أهل مكة حمام
مقدمة
أهل مكة حمام هو مثل عربي يضرب للدلالة على أن من يفعل الإساءة ولا يتوقع أن تصيبه الإساءة مثلها يكون أحمق. ويعود أصل هذا مثل إلى قصة حدثت في مكة المكرمة منذ قرون، حيث كان هناك رجل يُدعى حمام وكان معروفًا بوقاحته وقلة أدبه مع الناس. وكان يعتقد أنه محصن من الأذى بسبب مكانته العالية في المجتمع. وفي أحد الأيام، قرر حمام أن يسيء إلى رجل فقير، لكن الرجل الفقير انتقم منه بطريقة جعلته نادمًا على أفعاله.
أصل المثل
هناك العديد من الروايات التي تحكي أصل مثل “أهل مكة حمام”، لكن أشهرها هي الرواية التالية:
كان هناك رجل يُدعى حمام يسكن في مكة المكرمة، وكان معروفًا بقلة أدبه ووقاحته مع الناس. وكان يعتقد أنه محصن من الأذى بسبب مكانته العالية في المجتمع. وفي أحد الأيام، قرر حمام أن يسيء إلى رجل فقير، لكن الرجل الفقير انتقم منه بطريقة جعلته نادمًا على أفعاله.
ذهب الرجل الفقير إلى حمام السوق العام، وأخذ ينادي عليه بصوت عالٍ: “يا حمام، يا حمام، تعال هنا”. فاستشاط حمام غضبًا، وخرج من الحمام وهو يصرخ: “ماذا تريد مني أيها الأحمق؟”. فقال الرجل الفقير: “أريد أن أستحم”. فقال حمام: “ولماذا تريد أن تستحم هنا؟”. فقال الرجل الفقير: “لأن هذا حمام عام، وأنا أحق باستخدام الماء أكثر منك”. فغضب حمام أكثر وقال: “أنت لست أحق باستخدام الماء مني، لأنني رجل غني وأنت رجل فقير”.
فقال الرجل الفقير: “الغنى والفقر لا يغير من حقيقة أننا جميعًا بشر، وجميعنا نحتاج إلى الماء للاستحمام”. فاستشاط حمام غضبًا أكثر، وقال: “سأقتلك إذا لم تخرج من هنا على الفور”. فقال الرجل الفقير: “لن أخرج، ولن تستطيع قتلي، لأن الله يحميني”.
فأخرج حمام سيفه، وحاول أن يقتل الرجل الفقير، لكن الرجل الفقير تفادى الضربة، وأمسك بسيف حمام، وكسره. ثم قال الرجل الفقير لحمام: “لقد انتقمت منك الآن، وأنا أسامحك على إساءتك إلي”. فبكى حمام واعتذر للرجل الفقير، وأصبحا صديقين.
دروس من المثل
يُعلمنا مثل “أهل مكة حمام” العديد من الدروس المهمة، ومن أهمها:
لا تسيء إلى أحد، لأن الإساءة قد تعود إليك في يوم من الأيام.
لا تظن أنك محصن من الأذى بسبب مكانك العالية في المجتمع.
الغنى والفقر لا يغير من حقيقة أننا جميعًا بشر، وجميعنا نحتاج إلى الاحترام.
لا تقلل من شأن الآخرين، لأنهم قد يكونون أقوى منك.
أسامح دائمًا من يسيء إليك، لأن المسامحة هي أفضل طريقة للانتقام.
خاتمة
مثل “أهل مكة حمام” هو مثل عربي قديم يحمل الكثير من الحكمة والعبر. وهو يُعلمنا أن علينا أن نكون حذرين فيما نقول و نفعل، وأن علينا أن نحترم الآخرين، بغض النظر عن مكانتهم الاجتماعية.