المقدمة:
تُعتبر الصلاة من أهم العبادات وأعظمها عند المسلمين، فالفريضة الأولى التي فُرضت عليهم، ولها أهمية بالغة في حياة المسلم، فهي عماد الإسلام وركن من أركانه، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “من حافظ عليها فقد فاز، ومن ضيعها فقد هلك”.
وتُرفع الأعمال إلى الله عز وجل بعد انتهاء الصلاة، وحسب ما ورد في الأحاديث النبوية الشريفة، فإن الله يرفع الأعمال إلى الله بعد انتهاء صلاة الفجر والعصر ويقول: “هل من سائل فأعطيه؟ هل من مستغفر فأغفر له؟” وهناك بعض الأعمال لا تُرفع إلى الله إلا بعد انتهاء الصلاة، منها:
1. أعمال المتخاصمين
أعمال المتخاصمين من الأعمال التي لا تُرفع إلى الله إلا بعد انتهاء الصلاة، وقد أجمع أهل العلم على أن أعمال المتخاصمين لا تُرفع إلى الله حتى يصطلحوا، وذلك لقول الرسول صلى الله عليه وسلم “أيما رجل خاصم في دم أو مال فليتصالح الذي لخصمه، قبل أن يحكم بينهما، فإنه إن حكم بحق فله أجر، وإن حكم بشيء آخر فليس له إلا النار”.
2- الأعمال غير الخالصة
وما يصاحبها من كبر ورياء، ولا الأعمال التى تكون مقرونة بالمعاصي، فإن العمل الصالح يجب أن يكون خالياً من الرياء والكبر، ويجب أن يكون لله وحده، فالمرائي الذي يعمل العمل الصالح من أجل أن يراه الناس، أو ليفخر به، لا يقبل عمله عند الله، والمتكبر الذي يعمل العمل الصالح من أجل أن يتعالى على الآخرين، لا يقبل عمله عند الله.
3- الأعمال المنقوصة
مثل إخلال المنفرد بها بركن من أركانها أو شرط من شروطها، أو إتمامها قبل الوقت المحدد لها لغير عذر، ومنها أيضاً الأعمال التي يكون فيها نقص في الإخلاص، أو يكون فيها نقص في المتابعة، أو يكون فيها نقص في الإتقان.
4- الأعمال المتعلقة بالمعاصي
العمل الصالح الذي يقترن بالمعصية، فإن هذه المعصية تبطل العمل الصالح، وتجعله غير مقبول عند الله. ومن ذلك مثلاً، لو أن شخصاً تصدق على فقير، ولكنه سرق ماله في وقت لاحق، فإن صدقته لا تقبل عند الله، لأنها اقترنت بالسرقة، التي هي معصية كبيرة.
5- أعمال الخلط في الدين
مثل من يبتدع في الدين ما ليس منه، أو يغير شيئاً من أحكام الدين، أو يبدل شيئاً من شعائر الدين.
6- الأعمال المبنية على الظلم
مثل أخذ مال الغير بدون وجه حق، أو ظلم الغير في حقه، أو الاعتداء على الغير في نفسه أو ماله أو عرضه. ومن ذلك مثلاً، لو أن شخصاً بنى مسجداً من مال حرام، فإن هذا المسجد لا تقبل فيه الصلاة، لأنه مبني على الظلم.
7- أعمال الشر
مثل الكذب والغش والخيانة والسرقة والزنا واللواط وشرب الخمر وتعاطي المخدرات وغيرها من أنواع الشر، فإن هذه الأعمال لا تقبل عند الله، لأنها منافية للفطرة السليمة، ومنافية لتعاليم الإسلام. وهذه الأعمال من الأعمال التي لا تُرفع إلى الله إلا بعد أن يتوب العبد منها ويندم عليها.
الخاتمة:
أعمال المتخاصمين من الأعمال التي لا تُرفع إلى الله إلا بعد انتهاء الصلاة، ويجدر بنا أن نحرص على أن تكون صلواتنا خالصة لوجه الله تعالى، وأن نبتعد عن كل ما يُبطل الصلاة أو ينقص من أجرها.