مقدمة
الإخلاص هو التوجه إلى الله وحده بالعبادة والعمل الصالح، دون أن يشرك معه أحداً، وهو من أهم صفات المؤمنين التي يجب أن يتصفوا بها، وهو من أفضل الأعمال التي يحبها الله ويرضى عنها، وقد حثنا عليه في كثير من الآيات والأحاديث.
أنواع الإخلاص
1. الإخلاص في العبادة:
– هو أن يعبد الله وحده لا شريك له، ولا نبتغي بعبادتنا إلا وجهه الكريم، وأن نقصد بذلك التقرب إليه وحده، وأن نبتعد عن الرياء والسمعة.
– قال الله تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} [البينة: 5].
– وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ألا وإن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب”.
2. الإخلاص في النية:
– هو أن نجعل نيتنا في جميع أقوالنا وأفعالنا صالحة، وأن نقصد بها وجه الله وحده، وأن نبتعد عن النية السيئة والرياء والسمعة.
– قال الله تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا} [الطلاق: 2-3].
– وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى”.
3. الإخلاص في الدعاء:
– هو أن ندعو الله وحده لا شريك له، وأن نطلب منه وحده ما نحتاج إليه، وأن نلجأ إليه وحده في جميع أمورنا.
– قال الله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة: 186].
– وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدعاء هو العبادة”.
4. الإخلاص في العلم:
– هو أن نطلب العلم لله وحده، وأن ننشره لوجه الله وحده، وأن نبتعد عن الرياء والسمعة والغرور.
– قال الله تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [الإخلاص: 1-4].
– وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا، سهل الله له طريقًا إلى الجنة”.
5. الإخلاص في العمل:
– هو أن نعمل لله وحده لا شريك له، وأن نبتعد عن العمل من أجل المال أو الجاه أو السمعة.
– قال الله تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} [البينة: 5].
– وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصًا لوجهه، وابتغي به وجهه”.
6. الإخلاص في المال:
– هو أن ننفق مالنا لله وحده لا شريك له، وأن نتصدق به لله وحده، وأن نبتعد عن الإنفاق من أجل الرياء والسمعة.
– قال الله تعالى: {وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ} [المنافقون: 10].
– وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “صدق رسول الله كما صدق موسى، وخير الصدقة ما كان عن ظهر غنى “.
7. الإخلاص في الحب:
– هو أن نحب الله وحده لا شريك له، وأن نجعل حبنا لله وحده فوق كل حب، وأن نبتعد عن حب الدنيا وحب المخلوقات.
– قال الله تعالى: {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} [التوبة: 24].
– وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من أهله وماله وولده والناس أجمعين”.
الخاتمة
الإخلاص هو من أهم صفات المؤمنين التي يجب أن يتصفوا بها، وهو من أفضل الأعمال التي يحبها الله ويرضى عنها، وقد حثنا عليه في كثير من الآيات والأحاديث، وقد ذكرنا في هذا المقال أنواع الإخلاص وكيفية تحقيقه في جميع أمور حياتنا.