مقدمة
الحمد لله الذي بيده ملكوت كل شيء، والذي إليه تصير الأمور، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإن الموت حق على كل حي، وإننا جميعاً سنذوقه يوماً ما، فمن منا مستعد لملاقاة ربه؟ ومن منا قد أعد زاداً لآخرته؟ الموت غاية كل حي، ونهاية كل مشوار، فمن منا قد أعد نفسه لهذا اليوم العظيم؟ ومن منا قد أعد زاداً لرحلته الطويلة إلى الآخرة؟ فالموت هو الفصل بين الدنيا والآخرة، وهو انتقال من دار الفناء إلى دار البقاء.
البقاء لله
البقاء لله وحده، فالله وحده هو الباقي الذي لا يموت، وهو الحي الذي لا يمات، وهو القائم على كل شيء، وهو المدبر لكل أمر، أما نحن البشر، فنحن فانون، ونحن زائلون، فحياتنا قصيرة، وأيامنا معدودة، والعمر ساعة واحدة، فإما أن ننفقها طاعةً لله، وإما أن ننفقها معصيةً لله.
اللهم اغفر لها
اللهم اغفر لها وارحمها وعافها واعف عنها، اللهم إنك أنت الغفور الرحيم، اللهم إنك أنت أرحم الراحمين، اللهم إنك أنت العفو الكريم، اللهم إنك أنت وليها ومولاها، اللهم إنك أنت خير حافظ لها، اللهم إنك أنت خير ناصر لها، اللهم إنك أنت خير معين لها، اللهم إنك أنت خير وكيل لها، اللهم إنك أنت خير قائد لها، اللهم إنك أنت خير راعي لها.
الدنيا دار فناء والآخرة دار بقاء
الدنيا دار فناء، والآخرة دار بقا، فمن تعلق قلبه بالدنيا وشهواتها، ولم يعمل للآخرة، فقد خسر الدنيا والآخرة، أما من ترك شهوات الدنيا، وعمل للآخرة، فقد فاز بالدنيا والآخرة، فالدنيامزرعة الآخرة، ومن زرع خيراً حصد خيراً، ومن زرع شراً حصد شراً.
الاستعداد للموت
الاستعداد للموت من أهم واجبات المسلم، فالمسلم يعلم أنه سيموت يوماً ما، فعليه أن يستعد لهذا اليوم العظيم، وأن يهيئ نفسه لملاقاة ربه، وذلك بأن يكثر من ذكر الموت، وأن يتذكر أن الموت آت لا محالة، وأن يكثر من الدعاء والتضرع إلى الله عز وجل أن يختم له بخاتمة حسنة، وأن يجعل آخرته خيراً من دنياه.
الوصية
الوصية من الأمور المهمة التي ينبغي على المسلم أن يحرص عليها، وذلك لأنها تحفظ حقوق الورثة، وتمنع من التنازع والاختلاف بينهم، والوصية هي أن يوصي المسلم بشيء من ماله أو ماله بعد وفاته، وذلك لشخص معين أو لمشروع خيري.
الخاتمة
وفي الختام، فإن الموت حق على كل حي، وإن علينا أن نستعد له وأن نعمل الصالحات، لعل الله عز وجل يرحمنا ويتغمدنا برحمته ورضوانه.