كل عام وأنتم بخير
مقدمة
عيد الفطر هو أحد أهم الأعياد الدينية لدى المسلمين، ويحتفل به في اليوم الأول من شهر شوال، بعد شهر رمضان المبارك. وهو مناسبة للتعبير عن الفرح والسرور، وإحياء ذكرى النصر الإلهي على فرعون وقومه، وتوزيع الصدقات على الفقراء والمحتاجين.
أولاً: فضل عيد الفطر وكيفيته
1. يعد عيد الفطر من الأعياد التي شرعها الله تعالى لعباده المسلمين، وهو يوم فرح وسرور وبهجة، يُكبر الله فيه ويُحمده على إتمام صيام شهر رمضان المبارك.
2. يستحب للمسلمين في عيد الفطر الاغتسال والتطيب ولبس أجمل الثياب، والتوجه إلى المصلى لأداء صلاة العيد، والإكثار من التكبير والتهليل والتحميد.
3. من سنن عيد الفطر زيارة الأهل والأصدقاء وصلة الرحم، وتبادل التهاني والتبريكات، وإعداد الولائم وإطعام الطعام الفقراء والمحتاجين.
ثانياً: حكم صلاة العيد
1. صلاة العيد هي صلاة مشروعة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهي واجبة عند بعض الفقهاء، وسنة مؤكدة عند البعض الآخر.
2. تُقام صلاة العيد في المصلى أو في المسجد، وتبدأ بعد شروق الشمس وتستمر حتى الزوال، وتتكون من ركعتين يُكبر فيها الإمام في الركعة الأولى سبع تكبيرات، وفي الركعة الثانية خمس تكبيرات.
3. بعد الصلاة يُخطب الإمام خطبة العيد، ويتحدث فيها عن فضل العيد وحكمة صيامه، ويذكر المسلمين بنعم الله تعالى عليهم، ويعظهم ويوجههم.
ثالثاً: توزيع زكاة الفطر
1. زكاة الفطر هي صدقة واجبة على كل مسلم ومسلمة، وتُدفع في عيد الفطر قبل صلاة العيد، وتُقدر بصاع من الطعام، مثل القمح أو الأرز أو التمر أو الزبيب.
2. يُوزع مال زكاة الفطر على الفقراء والمحتاجين، ويجوز دفعها نقداً بقيمتها، ويجوز دفعها للجمعيات الخيرية التي تتولى توزيعها على مستحقيها.
3. يُستحب للمسلم أن يُخرج زكاة الفطر عن نفسه وعن زوجته وأولاده الصغار الذين لا يملكون مالاً، وأن يُخرجها قبل صلاة العيد.
رابعاً: أعمال مستحبة في عيد الفطر
1. من الأعمال المستحبة في عيد الفطر زيارة المقابر والدعاء للموتى، وتلاوة القرآن الكريم، والإكثار من الاستغفار والتوبة من الذنوب.
2. يُستحب أيضاً للمسلم أن يتصدق على الفقراء والمحتاجين، وأن يُطعم الطعام للصائمين، وأن يحسن إلى نفسه وأهله، وأن يفرح ويُسر ويُنشر البهجة بين الناس.
3. يستحب للمسلم أن يُهنئ إخوانه المسلمين بعيد الفطر، وأن يتبادل معهم التهاني والتبريكات، وأن يُصافحهم ويعانقهم.
خامساً: المحظورات في عيد الفطر
1. يُحرم على المسلم في عيد الفطر أن يصوم، ويُحرم عليه أيضاً أن يترك صلاة العيد، أو أن يتأخر عنها عن وقتها.
2. يُحرم أيضاً على المسلم أن يشرب الخمر أو يتعاطى المخدرات، أو أن يرتكب أي محرم من المحرمات في هذا اليوم المبارك.
3. يُحرم على المسلم أن يُفسد فرحة العيد بالمشاجرات أو النزاعات، أو بالكلام البذيء أو الفاحش، أو بأي فعل من الأفعال التي تُغضب الله تعالى.
سادساً: آداب زيارة المقابر في عيد الفطر
1. عند زيارة المقابر في عيد الفطر يُستحب للمسلم أن يُسلم على الموتى، وأن يدعو لهم بالمغفرة والرحمة، وأن يتصدق عنهم.
2. يُستحب أيضاً للمسلم أن يُنظف القبور ويُزيل عنها الأوساخ والأشواك، وأن يقرأ القرآن الكريم عندها، وأن يدعو للموتى بالرحمة والمغفرة.
3. يُكره للمسلم أن يبكي أو ينوح عند زيارة المقابر، أو أن يدعو على الموتى أو يتبرأ منهم، أو أن يرفع صوته بالدعاء أو بالبكاء.
سابعاً: حكم صيام ستة أيام من شوال
1. يُستحب للمسلم أن يصوم ستة أيام من شهر شوال بعد عيد الفطر، ويُسمى هذا الصيام بصيام السنة، وهو سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
2. يُمكن للمسلم أن يصوم هذه الأيام متتالية أو متفرقة، ويُمكنه أن يبدأ صيامها من اليوم الثاني من شوال أو من أي يوم آخر من الشهر.
3. يُضاعف الله أجر صيام هذه الأيام، ويُكفر بها عن ذنوب السنة الماضية، ويُرفع بها الدرجات في الجنة.
الخاتمة
عيد الفطر هو يوم فرح وسرور وبهجة، وهو مناسبة للتعبير عن الفرح والسرور، وإحياء ذكرى النصر الإلهي على فرعون وقومه، وتوزيع الصدقات على الفقراء والمحتاجين. وهو يوم يجب على المسلم أن يستقبله بالفرح والسرور، وأن يُؤدي فيه العبادات والطاعات، وأن يُحسن إلى نفسه وإلى أهله وإلى الناس جميعاً.