشدوننا إلى الطريق الصحيح، هما اللذان يقفان إلى جانبنا في السراء والضراء، هما اللذان يضحون من أجلنا بكل غالٍ ونفيس، إنهما أعظم نعمة أنعم الله بها علينا، فالحمد لله على نعمة الأم والأب.
1. فضل الأم والأب في الإسلام:
للام والأب مكانة عظيمة في الإسلام، فقد أوصى الله تعالى ببرهما والإحسان إليهما، فقال في محكم التنزيل: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا} [الإسراء: 23]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “الجنة تحت أقدام الأمهات”.
2. بر الوالدين:
بر الوالدين هو من أعظم القربات إلى الله تعالى، وهو من أفضل الأعمال التي يتقرب بها العبد إلى ربه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “بر الوالدين من أفضل الأعمال” [ابن ماجه].
ومن صور بر الوالدين: طاعتهما في غير معصية الله تعالى، والإحسان إليهما بالقول والفعل، والصبر عليهما، ومساعدتهما، والرفق بهما، والدعاء لهما بالمغفرة والرحمة.
3. حقوق الأم والأب:
للأم والأب حقوق كثيرة على أبنائهم، ومن هذه الحقوق:
– حقوق الرعاية:
وهي تشمل توفير الطعام والشراب والملبس والمسكن والعلاج للأم والأب.
– حقوق الاحترام:
وهي تشمل طاعتهما في غير معصية الله تعالى، وتوقيرهم وإجلالهم، وعدم رفع الصوت عليهما.
– حقوق الإحسان:
وهي تشمل برهما بالقول والفعل، والإحسان إليهما بالمال والهدية، والدعاء لهما بالمغفرة والرحمة.
4. عقوق الوالدين:
عقوق الوالدين من كبائر الذنوب، وهو من أقبح الأعمال التي يبغضها الله تعالى، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “عقوق الوالدين من الكبائر” [البخاري].
ومن صور عقوق الوالدين:
– القول السيئ:
وهو يشمل شتم الأم والأب، وسبابهم، ولعنهم.
– الفعل السيئ:
وهو يشمل ضربهما، وإيذاؤهما، وإهمالهما.
– ترك برهما:
وهو يشمل عدم طاعتهما، وعدم الإحسان إليهما، وعدم الدعاء لهما بالمغفرة والرحمة.
5. فضل بر الوالدين:
لبر الوالدين فضل كبير في الدنيا والآخرة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من بر والديه زاد الله في عمره، وأوسع عليه في رزقه، وجعل له من كل خير خلفًا” [ابن ماجه].
ومن فضل بر الوالدين في الآخرة:
– مغفرة الذنوب:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من بر والديه غفر الله له ذنوبه” [الترمذي].
– دخول الجنة:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: “الجنة تحت أقدام الأمهات” [الترمذي].
6. أثر بر الوالدين على المجتمع:
لبر الوالدين أثر إيجابي كبير على المجتمع، فهو يساهم في:
– استقرار الأسرة:
فالأبناء الذين يبرون والديهم يكونون أكثر استقرارًا نفسيًا واجتماعيًا.
– المودة والرحمة:
فالأبناء الذين يبرون والديهم يكونون أكثر مودة ورحمة مع الآخرين.
– احترام القانون والنظام:
فالأبناء الذين يبرون والديهم يكونون أكثر احترامًا للقانون والنظام.
7. دور المجتمع في تعزيز بر الوالدين:
للمجتمع دور كبير في تعزيز بر الوالدين، يمكن أن يقوم به من خلال:
– التربية الأسرية:
تعليم الأبناء أهمية بر الوالدين منذ الصغر، وتشجيعهم على طاعتهما والإحسان إليهما.
– التربية المدرسية:
إدراج مادة التربية الأسرية في المناهج الدراسية، والتي تتضمن دروسًا عن أهمية بر الوالدين وحقوقهما.
– الوسائل الإعلامية:
تقديم مواد إعلامية تدعو إلى بر الوالدين وتحض على الإحسان إليهما.
الخلاصة:
الأم والأب هما أعظم نعمة أنعم الله بها علينا، فالحمد لله على نعمة الأم والأب. وبر الوالدين من أعظم القربات إلى الله تعالى، وهو من أفضل الأعمال التي يتقرب بها العبد إلى ربه. ومن صور بر الوالدين: طاعتهما في غير معصية الله تعالى، والإحسان إليهما بالقول والفعل، والصبر عليهما، ومساعدتهما، والرفق بهما، والدعاء لهما بالمغفرة والرحمة. وللأم والأب حقوق كثيرة على أبنائهم، ومن هذه الحقوق: حق الرعاية، وحق الاحترام، وحق الإحسان. وعقوق الوالدين من كبائر الذنوب، وهو من أقبح الأعمال التي يبغضها الله تعالى. ولبر الوالدين فضل كبير في الدنيا والآخرة، وللمجتمع دور كبير في تعزيز بر الوالدين يمكن أن يقوم به من خلال التربية الأسرية والتربية المدرسية والوسائل الإعلامية.