آيات قرآنية عن الاعتراف بالفضل

المقدمة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

الإقرار بالفضل من الأمور المهمة التي حث عليها الإسلام، فالإنسان مدني بطبعه، ولا يستطيع أن يعيش وحده، بل يحتاج إلى الآخرين، ويتعاون معهم، ويستفيد من خبراتهم وخدماتهم، ولذلك فإن الاعتراف بفضل الآخرين هو من الأمور التي يجب مراعاتها في التعامل مع الآخرين، لما لها من أثر إيجابي في بناء العلاقات الاجتماعية وتقويتها.

1. الإقرار بالفضل علامة الإيمان

قال تعالى: ﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ﴾ (سورة إبراهيم، الآية 7).

فالشكر على النعم هو الاعتراف بفضل الله سبحانه وتعالى، والإقرار بأن هذه النعم ليست من صنع الإنسان، بل هي من فضل الله وإحسانه.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من لم يشكر الناس لم يشكر الله”.

2. الإقرار بالفضل سبب زيادة النعم

قال تعالى: ﴿وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَعَهْدَهُ الَّذِي وَاثَقَكُمْ بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ﴾ (سورة المائدة، الآية 1).

فذكر النعم يزيدها ويجلب المزيد منها، لأن الإنسان عندما يشكر على النعم التي لديه، فإن الله سبحانه وتعالى يزداد إحسانه إليه.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أنعم الله عليه نعمة فليحمد الله عليها، ومن أنعم الله عليه نعمتين فليحمد الله عليهما، ومن أنعم الله عليه ثلاث نعم فليحمد الله عليهن ثلاثاً”.

3. الإقرار بالفضل يقرب القلوب

قال تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ (سورة المائدة، الآية 2).

فالتعاون على الخير والبر يزيد من المحبة والألفة بين الناس، ويقرب القلوب، ويجعل المجتمع متماسكاً ومترابطاً.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً”.

4. الإقرار بالفضل يمنع الحسد

قال تعالى: ﴿وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً﴾ (سورة النساء، الآية 32).

فالحسد هو تمني زوال النعمة عن الغير، وهو من الأمراض القلبية التي تؤذي صاحبها وتجعله يشعر بالكراهية والضغينة تجاه الآخرين.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخواناً”.

5. الإقرار بالفضل يزيد من التواضع

قال تعالى: ﴿وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً﴾ (سورة النساء، الآية 86).

فالتواضع هو الاعتراف بأن الإنسان ليس كاملاً، وأنه بحاجة إلى الآخرين، وأن فضل الله عليه هو الذي جعله في المكانة التي هو فيها.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “التواضع من الإيمان”.

6. الإقرار بالفضل يزيد من حب الآخرين

قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ (سورة الحشر، الآية 10).

فحب الآخرين هو الاعتراف بفضلهم على الإنسان، وتقديرهم على ما قدموه له من خير.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أحب أخاه المسلم بقلبه، فقد أحبه لله”.

7. الإقرار بالفضل يعزز الروابط الاجتماعية

قال تعالى: ﴿وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ (سورة الأنفال، الآية 63).

فالاعتراف بفضل الآخرين يعزز الروابط الاجتماعية ويقويها، ويجعل المجتمع متماسكاً ومترابطاً.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه”.

الخاتمة

الإقرار بالفضل من الأمور المهمة التي يجب مراعاتها في التعامل مع الآخرين، لما لها من أثر إيجابي في بناء العلاقات الاجتماعية وتقويتها. قال تعالى: ﴿فَاعْتَرِفُوا بِنِعْمَةِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ (سورة النحل، الآية 114).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *