المقدمة:
المساعدة إحدى القيم العظيمة التي حث عليها القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وهي تعني العون والمساعدة التي يقدمها الشخص إلى شخص آخر يحتاج إليها، سواء كانت مساعدة مالية أو معنوية أو جسدية. وقد حثنا الله تعالى على مساعدة المحتاجين والفقراء والمساكين في مواضع كثيرة من القرآن الكريم، وجعل ذلك من صفات المؤمنين الصالحين.
القرآن الكريم ومساعدة المحتاجين:
1. سورة البقرة:
– قال تعالى: (وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) [البقرة: 195]
– قال تعالى: (وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) [سبأ: 39]
2. سورة آل عمران:
– قال تعالى: (وَأَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ) [آل عمران: 92]
– قال تعالى: (وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ) [المعارج: 24-25]
3. سورة النساء:
– قال تعالى: (وَلْيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ) [النساء: 59]
– قال تعالى: (وَمَا أَنفَقْتُم مِّن نَّفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُم مِّن نَّذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ) [البقرة: 270]
الأحاديث النبوية الشريفة ومساعدة المحتاجين:
1. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا، وما تواضع عبد لله إلا رفعه الله” [مسلم]
2. عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أفضل الصدقة ما كان عن ظهر غنى، وابدأ بمن تعول” [البخاري]
3. عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة” [مسلم]
الآثار الإيجابية لمساعدة المحتاجين:
1. تنمية التعاطف الاجتماعي: تربي فينا مساعدة المحتاجين روح التعاون والتعاطف مع الآخرين، وتشعرنا بمعاناة من هم أقل حظًا منا، وتساعد على تقوية الروابط الاجتماعية بين أفراد المجتمع.
2. إحساس بالسعادة: عندما نساعد الآخرين، نشعر بسعادة داخلية ورضا عن أنفسنا، لأننا قمنا بعمل صالح أسعد شخصًا محتاجًا.
3. المكافأة الآخروية: وعد الله تعالى الذين ينفقون أموالهم في سبيل الخير، بمضاعفة أجورهم في الدنيا والآخرة، وقال تعالى: (مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم) [البقرة: 261].
الآثار السلبية لعدم مساعدة المحتاجين:
1. ضعف التكافل الاجتماعي: يؤدي عدم مساعدة المحتاجين إلى ضعف التكافل الاجتماعي، وزيادة الفجوة بين الأغنياء والفقراء، مما قد يؤدي إلى نشوب الصراعات الاجتماعية.
2. انتشار الفقر والبطالة: عدم مساعدة المحتاجين يؤدي إلى تفاقم مشاكل الفقر والبطالة، وانتشار الأمراض والجرائم في المجتمع.
3. حرمان الأطفال من التعليم والصحة: يؤدي عدم مساعدة المحتاجين إلى حرمان الأطفال من التعليم والصحة المناسبة، مما يؤثر سلبًا على مستقبلهم.
طرق مساعدة المحتاجين:
1. التبرع بالمال: يمكننا مساعدة المحتاجين من خلال التبرع بالمال للمؤسسات الخيرية أو الجمعيات التي تعمل على مساعدة المحتاجين.
2. التبرع بالغذاء والملابس: يمكننا أيضًا مساعدة المحتاجين من خلال التبرع بالغذاء والملابس لهم، خاصة في أوقات الكوارث والأزمات.
3. التطوع: يمكننا أيضًا مساعدة المحتاجين من خلال التطوع في المؤسسات الخيرية والجمعيات التي تعمل على مساعدتهم، أو من خلال المشاركة في الحملات التطوعية التي تنظمها الجهات الحكومية أو الخاصة.
خاتمة:
مساعدة المحتاجين من القيم العظيمة التي حث عليها القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، ولها آثار إيجابية عديدة على الفرد والمجتمع، منها تنمية التعاطف الاجتماعي، وإحساس بالسعادة، والمكافأة الآخروية. بينما يؤدي عدم مساعدة المحتاجين إلى آثار سلبية عديدة منها ضعف التكافل الاجتماعي، وانتشار الفقر والبطالة، وحرمان الأطفال من التعليم والصحة. ويمكننا مساعدة المحتاجين من خلال التبرع بالمال، أو التبرع بالغذاء والملابس، أو التطوع في المؤسسات الخيرية والجمعيات التي تعمل على مساعدتهم.