تصبير أهل الميت
مقدمة:
تعتبر وفاة أحد الأحباء من أكثر التجارب العاطفية صعوبة التي يمر بها أي شخص. ويتوقع من الحضارات والأديان المختلفة أن تتفاعل مع هذا الحدث بصورة فريدة، ولكن التواصل البشري يشكل مكملات تصبير عمومية لكافة الحضارات. وتشمل هذه المكونات التشجيع على التعاطف والتواصل والمشاركة في الذكرى. وهناك العديد من الطرق التي يمكن من خلالها تصبير أهل الميت والتخفيف من حزنهم.
1. كن متواجدًا لأهل الميت:
– كونوا هناك من أجل أهل الميت في الأيام والأسابيع التالية لوفاة أحبائهم. وهذا يعني أن تكون متوفرًا لهم وتستمع إليهم وتقدم لهم الدعم العاطفي.
– لا تحاول إصلاح حزنهم أو جعلهم يشعرون بتحسن. فقط كن هناك من أجلهم ودعهم يعرفون أنك تهتم لأمرهم.
– قدم المساعدة العملية لهم. وهذا يمكن أن يشمل أي شيء من إعداد الطعام إلى مساعدتهم في ترتيب الجنازة أو إحضارهم إلى المنزل من المستشفى.
2. اسمح لهم بالتعبير عن حزنهم:
– شجع أهل الميت على التعبير عن حزنهم بطريقتهم الخاصة. وهذا يعني السماح لهم بالبكاء أو الصراخ أو الانسحاب الاجتماعي.
– لا تحكم عليهم على الطريقة التي يحزنون بها. تذكر أن لكل شخص طريقة مختلفة في الحداد على فقدان أحد أفراد أسرته.
– لا تحاول إخبارهم بما يجب عليهم فعله أو شعورهم. فقط كن هناك من أجلهم ودعهم يعلمون أنك تفهم آلامهم.
3. شجعهم على التحدث عن آمالهم وأحلامهم:
– شجع أهل الميت على التحدث عن آمالهم وأحلامهم وأهدافهم. وهذا يمكن أن يساعدهم على المضي قدمًا في حياتهم وإيجاد معنى جديد في حياتهم.
– لا تضغط عليهم للتحدث عن موتهم أو حزنهم. دعه يتحدث عن أشياء أخرى تجعله سعيدًا ومحفزًا.
– ساعدهم على العثور على طرق جديدة للتعبير عن أنفسهم. وهذا يمكن أن يشمل الكتابة أو الرسم أو الموسيقى أو الرقص.
4. شارك ذكرياتك عن المتوفى:
– شارك ذكرياتك عن المتوفى مع أهل الميت. وهذا يمكن أن يساعدهم على الشعور بأنهم ليسوا وحدهم في حزنهم وأن الآخرين يتذكرون ويقدرون أحبائهم.
– لا تركز فقط على الذكريات السعيدة. شارك أيضًا الذكريات الصعبة. وهذا يمكن أن يساعد أهل الميت على الشعور بأنهم قد تصالحوا تمامًا مع المتوفى.
– ساعدهم على إنشاء ألبوم صور أو كتاب ذكريات عن المتوفى. وهذا يمكن أن يكون طريقة رائعة للاحتفال بحياته وتذكره.
5. ساعدهم في العثور على دعم خارجي:
– ساعد أهل الميت في العثور على دعم خارجي إذا كانوا يكافحون من أجل التأقلم مع خسارتهم. وهذا يمكن أن يشمل مجموعات الدعم المحلية أو العلاج الفردي أو الجماعي.
– تأكد من أنهم على علم بالموارد المتاحة لهم. وهذا يمكن أن يشمل خطوط المساعدة الساخنة والمواقع الإلكترونية والكتب والمقالات.
– شجعهم على طلب المساعدة إذا كانوا بحاجة إليها. من المهم ألا يعاني أهل الميت في صمت.
6. كن صبورًا معهم:
– كن صبورًا مع أهل الميت. الحزن عملية طويلة ويمكن أن يستغرق الأمر شهورًا أو حتى سنوات للتعافي من فقدان أحد أفراد الأسرة.
– لا تتوقع منهم أن يتعافوا بين عشية وضحاها. امنحهم الوقت الذي يحتاجون إليه للشفاء.
– كن هناك من أجلهم على المدى الطويل. حتى بعد أن يعود أهل الميت إلى روتين حياتهم الطبيعي، قد يزالون يحتاجون إلى دعمك.
7. خذ وقتك للشفاء:
– تذكر أنك بحاجة إلى وقت للشفاء أيضًا. لا تتجاهل احتياجاتك العاطفية الخاصة بك.
– تأكد من أنك تعتني بنفسك. وهذا يعني تناول الطعام الصحي وممارسة الرياضة والحصول على قسط كافٍ من النوم.
– تحدث إلى الأصدقاء والعائلة حول ما تمر به. يمكن أن يكون التحدث عن حزنك مفيدًا للغاية.
الخاتمة:
تصبير أهل الميت من الأمور المهمة التي يجب على من حولهم القيام بها، إذ إن وفاته تؤثر على الحالة النفسية لهؤلاء، وقد يصل بهم الأمر حد العجز عن القيام بأي شيء، وعليه، فإن تصبيرهم ومواساته هو الأمر الأمثل. ويتمثل ذلك في التخفيف عنهم وإقناعهم بأن الحياة ما زالت مستمرة ولا بد من مواصلة المسيرة والسعي دون توقف، مع ضرورة التحلي بالصبر، إذ قد يستغرق أهل الميت وقتًا طويلًا حتى يتجاوزوا حالة الحزن.