مقدمة
إن أركان الإيمان هي الأساسيات والمعتقدات التي يقوم عليها الدين الإسلامي، وهي بمثابة ركائز الإيمان التي لا يصح الإسلام بدونها، وتعتبر هذه الأركان من أهم الأمور التي يجب على كل مسلم تعلمها وفهمها والعمل بها، فهي تشكل جوهر العقيدة الإسلامية وهي الأساس الذي يقوم عليه الدين الإسلامي.
أركان الإيمان
1. الإيمان بالله
– الإيمان بالله تعالى هو أساس الإيمان وهو أول ركن من أركان الإيمان، وهو الاعتقاد بأن الله هو خالق الكون ومالكه، وهو المتصرف فيه على حسب مشيئته وقضائه وقدره.
– ومن الإيمان بالله تعالى الإيمان بأسمائه وصفاته، ومن ذلك الإيمان بأسماء الله الحسنى وصفاته العلى، وأن الله هو الواحد الأحد، والصمد، القهار، المتكبر، الجبار، الخالق، البارئ، المصور، الغفور، الرحيم، الملك، القدوس، السلام، المؤمن، المهيمن، العزيز، الجليل، الكريم، الرقيب، المجيب، الواسع، الحكيم، العليم، القادر، القوي، المتين، الأول، الأخر، الظاهر، الباطن، والولي، والمتولي، والناصر، والهادي، والبصير، والسميع، والعليم، والحكيم.
– والإيمان بالله تعالى يقتضي الإيمان بأنه المنعم على عباده بنعم لا تحصى ولا تعد، وهو المتفضل عليهم برحمته وفضله، وهو الذي خلقهم ورزقهم، وهو الذي يحييهم ويمיתهم، وهو الذي بيده ملكوت السماوات والأرض، وهو الذي يملك الضر والنفع، وهو الذي بيده الخير كله، وهو الذي بيده الشفاء والعافية، وهو الذي بيده الرزق، وهو الذي بيده الأمر كله، وهو الذي إليه المصير.
2. الإيمان بالملائكة
– الإيمان بالملائكة هو أحد أركان الإيمان، والملائكة هم خلق الله تعالى من نور، وهم مكلفون بأداء مهمات مختلفة في الكون، وهم عباد مكرمون لا يعصون الله فيما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون.
– والملائكة هم خلق عظيم، وهم أقوى من البشر، وهم أسرع من البشر، وهم أذكى من البشر، وهم لا يأكلون ولا يشربون، وهم لا ينامون ولا يموتون، وهم لا يتزوجون ولا يتناسلون، وهم لا يعصون الله في شيء أمرهم به.
– والملائكة هم المكلفون بحمل العرش، والملائكة هم المكلفون بالسجود لله تعالى، والملائكة هم المكلفون بحمل النفوس، والملائكة هم المكلفون بالنزول بالوحي على الأنبياء والرسل، والملائكة هم المكلفون بتعذيب الكفار في النار، والملائكة هم المكلفون بحفظ الجنة.
3. الإيمان بالكتب السماوية
– الإيمان بالكتب السماوية هو أحد أركان الإيمان، والكتب السماوية هي الكتب التي أنزلها الله تعالى على أنبيائه ورسله لهداية الناس، وهي تشمل القرآن الكريم، والتوراة، والإنجيل، والزبور.
– والكتب السماوية هي من عند الله تعالى، وهي معجزة من معجزات الله تعالى، وهي حجة من حجج الله تعالى على الناس، وهي نور من نور الله تعالى، وهي رحمة من رحمات الله تعالى على الناس، وهي هدى من هدايات الله تعالى للناس.
– وقد أنزل الله تعالى الكتب السماوية على أنبيائه ورسله لهداية الناس، ولبيان الحلال والحرام، ولبيان العقيدة الصحيحة، ولبيان الأخلاق الحميدة، ولبيان الأحكام الشرعية، ولبيان القصص والعبر، ولبيان البشارات والإنذارات.
