آية عن العلم

No images found for آية عن العلم

المقدمة:

في ضوء الإيحاء الإلهي، فإن العلم هو مصدر النور والهداية في حياة الإنسان، ومعرفته هي مفتاح فهم حكمة الخالق في هذا الكون وتطبيقها في حياتنا اليومية. وقد حثت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية على طلب العلم والعمل به، وجعلته فريضة على كل مسلم ومسلمة.

1. العلم في القرآن الكريم:

– أ) قال تعالى: “وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا” (الإسراء: 85). آية تدل على أن العلم محدودٌ بالنسبة للإنسان، وأن هناك الكثير مما لا نعرفه عن العالم من حولنا.

– ب) قال تعالى: “إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ” (فاطر: 28). آية تبين أن الخشية من الله والتقوى هي نتيجة العلم والمعرفة.

– ج) قال تعالى: “وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا” (طه: 114). آية تدعو المسلم إلى طلب العلم من الله عز وجل، والتضرع إليه بأن يزيده علماً ومعرفة.

2. فضل العلم في الإسلام:

– أ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم”. فضل العلم طيب وطيب الكلام، عندما يكثر الحسنات، فإن الكلام الطيب يجعلها أكثر عدداً وأفضل في المعنى.

– ب) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً، سهل الله له طريق الجنة”. يؤكد هذا الحديث النبوي الشريف على أهمية طلب العلم وجعله هدفاً أساسياً في حياة المسلم.

– ج) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من مات وعنده ورقة فيها علم ينتفع بها المسلمون، لم يمت حتى يبعثه الله عز وجل يوم القيامة”. هذه الآية تبين أن العلم لا يقتصر على الحياة الدنيا، بل يستمر ثوابه وأجره في الآخرة.

3. العلم والعمل به:

– أ) قال تعالى: “إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ” (الصافات: 9). آية تبين أن العلم لا قيمة له إذا لم يُتبع بالعمل الصالح.

– ب) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من عمل بما علم ورثه الله علم ما لم يعلم”. هذه الآية تدل على أن العلم يزداد ويتضاعف بقدر ما يعمل به صاحبه.

– ج) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله لا ينزع العلم انتزاعًا، ولكن ينزعه بقبض العلماء، فإذا لم يبق عالِمٌ اتخذ الناس رؤوسًا جهالاً، فسُئِلوا فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا”. يوضح هذا الحديث النبوي الشريف أن العلم لا يُنتزع من الناس فجأة، ولكن يموت العلماء واحدًا تلو الآخر، فيبقى الجهلاء الذين يفتون بغير علم.

4. العلم والتفكر:

– أ) قال تعالى: “إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُوْلِي الْأَلْبَابِ” (آل عمران: 190). آية تشير إلى الدلائل والإشارات الواضحة في الكون تجعل العالم يفكر في عظمة الخالق.

– ب) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “تفكر ساعة خير من عبادة سبعين سنة”. يبين هذا الحديث النبوي الشريف أن التأمل والتفكير في خلق الله عز وجل عبادة عظيمة وأجرها كبير.

– ج) قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: “العلم يهتف بالعمل، فإن أجابه وإلا ارتحل”. هذه المقولة تدل على أن العلم لا يكتمل إلا بالعمل به، وإذا لم يعمل به صاحبه، فإنه يختفي ويزول.

5. العلم والدعوة الإسلامية:

– أ) قال تعالى: “ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ” (النحل: 125). آية تدل على أن الدعوة إلى الله عز وجل يجب أن تكون بالحكمة والموعظة الحسنة، أي بالعلم النافع والحجج المقنعة.

– ب) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “العلماء ورثة الأنبياء”. هذه المقولة تدل على أن العلماء هم ورثة الأنبياء في نشر العلم ونشر الهداية بين الناس.

– ج) قال الإمام الغزالي رحمه الله: “العلم نور يقذفه الله في قلب عبده، فيصير عالماً”. يبين هذا القول أن العلم نور من الله عز وجل يُلقى في قلب عبده، فيصير عالماً مستنيراً في هذه الدنيا.

6. واجب طلب العلم:

– أ) قال تعالى: “فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ” (محمد: 19). آية تدل على أن معرفة الله عز وجل هي أولى العلوم وأهمها.

– ب) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة”. يؤكد هذا الحديث النبوي الشريف أن طلب العلم واجب ديني على كل مسلم ومسلمة.

– ج) قال الإمام الشافعي رحمه الله: “طلب العلم أفضل من صلاة النافلة”. يبين هذا القول أن فضل طلب العلم عظيمٌ، وأنه أفضل من صلاة النافلة في بعض الأحيان.

7. العلم والثقافة:

– أ) قال تعالى: “وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ” (الأعراف: 96). آية تدل على أن العلم والثقافة يسببان في زيادة البركات والخيرات في المجتمعات.

– ب) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”. يبين هذا الحديث النبوي الشريف أن العلم يُساعد على تحسين الأخلاق وتزكيتها.

– ج) قال الإمام علي رضي الله عنه: “العلم حلية أهل العلم، والزينة لأهل الأدب، والرفعة لأهل الحسب”. هذه المقولة توضح أن العلم يجعل أصحابه ذوي زينة وحُلية، ويرفع من قدرهم ومنزلتهم بين الناس.

الخاتمة:

إن العلم قيمة عظيمة في الإسلام، وقد حثت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية على طلب العلم والعمل به. وهو فريضة على كل مسلم ومسلمة، وقد جعل الله العلماء ورثة الأنبياء، وطلب العلم أفضل من صلاة النافلة في بعض الأحيان. ومن ثم، يجب على المسلمين أن يسعوا في طلب العلم والعمل به، وأن يسخروه لنشر الهداية والدعوة إلى الله عز وجل.

أضف تعليق