مقدمة
الدعاء هو من أعظم العبادات وأحبها إلى الله تعالى، وفيه يتوجه المؤمن إلى ربه ويطلب منه ما يشاء من أمور الدنيا والآخرة، وقد حثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الدعاء في أحاديث كثيرة، ومنها قوله: (الدعاء هو العبادة)، وقوله: (لا يرد القضاء إلا الدعاء).
أهمية الدعاء
للدعاء أهمية كبيرة في حياة المسلم، فهو سبب لنصر المؤمنين، وتعجيل الفرج، وتفريج الكرب، وإزالة الهموم، ورد البلاء، وتحقيق الأمنيات، ورفع الدرجات في الجنة، وغير ذلك من الفوائد العظيمة.
أنواع الدعاء
ينقسم الدعاء إلى قسمين:
الدعاء المشروع: وهو الدعاء الذي ورد في السنة النبوية، مثل دعاء الاستفتاح، ودعاء القنوت، ودعاء السفر، ودعاء الاستخارة، وغير ذلك.
الدعاء المأثور: وهو الدعاء الذي لم يرد في السنة النبوية، ولكن ورد عن الصحابة والتابعين، مثل دعاء سيدنا إبراهيم عليه السلام، ودعاء سيدنا موسى عليه السلام، ودعاء سيدنا عيسى عليه السلام، وغير ذلك.
آداب الدعاء
هناك آداب ينبغي للمسلم أن يلتزم بها عند الدعاء، منها:
أن يكون الدعاء خالصًا لله تعالى، لا يشوبه أي شرك أو نفاق.
أن يكون الدعاء مؤدبًا، فلا يرفع صوته عند الدعاء، ولا يلح على الله تعالى في طلبه.
أن يكون الدعاء مستحضرًا لنعم الله تعالى عليه، ومتضرعًا إليه بالدعاء.
أن يكون الدعاء حسن الظن بالله تعالى، واثقًا في إجابته.
أفضل أوقات الدعاء
هناك أوقات يستحب فيها الدعاء، منها:
الثلث الأخير من الليل: وهو الوقت الذي ينزل فيه الله تعالى إلى السماء الدنيا، ويقول: (هل من داعٍ فأستجيب له؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من تائب فأتوب عليه؟).
عند الأذان: وهو الوقت الذي تكون فيه الملائكة حاضرة، ولذلك يستحب أن يدعو المسلم عند الأذان.
عند الإقامة: وهو الوقت الذي ينزل فيه الله تعالى إلى السماء الدنيا، ويقول: (قد أقبلت صلاتكم، وظهرت مغفرتي، فاسألوني أعطكم).
بين السجدتين: وهو الوقت الذي يكون فيه العبد أقرب ما يكون إلى ربه تعالى، ولذلك يستحب أن يدعو بين السجدتين.
بعد الصلاة: وهو الوقت الذي تكون فيه الدعوات مستجابة، ولذلك يستحب أن يدعو المسلم بعد الصلاة.
أسماء الله الحسنى والغيبية
أحد أهم الأمور التي تساعد على استجابة الدعاء هو معرفة أسماء الله الحسنى والغيبية والدعاء بها، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن لله تعالى تسعة وتسعين اسمًا، من دعا بها دخل الجنة). ومن أشهر تلك الأسماء:
الله: وهو الاسم الأعظم الذي ينفرد به الله تعالى، ولا يجوز أن يطلق على غيره.
الرحمن: وهو الاسم الذي يدل على رحمته تعالى بعباده، ويغفر لهم ذنوبهم، ويتجاوز عن سيئاتهم.
الرحيم: وهو الاسم الذي يدل على رحمته تعالى بعباده، ويغمرهم بنعمه وإحسانه.
الملك: وهو الاسم الذي يدل على ملكه تعالى لكل شيء، فهو الملك الحقيقي الذي لا يزول ملكه.
فضل الدعاء
للدعاء فضل عظيم وثواب كبير، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من لم يسأل الله يغضب عليه). ومن فضل الدعاء:
أنه سبب لنصر المؤمنين، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (نصر المؤمنين بالدعاء).
أنه سبب لتعجيل الفرج، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الدعاء يرد القضاء، وإن كان نزل).
أنه سبب لتفريج الكرب، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الدعاء مفتاح الفرج).
أنه سبب لإزالة الهموم، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الدعاء يزيل الهم).
أنه سبب لرفع البلاء، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الدعاء يرفع البلاء).
خاتمة
الدعاء من أعظم العبادات وأحبها إلى الله تعالى، وفيه يتوجه المؤمن إلى ربه ويطلب منه ما يشاء من أمور الدنيا والآخرة، وقد حثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الدعاء في أحاديث كثيرة، ومنها قوله: (الدعاء هو العبادة)، وقوله: (لا يرد القضاء إلا الدعاء). وللدعاء أهمية كبيرة في حياة المسلم، فهو سبب لنصر المؤمنين، وتعجيل الفرج، وتفريج الكرب، وإزالة الهموم، ورد البلاء، وتحقيق الأمنيات، ورفع الدرجات في الجنة، وغير ذلك من الفوائد العظيمة. وللدعاء آداب ينبغي للمسلم أن يلتزم بها