4. الإيمان بالرسل والأنبياء
– الإيمان بالرسل والأنبياء هو أحد أركان الإيمان، والرسل والأنبياء هم الذين اختارهم الله تعالى لهداية الناس، وهم الذين حملوا الرسالة الإلهية، وهم الذين بلغوا الناس دين الله تعالى.
– والرسل والأنبياء هم بشر مكرمون، وهم أفضل البشر، وهم أقرب الناس إلى الله تعالى، وهم أعلى الناس منزلة عند الله تعالى، وهم أحق الناس بالاتباع والاقتداء.
– وقد أرسل الله تعالى الرسل والأنبياء إلى كل الأمم والشعوب، حتى يبلغوا الناس دين الله تعالى، وحتى يبينوا لهم الحلال والحرام، وحتى يبينوا لهم العقيدة الصحيحة، وحتى يبينوا لهم الأخلاق الحميدة، وحتى يبينوا لهم الأحكام الشرعية، وحتى يبينوا لهم القصص والعبر، وحتى يبينوا لهم البشارات والإنذارات.
5. الإيمان باليوم الآخر
– الإيمان باليوم الآخر هو أحد أركان الإيمان، واليوم الآخر هو اليوم الذي ينتهي فيه هذا العالم، وهو اليوم الذي يبعث فيه الناس من قبورهم، وهو اليوم الذي يحاسب فيه الناس على أعمالهم.
– واليوم الآخر هو يوم عظيم، وهو يوم رهيب، وهو يوم شديد، وهو يوم حق، وهو يوم لا ريب فيه، وهو يوم لا مهرب منه، وهو يوم لا مفر منه، وهو يوم لا عذر فيه.
– وفي اليوم الآخر يحاسب الله تعالى الناس على أعمالهم، فيجازي المحسنين بالإحسان، والمسيئين بالإساءة، ويدخل المحسنين الجنة، ويدخل المسيئين النار.
6. الإيمان بالقضاء والقدر
– الإيمان بالقضاء والقدر هو أحد أركان الإيمان، والقضاء هو ما قدره الله تعالى وقضاه، والقدر هو ما قدره الله تعالى ولم يقضه.
– والقضاء والقدر هما من عند الله تعالى، وهما من أسرار الله تعالى، وهما من غيب الله تعالى، وهما من حكمة الله تعالى، وهما من عدل الله تعالى.
– ويجب على المسلم أن يؤمن بالقضاء والقدر، وأن يرضى بقضاء الله تعالى وقدره، وأن يسلم لقضاء الله تعالى وقدره، وأن يتوكل على الله تعالى في كل أموره.
7. الإيمان بالبعث والنشور
– الإيمان بالبعث والنشور هو أحد أركان الإيمان، والبعث هو إخراج الناس من قبورهم بعد موتهم، والنشور هو حشر الناس في موقف الحساب يوم القيامة.
– والبعث والنشور هما من عند الله تعالى، وهما من قدرة الله تعالى، وهما من حكمة الله تعالى، وهما من عدل الله تعالى.
– ويجب على المسلم أن يؤمن بالبعث والنشور، وأن يوقن بأن الناس سيخرجون من قبورهم بعد موتهم، وأنهم سيحشرون في موقف الحساب يوم القيامة، وأنهم سيحاسبون على أعمالهم.
الخاتمة
إن أركان الإيمان هي اللبنة الأساسية التي يقوم عليها الدين الإسلامي، وهي الأساس الذي لا يصح الإسلام بدونه، ولا يتم الإيمان إلا بها، وهي دليل على عظمة الله تعالى وقدرته وحكمته، وهي دليل على صدق رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، وهي دليل على عدل الله تعالى وحكمته، وهي دليل على أن الإسلام دين الحق، وهي دليل على أن الإسلام دين الهدى والرشاد.