No images found for اول دولة مستقلة عن الخلافة العباسية
المقدمة:
يعتبر ظهور الدولة العباسية إحدى أهم الأحداث في تاريخ العالم الإسلامي، حيث تمكن العباسيون من الإطاحة بالخلافة الأموية وتأسيس خلافة جديدة استمرت لأكثر من خمسة قرون. ومع ذلك، لم تكن الدولة العباسية قادرة على الحفاظ على وحدتها لفترة طويلة، حيث بدأت في الضعف والتفسخ في القرن الثالث الهجري. وفي نهاية المطاف، ظهرت دول مستقلة عن الخلافة العباسية في مختلف أنحاء العالم الإسلامي.
أول دولة مستقلة عن الخلافة العباسية:
كانت أول دولة مستقلة عن الخلافة العباسية هي دولة الأغالبة، والتي تأسست في شمال إفريقيا في عام 184هـ/800م. أسس الدولة إبراهيم بن الأغلب، وكان واليًا على إفريقية من قبل الخليفة العباسي هارون الرشيد. وبعد وفاة الرشيد، أعلن إبراهيم بن الأغلب استقلاله عن الخلافة العباسية وأسس دولته الخاصة.
الحكم الذاتي للأغالبة:
حكم الأغالبة شمال إفريقيا لأكثر من قرن. وخلال هذه الفترة، تمكنوا من توسيع أراضي دولتهم لتشمل أجزاء من إسبانيا وإيطاليا وجنوب فرنسا. كما تمكنوا من إرساء دعائم دولتهم اقتصاديًا وثقافيًا وعسكريًا.
سقوط دولة الأغالبة:
سقطت دولة الأغالبة في عام 296هـ/909م على يد الفاطميين، وهي دولة أخرى مستقلة عن الخلافة العباسية. وبعد سقوط دولة الأغالبة، ظهرت دول مستقلة أخرى في شمال إفريقيا، مثل دولة بني زياد ودولة بني حمدان ودولة المرابطين.
دول مستقلة أخرى عن الخلافة العباسية:
بعد سقوط دولة الأغالبة، ظهرت دول مستقلة أخرى عن الخلافة العباسية في مختلف أنحاء العالم الإسلامي. ومن أهم هذه الدول:
– الدولة الطاهرية في خراسان: تأسست الدولة الطاهرية في عام 205هـ/821م على يد طاهر بن الحسين. وحكم الطاهريون خراسان لمدة قرن تقريبًا، حتى تمكن السامانيون من الإطاحة بهم في عام 301هـ/914م.
– الدولة الصفارية في سيستان: تأسست الدولة الصفارية في عام 247هـ/861م على يد يعقوب بن الليث الصفاري. وحكم الصفاريون سيستان لمدة نصف قرن تقريبًا، حتى تمكن السامانيون من الإطاحة بهم في عام 301هـ/914م.
– الدولة السامانية في بخارى: تأسست الدولة السامانية في عام 261هـ/875م على يد إسماعيل بن أحمد الساماني. وحكم السامانيون بخارى وما حولها لمدة قرن ونصف تقريبًا، حتى تمكن القراخانيون من الإطاحة بهم في عام 385هـ/995م.
الخلاصة:
كان ظهور الدول المستقلة عن الخلافة العباسية علامة على ضعف وتفكك الدولة العباسية. ومع ذلك، فقد لعبت هذه الدول دورًا مهمًا في الحفاظ على الثقافة الإسلامية ونشرها في أجزاء مختلفة من العالم.