المقدمة:
الحج هو أحد أركان الإسلام الخمسة، وهو فريضة واجبة على كل مسلم ومسلمة استطاع إليه سبيلاً، وهو من أهم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، وللحج آداب وشعائر ومناسك، ومن أهم هذه الشعائر هي تلبية الحجاج، وهي عبارة عن قول: “لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك”.
أولاً: فضل تلبية الحجاج:
1. التلبية من أفضل الذكر لله تعالى، وقد ورد في فضلها العديد من الأحاديث النبوية، منها ما رواه البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ما على الأرض شيء أحب إلى الله من صوتِ لبيك”.
2. التلبية من أسباب مغفرة الذنوب، فقد روى الترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من لبي بالحج أو العمرة كتب الله له بكل لبي ألف حسنة، وحط عنه ألف سيئة، ورفع له ألف درجة، وأجابه ألف دعوة”.
3. التلبية من أسباب دخول الجنة، فقد روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من لبي بالحج أو العمرة كتب الله له بكل لبي بيتاً في الجنة”.
ثانياً: شروط صحة التلبية:
1. النية: وهي أن ينوي الحاج أو المعتمر التلبية لله تعالى، ويصدق في نيته.
2. الطهارة: وهي أن يكون الحاج أو المعتمر طاهراً من الحدث الأكبر والأصغر.
3. الاستقبال: وهي أن يستقبل الحاج أو المعتمر القبلة عند التلبية.
4. الرفع: وهي أن يرفع الحاج أو المعتمر صوته بالتلبية، بحيث يسمع نفسه وأصحابه.
5. المواصلة: وهي أن يواصل الحاج أو المعتمر التلبية من حين إحرامه إلى أن يرمي جمرة العقبة.
ثالثاً: صيغة التلبية:
1. الصيغة المشهورة للتلبية هي: “لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك”.
2. وهناك صيغة أخرى للتلبية وهي: “لبيك اللهم لبيك، لبيك وسعديك، والخير بيديك، والرغباء إليك، والعمل ليك”.
3. ويجوز للحاج أو المعتمر أن يزيد على الصيغتين السابقتين ما يشاء من الدعاء والذكر، بشرط ألا يخل ذلك بمعنى التلبية.
رابعاً: أوقات التلبية:
1. يبدأ وقت التلبية من حين إحرام الحاج أو المعتمر، وينتهي عند رمي جمرة العقبة.
2. ويستحب للحاج أو المعتمر أن يكثر من التلبية في الأماكن الفاضلة، مثل: المسجد الحرام، والمسجد النبوي، ومزدلفة، ومنى، وعرفة.
3. ويستحب للحاج أو المعتمر أن يرفع صوته بالتلبية في الأماكن الجهرية، مثل: الوقوف على عرفات، والرمي بالجمرات، والسعي بين الصفا والمروة.
خامساً: آثار التلبية:
1. التلبية من شعائر الحج والعمرة، وهي سبب من أسباب دخول الجنة.
2. التلبية من أسباب مغفرة الذنوب، ورفع الدرجات.
3. التلبية من أسباب استجابة الدعاء.
سادساً: حكم ترك التلبية:
1. ترك التلبية سهواً لا يضر بصحة الحج أو العمرة.
2. أما ترك التلبية عمداً فهو مكروه، ويجب على الحاج أو المعتمر أن يتوب إلى الله تعالى.
3. إذا ترك الحاج أو المعتمر التلبية عمداً حتى فاته الوقوف بعرفة، فإن حجه أو عمرته لا يصح.
سابعاً: آداب التلبية:
1. يستحب للحاج أو المعتمر أن يرفع صوته بالتلبية في الأماكن الجهرية، مثل: الوقوف على عرفات، والرمي بالجمرات، والسعي بين الصفا والمروة.
2. يستحب للحاج أو المعتمر أن يكثر من التلبية في الأماكن الفاضلة، مثل: المسجد الحرام، والمسجد النبوي، ومزدلفة، ومنى، وعرفة.
3. يستحب للحاج أو المعتمر أن يتأدب في تلبية ويحذر من الإسراف في الصوت والغناء.
الخاتمة:
التلبية من شعائر الحج والعمرة، وهي من العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، ولها فضل عظيم وأجر كبير، وقد ورد في فضلها العديد من الأحاديث النبوية، ومن ترك التلبية عمداً حتى فاته الوقوف بعرفة، فإن حجه أو عمرته لا يصح.