مقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- وعلى آله وصحبه أجمعين.
إن الله تعالى هو السند الحقيقي للإنسان، وهو الذي يمنحه القوة والصبر والتوفيق في حياته. فمهما واجه الإنسان من صعوبات وتحديات، فإن الله تعالى هو ملاذه الوحيد الذي يلجأ إليه، وهو الذي يسانده ويعينه على تخطيها.
1. الله هو السند في الشدائد
عندما يواجه الإنسان شدة أو محنة في حياته، فإن أول ما يخطر بباله هو اللجوء إلى الله تعالى. فهو وحده الذي يملك القدرة على تفريج الكرب وإزالة الهموم. وعندما يتضرع الإنسان إلى الله تعالى ويطلب منه العون والمساعدة، فإن الله تعالى يرحمه ويلطف به ويفرج كربه.
– قال تعالى: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (يونس: 107).
– قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ بَعِيدٌ عَنِ الظُّلْمِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} (يونس: 44).
2. الله هو السند في الرخاء
وحتى في أوقات الرخاء والنعيم، فإن المؤمن لا ينسى الله تعالى. بل إنه يزداد شكرًا له وحمدًا على نعمه التي أنعم بها عليه. ويدرك المؤمن أن هذه النعم ليست إلا اختبارًا من الله تعالى، وأن عليه أن يستثمرها في طاعته وعبادته.
– قال تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} (إبراهيم: 7).
– قال تعالى: {وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ} (الحج: 45).
3. الله هو السند في السراء والضراء
والمؤمن الحقيقي هو الذي يلجأ إلى الله تعالى في السراء والضراء على حد سواء. فهو لا ينشغل بنعم الدنيا فيلهو عن ذكر الله تعالى، كما أنه لا يقنط عند المصائب والشدائد فيكفر بنعم الله تعالى.
– قال تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} (البقرة: 155-156).
– قال تعالى: {وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} (هود: 115).
4. الله هو السند في الدنيا والآخرة
ولا يقتصر سند الله تعالى على الدنيا فقط، بل إنه يمتد إلى الآخرة أيضًا. فالمؤمن الذي يتق الله تعالى في الدنيا، ويستقيم على أمره، ويطيع أوامره وينتهي عن نواهيه، فإنه ينال رضوان الله تعالى في الآخرة، ويدخله الجنة التي وعد بها عباده المتقين.
– قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ} (البينة: 7-8).
– قال تعالى: {وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} (الأعراف: 44).
5. الله هو السند في كل وقت ومكان
وليس هناك وقت أو مكان محدد يلجأ فيه الإنسان إلى الله تعالى. فالله تعالى حاضر في كل مكان، وهو قريب من عباده ويسمع دعاءهم ويستجيب لهم. لذلك، يجب على المؤمن أن يجعل الدعاء إلى الله تعالى عادة يومية، وأن يكثر من ذكره تعالى في كل وقت ومكان.
– قال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} (البقرة: 186).
– قال تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ} (هود: 7).
6. الله هو السند في كل الأمور
ولا يقتصر سند الله تعالى على الأمور الدينية والروحانية فقط، بل إنه يمتد إلى الأمور الدنيوية أيضًا. فالله تعالى هو الذي يرزق العباد ويوفقهم في أعمالهم ويسهل عليهم أمورهم. لذلك، يجب على المؤمن أن يتوكل على الله تعالى في كل أموره، وأن يطلب منه العون والتوفيق والسداد.
– قال تعالى: {وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} (العنكبوت: 60).
– قال تعالى: {وَكَمْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْم