المقدمة:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد، فقد حثنا الإسلام على الدعاء بالشفاء للمريض، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من عاد مريضًا نودي من السماء: طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة منـزلًا”. ومن الأدعية التي يمكن للمرء أن يدعو بها للمريض هو الدعاء التالي: “أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك شفاء عاجلاً”.
عظمة الله سبحانه وتعالى:
إن الله سبحانه وتعالى هو العظيم الذي لا يدانيه شيء في عظمته، وهو رب العرش العظيم وهو الذي خلق كل شيء وهو على كل شيء قدير، وهو الذي بيده الشفاء والشفاء من كل داء، وهو الذي يستجيب دعاء المضطر إذا دعاه.
فضائل الدعاء للمريض:
ثبت في السنة النبوية المطهرة فضائل كثيرة للدعاء للمريض، منها:
– الدعاء للمريض سبب لدعاء الملائكة له بالشفاء: فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إذا مرض أحدكم فلْيُدْعَ له سبعةُ من الصالحين، لعل الله أن يشفيه”.
– الدعاء للمريض سبب لرفع البلاء عنه: فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “الدعاء يرد القضاء ولو كان نـازلاً”.
– الدعاء للمريض سبب لزيادة أجره وثوابه عند الله: فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “ما من مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك: ولك مثل”.
آداب الدعاء للمريض:
هناك بعض الآداب التي يجب مراعاتها عند الدعاء للمريض، منها:
– الإخلاص لله سبحانه وتعالى: يجب أن يكون الدعاء لله وحده لا شريك له، وأن يكون خالصًا لوجهه الكريم.
– اليقين بالإجابة: يجب أن يكون الداعي على يقين بأن الله سيستجيب دعاءه، وأن الشفاء بيد الله وحده.
– الاجتهاد في الدعاء: يجب أن يبذل الداعي قصارى جهده في الدعاء للمريض، وأن يدعو له بكل ما يستطيع من أدعية.
– التضرع والخشوع: يجب أن يكون الداعي متضرعًا إلى الله سبحانه وتعالى، وأن يكون خاشعًا في دعائه.
– الدعاء للمريض بظهر الغيب: يستحب للمرء أن يدعو للمريض بظهر الغيب، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “الدعاء للمؤمن بظهر الغيب مستجاب، عند رأسـه ملك موكل، كلما دعا له بخير، قال الملك: آمين ولك مثله”.
أدعية للمريض:
هناك العديد من الأدعية التي يمكن للمرء أن يدعو بها للمريض، منها:
– “اللهم اشفه شفاء لا يغادر سقماً”.
– “اللهم اكتب له الشفاء العاجل في كتابك”.
– “اللهم خذ بيده واشفه وعافه واعف عنه”.
– “اللهم ارزقه الراحة والعافية واجعله من المتعافين”.
– “اللهم ألهمنا الدعاء النافع الذي يشفيه ويرضيك عنا وعنه”.
الاستسلام لقضاء الله وقدره:
يجب على المرء أن يستسلم لقضاء الله وقدره، وأن يرضى بما قسمه الله له، فالله سبحانه وتعالى حكيم في كل أقواله وأفعاله، وهو الذي يعلم ما فيه الخير لعباده.
الخاتمة:
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفي كل مريض شفاءً عاجلاً، وأن يمن عليه بالعافية والسلامة، وأن يرزقه الراحة والطمأنينة، وأن يجعل دعاءنا له شفاءً ورحمةً من عنده، وأن يتقبل منا صالح الأعمال، وأن يبارك لنا في أعمارنا وأموالنا وأهلينا، إنه ولي ذلك والقادر عليه، والحمد لله رب العالمين.