مقدمة
التوكل هو الاعتماد على الله تعالى في جميع الأمور، والاستعانة به وحده، والثقة الكاملة بأنه هو وحده القادر على جلب النفع ودفع الضر، وهو من أعظم العبادات وأجلها، وهو من صفات المتقين الذين وعدهم الله تعالى بالجنة، قال تعالى: {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا} [الطلاق: 3].
أنواع التوكل
ينقسم التوكل إلى قسمين:
التوكل المطلق: وهو الاعتماد على الله تعالى وحده في جميع الأمور، والثقة الكاملة بأنه هو وحده القادر على جلب النفع ودفع الضر، دون الالتفات إلى الأسباب المادية، قال تعالى: {وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُؤْمِنِينَ} [المائدة: 23].
التوكل المقيد: وهو الاعتماد على الله تعالى مع الأخذ بالأسباب المادية، والعمل بكل ما يمكن فعله لتحقيق الهدف المنشود، ولكن مع الثقة الكاملة بأن الله تعالى هو وحده القادر على تحقيق هذا الهدف، وأن الأسباب المادية لا تؤثر إلا بإذنه تعالى، قال تعالى: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ} [الفرقان: 58].
شروط التوكل
يشترط في التوكل عدة شروط، وهي:
أن يكون المتوكل موقناً بأن الله تعالى هو وحده القادر على جلب النفع ودفع الضر.
أن يعتمد المتوكل على الله تعالى وحده، ولا يعتمد على الأسباب المادية إلا باعتبارها وسائل لتحقيق أهدافه.
أن يكون المتوكل صابراً على المقدور، راضياً بقضاء الله تعالى.
أن يكون المتوكل عاملاً بأسباب النجاح، ولا يتكل على الله تعالى دون أن يعمل.
أسباب التوكل
هناك العديد من الأسباب التي تدعو إلى التوكل على الله تعالى، منها:
معرفة قدرة الله تعالى: فالله تعالى هو القادر على كل شيء، وهو وحده القادر على جلب النفع ودفع الضر، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [البقرة: 20].
معرفة حكمة الله تعالى: فالله تعالى حكيم في أفعاله، ولا يفعل شيئاً عبثاً، قال تعالى: {وَمَا يَفْعَلُ رَبُّكَ مِن شَيْءٍ إِلَّا بِحِكْمَةٍ} [الأنبياء: 30].
معرفة رحمة الله تعالى: فالله تعالى رحيم بعباده، ولا يريد بهم إلا الخير، قال تعالى: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ} [الأعراف: 156].
فوائد التوكل
هناك العديد من الفوائد التي تعود على المتوكل على الله تعالى، منها:
راحة البال والطمأنينة: فالمتوكل على الله تعالى لا يخاف من المستقبل، ولا يقلق من الأحداث التي قد تحدث، لأنه يعلم أن الله تعالى هو وحده القادر على حمايته وإعانته.
القوة والقدرة على مواجهة الصعوبات: فالمتوكل على الله تعالى لا يضعف أمام الشدائد، ولا يستسلم للمصاعب، لأنه يعلم أن الله تعالى هو وحده القادر على نصرته وتمكينه.
النجاح في الحياة الدنيا والآخرة: فالمتوكل على الله تعالى يوفق في حياته الدنيا، وينال النجاح في جميع أموره، ويحظى برضا الله تعالى في الآخرة، قال تعالى: {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق: 3].
كيفية التوكل
يمكن للمسلم أن يتوكل على الله تعالى من خلال عدة خطوات، منها:
التعرف على الله تعالى ومعرفة صفاته: فكلما زاد معرفة الله تعالى، زادت ثقته به، وتوكله عليه.
الإيمان بقضاء الله تعالى وقدره: فالإيمان بأن الله تعالى هو وحده القادر على جلب النفع ودفع الضر، يجعل المسلم يرضى بقضاء الله تعالى وقدره، ويتوكل عليه في جميع أموره.
الاستعانة بالله تعالى في جميع الأمور: فالمسلم يستعين بالله تعالى في جميع أموره، سواء كانت كبيرة أم صغيرة، لأنه يعلم أن الله تعالى هو وحده القادر على مساعدته وإعانته.
الخاتمة
التوكل على الله تعالى من أعظم العبادات وأجلها، وهو من صفات المتقين الذين وعدهم الله تعالى بالجنة، وهو من الأسباب التي تجلب على المسلم راحة البال والطمأنينة، والقوة والقدرة على مواجهة الصعوبات، والنجاح في الحياة الدنيا والآخرة.