الاستهزاء في الكتاب المقدس: النقد والتحذير
_المقدمة:_
الاستهزاء هو شكل من أشكال السخرية أو المزاح التي تهدف إلى الإهانة أو الإذلال. ويمكن أن يكون الاستهزاء لفظيًا أو جسديًا، ويمكن أن يستهدف الأفراد أو الجماعات أو حتى الأفكار والمعتقدات. وفي الكتاب المقدس، هناك العديد من الآيات التي تحذر من الاستهزاء وتصفه بالخطيئة.
1. الاستهزاء بالله:_
الاستهزاء بالله هو خطيئة عظيمة. وفي سفر الأمثال، يقول الحكيم: “المستهزئ بالساخطين يجد سرعة، ورسول شرير يسقط في شر” (18: 9). كما يحذر سفر المزمور من الاستهزاء بالله، قائلاً: “قال الجاهل في قلبه: ليس إله. فسدوا وعملوا رجسًا، لا يوجد من يعمل خيرًا” (14: 1).
2. الاستهزاء بالأنبياء والرسل:_
الأنبياء والرسل هم ممثلو الله على الأرض، وهم الذين ينقلون رسالته إلى البشر. وفي سفر متى، يقول السيد المسيح: “من يستقبل نبيًا باسم نبي، يأخذ أجر نبي. ومن يستقبل بارًا باسم بار، يأخذ أجر بار” (10: 41). كما يحذر سفر أعمال الرسل من الاستهزاء بالرسل، قائلاً: “انظروا يا سادة، واسمعوا. إله آبائنا اختاركم لتدركوا مشيئته وترى ذلك الذي هو بار وتسمع صوتًا من فمه. أنتم شهود له على كل الأمور التي عملها في أرض اليهود وفي أورشليم” (13: 15-17).
3. الاستهزاء بالفقراء والغرباء:_
الفقراء والغرباء هم فئات ضعيفة في المجتمع، وهم بحاجة إلى حمايتنا ورعايتنا. وفي سفر لاويين، يقول الله: “لا تظلموا الغريب ولا تضغطوا عليه، لأني كنت غريبًا في أرض مصر” (19: 33). كما يحذر سفر الأمثال من الاستهزاء بالفقراء، قائلاً: “من يسخر بالفقير يعير خالقه، والفرح بالمصيبة لا يكون بريئًا” (17: 5).
4. الاستهزاء بالمرأة:_
المرأة هي شريكة الرجل في الحياة، وهي تستحق احترامه وتقديره. وفي سفر الأمثال، يقول الحكيم: “امرأة فاضلة من يجدها؟ لأن ثمنها يفوق اللآلئ” (31: 10). كما يحذر سفر بطرس الأول من الاستهزاء بالمرأة، قائلاً: “أيضًا أيها الأزواج، كونوا متعقلين حسب المعرفة، مكرمين النساء كإناء أضعف، وكوارث نعمة الحياة، معطينهن المكرمة كما لو كانت معطاة لخليفة الحياة أيضًا، لكي لا تعوق صلواتكم” (3: 7).
5. الاستهزاء بالمسنين:_
المسنون هم شيوخ المجتمع، وهم يتمتعون بالخبرة والحكمة. وفي سفر لاويين، يقول الله: “من أبيه ومن أمه اتقوا، وأعياد سبتي احفظوا، أنا الرب إلهكم” (19: 3). كما يحذر سفر الأمثال من الاستهزاء بالمسنين، قائلاً: “لا توبّخ الشيخ بعنف، بل ارجوه كأب، والشبان كإخوة” (3: 17).
6. الاستهزاء بالضعفاء والمرضى:_
الضعفاء والمرضى هم فئات تحتاج إلى عطفنا ورعايتنا. وفي سفر متى، يقول السيد المسيح: “كنت جائعًا فأطعمتموني، وعطشانًا فسقيتموني، وغريبًا فآويتموني، وعريانًا فكسوتموني، ومريضًا فزرتموني، محبوسًا فأتيتم إليّ” (25: 35-36). كما يحذر سفر يعقوب من الاستهزاء بالضعفاء، قائلاً: “انظر يا أخوتي، حسبوا بركة من يدعون سعداء بينكم. أليس الفقير يتباهى بارتفاعه، والغني باتضاعه؟” (2: 5).
7. الاستهزاء بالحيوانات:_
الحيوانات هي مخلوقات الله، وهي تستحق احترامنا وعطفنا. وفي سفر الأمثال، يقول الحكيم: “الصديق يعرف حاجة بهيمته، وأحشاء الأشرار قاسية” (12: 10). كما يحذر سفر الجامعة من الاستهزاء بالحيوانات، قائلاً: “لا تظلموا الحيوان، ولا الطائر، ولا الزاحف، ولا سمكة البحر” (10: 12).
_الخاتمة:_
الاستهزاء هو خطيئة عظيمة في نظر الله. وفي الكتاب المقدس، هناك العديد من الآيات التي تحذر من الاستهزاء وتصفه بالخطيئة. والاستهزاء يمكن أن يكون لفظيًا أو جسديًا، ويمكن أن يستهدف الأفراد أو الجماعات أو حتى الأفكار والمعتقدات. والاستهزاء بالله والأنبياء والرسل والفقراء والغرباء والنساء والمسنين والضعفاء والمرضى والحيوانات هو خطيئة كبرى. ويجب علينا أن نتجنب الاستهزاء وأن نعامله باحترام وتقدير.