دعاء نبوي
المقدمة
الدعاء هو عبادة عظيمة، وهو سلاح المؤمن، به يتقرب العبد إلى ربه، ويسأله من فضله، ويلجأ إليه في كُرُباته، ويناجيه في سِرِّه وجَهْرِه، ويُلِحُّ عليه في الطلب، ويُرْجِيه في الإجابة، فلا ييأس من ربه مهما طال به الانتظار.
وقد حثنا النبي صلى الله عليه وسلم على الدعاء، وقال: “الدعاء هو العبادة”، وقال: “لا يزال الله تعالى مُنْعِماً على العبد ما لم يدعُه بشَيْءٍ”، وقال: “الدعاء يُرَدُّ القضاء”، وقال: “الدعاء ينفع الحي والميِّت”.
الأدعية النبوية
وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم الكثير من الأدعية المأثورة، والتي كان يدعو بها في مواقف مختلفة، وفي أوقات مختلفة، وفي مناسبات مختلفة، وقد جمع العلماء هذه الأدعية في كتب خاصة، منها: “الأدعية النبوية” للإمام النسائي، و”الأدعية والسنن” للإمام الترمذي، و”الجامع الصحيح” للإمام البخاري، و”صحيح مسلم” للإمام مسلم.
أنواع الأدعية النبوية
تنقسم الأدعية النبوية إلى ثلاثة أنواع رئيسية:
1- أدعية العبادة:
وهي الأدعية التي يدعو بها العبد ربه تقربًا إليه، ورجاءً لفضله، وشُكْراً لنعمه، واستغفارًا لذنوبه، ومن ذلك:
دعاء الاستفتاح: وهو الدعاء الذي يقال عند بدء الصلاة، وهو: “اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقِّني من خطاياي كما يُنقَّى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد”.
دعاء القنوت: وهو الدعاء الذي يقال في الركعة الأخيرة من صلاة الفجر، وفي الركعة الثانية من صلاة الوتر، وهو: “اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولَّنا فيمن تولَّيت، وبارك لنا فيما أعطيت، وقنا شر ما قضيت، إنك تقضي ولا يُقضى عليك، إنه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت”.
دعاء الختم: وهو الدعاء الذي يقال عند الانتهاء من قراءة القرآن الكريم، وهو: “اللهم لك الحمد، أنزلت الكتاب، وقضيت بالحق، وصدقت رسلك، ونصرت عبادك، وظهرت على عبادك، لا إله إلا أنت”.
2- أدعية المسائل:
وهي الأدعية التي يدعو بها العبد ربه لحاجته إلى شيء، أو لدفع ضر عنه، أو لجلب نفع له، ومن ذلك:
دعاء الاستخارة: وهو الدعاء الذي يقال عند الحيرة في أمر من أمور الدنيا، وهو: “اللهم إنِّي أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنَّك تعلم ولا أعلم، وتقدر ولا أقدر، ولك الحمد على ما شئت، وما لم تشأ”.
دعاء الحاجة: وهو الدعاء الذي يقال عند نزول حاجة بالعبد، وهو: “اللهم يا راحم المساكين، ويا كاشف الكُرُبات، ويا مُجيب المضطرين، أسألك بحق من شاءت قدرته، ونفذت مشيئته، وتحمَّلت كلماته، وبلغت رسالاته، صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، أن تكشف عنِّي كُرُبتي، وترزقني من حيث لا أحتسب”.
دعاء الفرج: وهو الدعاء الذي يقال عند الشدة والضيق، وهو: “اللهم إني المسكين الفقير، إليك المُضرِع الذليل، لا أقوى على دفع شيء مما أصابني، فاكشف عنِّي ما نزل بي من بلاء، وأعِذني من شرِّ ما أخاف”.
3- أدعية الأذكار:
وهي الأدعية التي يقال في أوقات معينة، أو عند القيام بأعمال معينة، ومن ذلك:
دعاء الصباح والمساء: وهو الدعاء الذي يقال عند الصباح والمساء، وهو: “اللهم أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي، وآمن روعاتي، وأقض عنِّي الدَّين، وأغنني من الفقر”.
دعاء الدخول والخروج: وهو الدعاء الذي يقال عند الدخول إلى مكان أو الخروج منه، وهو: “بسم الله دخلت، وبسم الله خرجت، وعلى الله توكلت”.
دعاء السفر: وهو الدعاء الذي يقال عند السفر، وهو: “اللهم إني أستودعك نفسي وأهلي ومالي، وأنت خير من حفظ وأنت خير من نزل وإليه المصير”.
أهمية الأدعية النبوية
للأدعية النبوية أهمية كبيرة في حياة المسلم، ومن ذلك:
أنها تزيد من إيمان المسلم وتقواه.
أنها تُقرِّب المسلم إلى ربه وتُحبِّبه فيه.
أنها تُثبت المسلم على الطاعة وتصرفه عن المعصية.
أنها تُفرِّج كُرُبات المسلم وتُزيل همومه وأحزانه.
أنها تُحَصِّن المسلم من شرور الدنيا والآخرة.
الآداب والأحكام المتعلقة بالدعاء
هناك بعض الآداب والأحكام المتعلقة بالدعاء، ومن ذلك:
الإخلاص لله تعالى في الدعاء.
حضور القلب والإقبال على الله تعالى عند الدعاء.
رفع اليدين عند الدعاء.
الدعاء بصوت خافت.
الإلحاح في الدعاء وتكراره.
الدعاء بما شرعه الله تعالى.
الدعاء بما لا يُشرك بالله تعالى.
الدعاء بما لا يضر بالمسلم نفسه أو بغيره.
الخلاصة
الأدعية النبوية هي كنوز ثمينة تركها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي من أهم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، ولها أهمية كبيرة في حياة المسلم، وهي تُفَرِّج كُرُباته وتُزيل همومه وأحزانه، وتُحَصِّنُه من شرور الدنيا والآخرة.