المقدمة:
لقد خلق الله الإنسان في أحسن تقويم، وأودعه من صفاته ما جعله مميزًا عن سائر المخلوقات، وقد وردت في القرآن الكريم آيات عديدة تتناول خلق الإنسان، وفي هذا المقال سنتناول بعض هذه الآيات مستعرضين مراحل خلق الإنسان، ومكانته عند الله، ومسؤولياته في الحياة.
عظمة خلق الإنسان:
1. البداية: خلق الله الإنسان من طين:
– في سورة الأنعام، يقول الله تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن طِينٍ﴾ [الأنعام: 2].
– خلق الله أول إنسان وهو آدم عليه السلام من صلصال من حمأ مسنون.
– الطين مادة بسيطة لكنها تحمل في طياتها سر الحياة.
2. النفخ من الروح: إحياء الإنسان:
– بعد خلق الإنسان من طين، نفخ الله فيه من روحه، فكان إنسانًا حيًا.
– يقول الله تعالى في سورة الحجر: ﴿وَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا﴾ [الحجر: 29].
– الروح هي سر الحياة، وهي التي تميز الإنسان عن سائر المخلوقات.
3. تكون الجسد: تكوين الإنسان في أحسن تقويم:
– بعد نفخ الروح، بدأ الجسد يتكون، فظهرت الأعضاء والأطراف.
– يقول الله تعالى في سورة المؤمنون: ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ﴾ [المؤمنون: 14].
– أحسن تقويم هو أفضل خلق، فالإنسان مخلوق متكامل ومتناسق.
مكانة الإنسان عند الله:
1. الإنسان خليفة الله في الأرض:
– كرّم الله الإنسان وجعله خليفة له في الأرض.
– يقول الله تعالى في سورة البقرة: ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً﴾ [البقرة: 30].
– الخلافة تعني أن الإنسان مكلف برعاية الأرض وتعميرها.
2. الإنسان مكرم عند الله:
– خص الله الإنسان بميزات كثيرة ميزته عن سائر المخلوقات.
– يقول الله تعالى في سورة الإسراء: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ﴾ [الإسراء: 70].
– الإنسان مخلوق مكرم، يستحق الاحترام والتقدير.
3. الإنسان مسؤول أمام الله:
– خلق الله الإنسان وجعله مسؤولاً عن أفعاله.
– يقول الله تعالى في سورة الأحزاب: ﴿إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا﴾ [الأحزاب: 72].
– الإنسان مسؤول عن أفعاله، وسيحاسب عليها يوم القيامة.