المقدمة:
الزلازل والبراكين من الظواهر الطبيعية التي تثير الخوف والرعب في نفوس البشر، لما لها من آثار مدمرة قد تؤدي إلى خسائر في الأرواح والممتلكات. وقد حذر القرآن الكريم من هذه الظواهر الطبيعية ووصفها بأنها آيات وعظات على قدرة الله تعالى، وأنها تحتم على الإنسان أن يتقي الله ويستغفره.
الآيات القرآنية عن الزلازل:
1. سورة الزلزلة:
– قال تعالى: “إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا، وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا، وَقَالَ الْإِنسَانُ مَا لَهَا، يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا، بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا.” (الزلزلة: 1-5)
– وفي هذه الآيات يصف الله تعالى الزلزال بأنه حدث عظيم يهز الأرض وتخرج منه أثقالها، ويصاب الإنسان بالذعر والهلع.
– وينبهنا إلى أن الأرض ستشهد على أفعال الإنسان يوم القيامة، وأنها ستحكي كل ما حدث عليها من خير أو شر.
2. سورة البقرة:
– قال تعالى: “وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ، وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ.” (البقرة: 252)
– وفي هذه الآية يخبرنا الله تعالى بأن الزلزال هو عقاب من عنده على الأقوام التي ظلمت وأفسدت في الأرض.
– وأن هذا العقاب لا يمكن لأحد أن يرده أو يمنع حدوثه.
3. سورة الأعراف:
– قال تعالى: “وَإِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ، لَيْسَ لَهَا كَاذِبَةٌ، تَخْفِضُ رَافِعَةً وَتَرْفَعُ خَافِضَةً.” (الأعراف: 7-8)
– وفي هذه الآيات يصف الله تعالى يوم القيامة الذي سيصاحبه زلازل رهيبة تهز الأرض وتغير معالمها.
– ويبين لنا أن هذا اليوم لا يمكن لأحد أن ينكره أو يكذبه، وأنه سيؤدي إلى تحول كبير في حياة الناس ورفع درجات بعضهم وخفض درجات آخرين.
الآيات القرآنية عن البراكين:
1. سورة الحجر:
– قال تعالى: “وَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ لِّنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنصَرُونَ.” (الحجر: 76)
– وفي هذه الآية يصف الله تعالى عذاب قوم ثمود الذي أرسل عليهم ريحًا صرصرًا شديدة في أيام نحسات، وهي أيام ذات شؤم وبلاء.
– وهذا العذاب جعل قوم ثمود يعانون من ذل وهوان في الحياة الدنيا، وأن عذاب الآخرة أشد وأعظم.
2. سورة النمل:
– قال تعالى: “وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا مَاءً فَأَسْقَيْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ.” (النمل: 60)
– وفي هذه الآية يصف الله تعالى كيف أخرج من الأرض ماءً عذبًا، وأسقى به حدائق ذات منظر بديع.
– ويخبرنا أن هذا الماء هو الذي يغذي النباتات والأشجار ويجعلها تنمو وتزدهر.
3. سورة الشعراء:
– قال تعالى: “وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَالْأَنْهَارَ وَالْمَسَالِكَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ.” (الشعراء: 187)
– وفي هذه الآية يبين الله تعالى أن الجبال خلقت لتكون راسخة وثابتة، حتى لا تميد بالأرض ومن عليها.
– كما خلق الله تعالى الأنهار والطرق ليهتدي بها الناس في حياتهم.
الخاتمة:
الزلازل والبراكين من الظواهر الطبيعية التي قد تحدث في أي وقت وفي أي مكان، وقد تكون لها آثار مدمرة. ولكن يجب أن نضع في اعتبارنا أن هذه الظواهر هي من صنع الله تعالى، وأنها تحدث بقدره وإرادته. ومن واجبنا أن نتقي الله ونستغفره على ذنوبنا، وأن ندعوه أن يحفظنا من هذه الظواهر المدمرة.