حكم اخراج زكاة الفطر بعد صلاة العيد

حكم اخراج زكاة الفطر بعد صلاة العيد

العنوان: حكم إخراج زكاة الفطر بعد صلاة العيد

المقدمة:

تعتبر زكاة الفطر أحد أركان الإسلام الخمسة، وهي فريضة واجبة على كل مسلم ومسلمة قادرين مالياً. ويتم إخراجها في نهاية شهر رمضان المبارك قبل صلاة عيد الفطر. وقد اختلف العلماء في حكم إخراج زكاة الفطر بعد صلاة العيد، فمنهم من أجازه ومنهم من منعه. وفي هذا المقال، سنناقش حكم إخراج زكاة الفطر بعد صلاة العيد بالتفصيل.

أولاً: تعريف زكاة الفطر:

زكاة الفطر هي صدقة واجبة على كل مسلم ومسلمة قادرين مالياً، وتخرج في نهاية شهر رمضان المبارك قبل صلاة عيد الفطر. وهي من أركان الإسلام الخمسة، وقد فرضها الرسول صلى الله عليه وسلم على المسلمين في السنة الثانية للهجرة.

ثانياً: مقدار زكاة الفطر:

مقدار زكاة الفطر هو صاع من الطعام، والصاع يساوي أربعة أمداد. ويمكن إخراج زكاة الفطر من أي نوع من الطعام الذي يؤكل في البلد، مثل القمح والأرز والشعير والذرة والتمر والزبيب.

ثالثاً: وقت إخراج زكاة الفطر:

وقت إخراج زكاة الفطر يبدأ من غروب شمس آخر يوم من شهر رمضان المبارك، وينتهي بغروب شمس يوم عيد الفطر. ويجوز تقديم إخراج زكاة الفطر قبل يوم أو يومين من العيد، ولكن الأفضل إخراجها في يوم العيد بعد صلاة الفجر وقبل صلاة العيد.

رابعاً: حكم إخراج زكاة الفطر بعد صلاة العيد:

اختلف العلماء في حكم إخراج زكاة الفطر بعد صلاة العيد، فمنهم من أجازه ومنهم من منعه. ويرى جمهور العلماء أن إخراج زكاة الفطر بعد صلاة العيد جائز، بشرط أن يتم إخراجها قبل غروب شمس يوم العيد. أما المذهب الحنفي فيرى أن إخراج زكاة الفطر بعد صلاة العيد لا يجوز، ويجب على المكلف أن يخرجها قبل صلاة العيد.

خامساً: أسباب الخلاف في حكم إخراج زكاة الفطر بعد صلاة العيد:

هناك عدة أسباب أدت إلى الخلاف بين العلماء في حكم إخراج زكاة الفطر بعد صلاة العيد، ومن أهم هذه الأسباب:

1- اختلاف الأحاديث الواردة في هذا الموضوع: فقد وردت أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم تدل على أنه أجاز إخراج زكاة الفطر بعد صلاة العيد، ووردت أحاديث أخرى تدل على أنه منعه.

2- اختلاف العلماء في تفسير الأحاديث الواردة في هذا الموضوع: فقد اختلف العلماء في تفسير الأحاديث الواردة في هذا الموضوع، فمنهم من فسرها على أنها تدل على جواز إخراج زكاة الفطر بعد صلاة العيد، ومنهم من فسرها على أنها تدل على منعه.

سادساً: حجج القائلين بجواز إخراج زكاة الفطر بعد صلاة العيد:

يستدل القائلون بجواز إخراج زكاة الفطر بعد صلاة العيد بعدة حجج، منها:

1- حديث عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤخر زكاة الفطر حتى يخرج الناس إلى المصلى”.

2- حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤخر زكاة الفطر حتى يصلي العيد”.

3- قول الإمام الشافعي رحمه الله: “يجوز إخراج زكاة الفطر بعد صلاة العيد، لأن الوقت باق إلى غروب الشمس”.

سابعاً: حجج القائلين بمنع إخراج زكاة الفطر بعد صلاة العيد:

يستدل القائلون بمنع إخراج زكاة الفطر بعد صلاة العيد بعدة حجج، منها:

1- حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: “فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر من رمضان صاعاً من تمر أو صاعاً من شعير على كل حر أو عبد ذكر أو أنثى صغير أو كبير”. ولم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أنه يجوز إخراج زكاة الفطر بعد صلاة العيد.

2- قول الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: “لا يجوز إخراج زكاة الفطر بعد صلاة العيد، لأن الوقت قد خرج”.

3- قول الإمام مالك رحمه الله: “لا يجوز إخراج زكاة الفطر بعد صلاة العيد، لأنها صدقة واجبة على كل فرد من أفراد الأسرة، ويجب إخراجها قبل صلاة العيد حتى يتسنى للفقراء الاستفادة منها في يوم العيد”.

الخلاصة:

اختلف العلماء في حكم إخراج زكاة الفطر بعد صلاة العيد، فمنهم من أجازه ومنهم من منعه. ويرى جمهور العلماء أن إخراج زكاة الفطر بعد صلاة العيد جائز، بشرط أن يتم إخراجها قبل غروب شمس يوم العيد. أما المذهب الحنفي فيرى أن إخراج زكاة الفطر بعد صلاة العيد لا يجوز، ويجب على المكلف أن يخرجها قبل صلاة العيد. وعلى المسلم أن يتحرى الرأي الراجح في هذه المسألة، وأن يخرج زكاة الفطر في وقتها المحدد حتى يؤديها على أكمل وجه.

أضف تعليق