المقدمة:
إنَّ العلمَ هو النور الذي يُنيرُ دروبَ البشرية، ويُبصِّرُهم بما حولَهم، ويُعينُهم على فهمِ أسرار الكونِ العظيمة، وقد حثَّ الإسلامُ على طلب العلمِ، وجعلهُ فريضةً على كلِّ مسلمٍ ومسلمة، وقال تعالى: ﴿وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا﴾ [طه: 114].
أهميةُ العلمِ في الإسلام:
1. العلمُ هو السبيلُ إلى معرفةِ اللهِ تعالى، وفهمِ صفاتهِ وأسمائهِ الحُسنى، قال تعالى: ﴿وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ﴾ [النور: 25].
2. العلمُ يُساعدُ على فهمِ أحكامِ الإسلامِ وتطبيقِها، قال تعالى: ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ﴾ [محمد: 19].
3. العلمُ يُعينُ المسلمَ على أداءِ عباداتهِ على أكملِ وجهٍ، قال تعالى: ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ وَعَلَّمُوهُم مَّا يَنْفَعُهُمْ﴾ [البقرة: 151].
أنواعُ العلوم:
1. العلومُ الشرعيةُ: هي العلومُ التي تتعلَّقُ بالأحكامِ الشرعيةِ، مثل الفقهُ والحديثُ والتفسيرُ.
2. العلومُ اللغويةُ: هي العلومُ التي تتعلَّقُ باللغةِ العربيةِ، مثل النحوِ والصرفِ والبلاغةِ.
3. العلومُ الأدبيةُ: هي العلومُ التي تتعلَّقُ بالأدبِ العربيِ، مثل التاريخِ والشعرِ والسيرةِ النبويةِ.
فضلُ العلمِ:
1. العلمُ يرفعُ قدرَ صاحبهِ، ويجعلهُ محترمًا بين الناس، قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَرْفَعُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾ [المجادلة: 11].
2. العلمُ يُعينُ صاحبهُ على كسبِ الرزقِ الحلالِ، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾ [العنكبوت: 69].
3. العلمُ يُعينُ صاحبهُ على تحقيقِ سعادتِهِ في الدنيا والآخرة، قال تعالى: ﴿وَمَن أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا﴾ [الإسراء: 19].
آدابُ طلب العلمِ:
1. الإخلاصُ للهِ تعالى، وتقديمُ مرضاتِهِ على كلِّ شيءٍ، قال تعالى: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ﴾ [البينة: 5].
2. العلمُ يحتاجُ إلى صبرٍ وجلدٍ، قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْرًا لِّلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ وَهُم مِّنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ وَهَٰذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ [الأنبياء: 48-49].
3. العلمُ يحتاجُ إلى تواضعٍ وحُسنِ أدبٍ، قال تعالى: ﴿قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُوا إِن يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَد مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾ [الأنفال: 38-39].
أهميةُ العلمِ في العصرِ الحديث:
1. العلمُ هو أساسُ التقدمِ الحضاريِّ، وهو الذي يُساعدُ البشريةَ على حلِّ مشاكلِها والتغلبِ على تحدياتِها.
2. العلمُ هو السبيلُ إلى تحقيقِ التنميةِ المستدامةِ، وهو الذي يُعينُ البشريةَ على الاستفادةِ من مواردِ الأرضِ دونَ الإضرارِ بها.
3. العلمُ هو السلاحُ الأمضى في مواجهةِ التطرُّفِ والإرهابِ، وهو الذي يُساعدُ البشريةَ على نشرِ ثقافةِ السلامِ والتعايشِ بين الشعوب.
الخاتمة:
إنَّ العلمَ هو النورُ الذي يُنيرُ دروبَ البشريةِ، ويُعينُها على التقدمِ الحضاريِّ والتنميةِ المستدامةِ، وهو السلاحُ الأمضى في مواجهةِ التطرُّفِ والإرهابِ، ولذلكَ فإنَّ الإسلامَ حثَّ على طلبِ العلمِ وجعلهُ فريضةً على كلِّ مسلمٍ ومسلمة، قال تعالى: ﴿وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا﴾ [طه: 114].