الادعية النبوية

الادعية النبوية

الادعية النبوية

مقدمة

الدعاء هو من أهم العبادات وأفضلها، وهو عبادة القلب والروح، وهو وسيلة الاتصال بين العبد وربه، وقد أمر الله تعالى عباده بالإكثار من الدعاء ووعدهم بالإجابة، قال تعالى: “ادعوني أستجب لكم”، ومن أعظم الأدعية وأفضلها هي الأدعية النبوية، وهي الأدعية التي وردت عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وقد جمعت هذه الأدعية في كتب السنة النبوية، مثل صحيح البخاري ومسلم وغيرهما.

أنواع الأدعية النبوية

تنقسم الأدعية النبوية إلى عدة أنواع، منها:

أدعية العبادة: وهي الأدعية التي يكثر المسلم من ترديدها في عباداته اليومية، مثل دعاء الاستفتاح، ودعاء القنوت، ودعاء الركوع والسجود، ودعاء التشهد، ودعاء السجدة الأخيرة، وغيرها.

أدعية المناجاة: وهي الأدعية التي يدعو بها المسلم إلى الله تعالى مناجيًا له ومتذللاً إليه، وهي تدل على عبودية المسلم لله وحبه له وخوفه منه ورغبته في لقاءه، مثل دعاء رفع البلاء، ودعاء الاستغفار، ودعاء التوبة، ودعاء اللهم إني أسألك الجنة وأعوذ بك من النار، وغيرها.

أدعية الحاجات: وهي الأدعية التي يدعو بها المسلم إلى الله تعالى لحاجاته الدنيوية والأخروية، مثل دعاء طلب الرزق، ودعاء طلب الشفاء، ودعاء طلب الولد، ودعاء طلب النصر على الأعداء، وغيرها.

أدعية الأذكار: وهي الأدعية التي يكثر المسلم من ترديدها في أوقات مختلفة من اليوم والليل، مثل دعاء الصباح، ودعاء المساء، ودعاء النوم، ودعاء الاستيقاظ، ودعاء دخول المسجد، وغيرها.

فضل الأدعية النبوية

للدعاء النبوي فضل عظيم عند الله تعالى، لما يلي:

أنها أدعية موحى بها من الله تعالى: وهي ليست من كلام البشر، وإنما هي من كلام الله تعالى، وقد أوحى بها إلى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: “وَأَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَٰكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ”.

أنها أدعية مجابة بإذن الله تعالى: وقد وعد الله تعالى عباده بالإجابة إذا دعوه، قال تعالى: “وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ”.

أنها أدعية مأثورة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم: وهذه الأدعية هي من أفضل الأدعية وأحبها إلى الله تعالى، وقد أمر الله تعالى عباده باتباع سنن نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: “لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا”.

آداب الدعاء

هناك آداب يجب مراعاتها عند الدعاء، منها:

الإخلاص لله تعالى: يجب أن يكون الدعاء لله وحده لا شريك له، ولا يجوز الدعاء لغير الله، قال تعالى: “وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ”.

حضور قلب: وهو أن يكون قلب الداعي حاضرًا مع الله تعالى، وألا ينشغل قلبه بشيء آخر أثناء الدعاء، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “الدعاء هو العبادة، وإن أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء في السجود”.

الخشوع والتذلل: يجب أن يكون الداعي متواضعًا متذللًا لله تعالى، وأن يشعر بعظمته وجلاله، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إن الدعاء يرد القضاء المحتوم، فادعوا الله تعالى وألحوا في الدعاء، فإن الله يحب الملحين في الدعاء”.

رفع اليدين: يستحب للمسلم أن يرفع يديه إلى السماء عند الدعاء، كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إذا دعا أحدكم فليبدأ بحمد الله والثناء عليه، ثم يصلي على النبي، ثم يدعو بما شاء”.

إخفاء الدعاء: يستحب للمسلم أن يخفي دعاءه ولا يجهره، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “الدعاء سر بين العبد وربه، فإذا دعوت فاستتر”.

مواضع الإجابة

هناك مواضع مستجابة للدعاء، من

في الثلث الأخير من الليل.

عند السحر.

عند الأذان.

بين الأذان والإقامة.

في السجود.

عند نزول المطر.

عند الشدائد والمصائب.

أخلاق الداعي

ومن آداب الدعاء أيضًا أن يتحلى الداعي بأخلاق حسنة، منها:

الصبر: يجب على الداعي أن يكون صبورًا، وأن لا يستعجل الإجابة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “استجيبوا للدعاء ما لم تستعجلوا، فقيل له: يا رسول الله، وما الاستعجال؟ قال: أن يقول: دعوت فلم يستجب لي”.

اليقين: يجب على الداعي أن يكون موقنًا بأن الله تعالى سيستجيب دعاءه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من دعا الله وهو موقن بالإجابة، استجاب الله له”.

حسن الظن بالله تعالى: يجب على الداعي أن يحسن الظن بالله تعالى، وأن يعتقد أنه سيستجيب دعاءه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إن الله تعالى كريم يستحي أن يرد يد عبده خائبة”.

خاتمة

الدعاء هو من أهم العبادات وأفضلها، وقد أمر الله تعالى عباده بالإكثار من الدعاء ووعدهم بالإجابة، ومن أعظم الأدعية وأفضلها هي الأدعية النبوية، وهي الأدعية التي وردت عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وقد جمعت هذه الأدعية في كتب السنة النبوية، مثل صحيح البخاري ومسلم وغيرهما، وللدعاء النبوي فضل عظيم عند الله تعالى، لما يلي: أنها أدعية موحى بها من الله تعالى، وأنها أدعية مجابة بإذن الله تعالى، وأنها أدعية مأثورة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهناك آداب يجب مراعاتها عند الدعاء، منها: الإخلاص لله تعالى، وحضور قلب، والخشوع والتذلل، ورفع اليدين، وإخفاء الدعاء، وفي الختام، نسأل الله تعالى أن يقبل منا دعاءنا وأن يستجيب لنا، وأن يرزقنا ما نريد في الدنيا والآخرة.

أضف تعليق