مقدمة:
بر الوالدين من أهم الفرائض وأعظمها، وهو أمرٌ حثّنا عليه الإسلام ودعت إليه الفطرة السليمة، ففي برهما نيلٌ لرضى الله تعالى والفوز بجنته، وفي عقوقهما غضبٌ من الله تعالى وعذابه في الدنيا والآخرة.
1. فضل بر الوالدين:
– البر بالوالدين من أسباب دخول الجنة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “بر الوالدين من أكبر الكبائر، ومن أمات ابنتين لله كُتب له الجنة”.
– طاعة الوالدين من أفضل القربات: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما من شيءٍ أحب إلى الله من أن يرى عبده ساجداً له أو باراً بوالديه”.
– الوالدان سببٌ في سعادة الأولاد: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ثلاثةٌ لا يرد دعائهم: داعٍ مضطر، ودعاء مسافر، ودعاء والد لولده”.
2. حقوق الوالدين:
– الإحسان إليهما: قال الله تعالى: “ووصينا الإنسان بوالديه إحساناً”، والإحسان يشمل جميع أنواع البر، من الطاعة والاحترام والرعاية والعطف والإنفاق عليهم.
– طاعتهما: قال الله تعالى: “وأن اشكر لي ولوالديك”، وطاعة الوالدين واجبة في كلّ ما لا معصية فيه، طالما أنها لا تخالف أوامر الله أو تضرّ بالولد.
– احترامهما: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا ينظر الله إلى من لم يحن لوالديه جناحه ولا برهما”، والاحترام يشمل القول الطيب واللين، ونبذ العنف والسباب والشتم، والإنصات إلى كلامهما باهتمام.
3. واجبات الوالدين:
– تربيةُ الأولاد على الأخلاقِ الفاضلةِ والقيمِ الإسلاميةِ الصحيحةِ.
– تعليمُ الأولادِ العلومَ والمعارفَ الضروريةِ لحياتهم.
– توفيرُ الرعايةِ الصحيةِ والغذائيةِ الجيدةِ للأولاد.
4. مظاهر بر الوالدين:
– حسن الاستماع إلى حديثهما والاستجابة لطلباتهما.
– الإنفاق عليهما بالمال والوقت والجهد، والإحسان إليهما بقولٍ لينٍ ومعاملةٍ طيبة.
– برهما في حياتهما وبعد مماتهما بالدعاء لهما والاستغفار لهما والتصدق عنهما.
5. آثار بر الوالدين:
– رضا الله تعالى: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا رضى الوالدان رضي الرحمن، وإذا غضب الوالدان غضب الرحمن”.
– سعادة الأولاد في الدنيا والآخرة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “بر الوالدين يزيد في العمر ويرزق صاحبه البركة في أولاده”.
– فتح أبواب الرزق على الأولاد: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من بر والديه أمدَّه الله في عمره ونسله، ومن عقّ والديه قصَّر الله عمره ونسله”.
6. عقوق الوالدين:
– عقوق الوالدين من كبائر الذنوب: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “العاق لوالديه ملعونٌ في الدنيا والآخرة”.
– عقوق الوالدين سببٌ لحرمان الولد من رضا الله تعالى وبركته في الدنيا والآخرة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يدخل الجنة عاق لوالديه”.
– عقوق الوالدين سببٌ لعذاب الولد في الدنيا والآخرة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “العاق لوالديه يلعنه الله كل يوم وليلة”.
7. كيفية تجنب عقوق الوالدين:
– الابتعاد عن جميع الأفعال والأقوال التي من شأنها أن تؤذي الوالدين أو تغضبهما.
– الصبر على ما قد يصدر من الوالدين من تقصير أو خطأ، والتعامل معهم بالحكمة واللين.
– عدم إهمال الوالدين وعدم التقصير في زيارتهما والاستماع إلى حديثهما وقضاء حاجاتهما.
الخاتمة:
بر الوالدين من أعظم الفرائض وأجلِّها، وهو سببٌ لدخول الجنة والفوز برضا الله تعالى، ولذلك ينبغي على المسلم أن يحسن إلى والديه ويبرهُما في حياتهما وبعد مماتهما، وأن يجتنب كل ما يؤذيهما أو يغضبهما، وأن يُعاملَهُما باللين والرحمة والبر.