آية قرآنية عن المحبة بين الناس

آية قرآنية عن المحبة بين الناس

المقدمة

تعتبر المحبة بين الناس من أهم الأمور التي يجب أن تسود في المجتمعات الإنسانية، إذ إنها أساس التعايش السلمي والتعاون والتآلف بين الجميع. وللمحبة منزلة عظيمة في الإسلام، وقد ورد في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تحث على المحبة بين الناس، وتبيّن فضلها العظيم وثمارها الطيبة.

1. المحبة في الإسلام

الإسلام دين المحبة، وقد حثّ النبي محمد صلى الله عليه وسلم على المحبة بين المسلمين، فقال: “لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه”.

المحبة من صفات المؤمنين، قال تعالى: “الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالمَرْحَمَةِ”، والتواصل بالرحمة لا يكون إلا بالمحبة.

المحبة سبب لدخول الجنة، قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا”.

2. فضل المحبة بين الناس

المحبة بين الناس سبب لسعادة الدنيا والآخرة، قال تعالى: “وَتَعَاوَنُوا عَلَى البِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ”.

المحبة تحقّق وحدانية الأمة الإسلامية، قال تعالى: “إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ”.

المحبة بين الناس سبب لسعة الرزق، قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “من أحبّ إخوانه في الله وسّع الله عليه في رزقه”.

3. ثمار المحبة بين الناس

تؤدي المحبة بين الناس إلى التعاون والتكاتف في الخير، قال تعالى: “وَتَعَاوَنُوا عَلَى البِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ”.

المحبة بين الناس سبب للرحمة والشفقة، قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء”.

المحبة بين الناس سبب للعفو والتجاوز، قال تعالى: “وَأَن تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى”.

4. المحبة بين المسلمين

المحبة بين المسلمين واجبة، قال تعالى: “وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا”.

المحبة بين المسلمين من مقتضيات الإيمان، قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه”.

المحبة بين المسلمين سبب لقوتهم وعزّتهم، قال تعالى: “إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ”.

5. المحبة بين أهل الكتاب

للمسلمين حق المحبة لأهل الكتاب، قال تعالى: “قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ”.

على المسلم أن يحب أهل الكتاب الذين لا يحاربونه ولا يعادونه، قال تعالى: “لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ”.

على المسلم أن يتعامل مع أهل الكتاب بالحسنى، قال تعالى: “وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ”.

6. المحبة بين المسلم والكافر

لا يجوز للمسلم أن يحب الكافر على ديانته، قال تعالى: “لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ”.

على المسلم أن يبغض الكافر على كفره، قال تعالى: “وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ”.

على المسلم أن يوالي الكافر الذي يكون على معاهدة مع المسلمين، قال تعالى: “وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ”.

7. المحبة بين الزوجين

على الزوج أن يحب زوجته، قال تعالى: “وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ”.

على الزوجة أن تحب زوجها، قال تعالى: “وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ”.

على الزوجين أن يتعاملا مع بعضهما بالمعروف، قال تعالى: “وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ”.

الخاتمة

إن المحبة بين الناس هي أساس التعايش السلمي والتعاون والتآلف بين الجميع. وقد حث الإسلام على المحبة بين الناس، وبين فضلها العظيم وثمارها الطيبة. وعلى المسلم أن يحب كل الناس، وأن يتعامل معهم بالحسنى، وأن يبغض الكافر على كفره، وأن يحب أهل الكتاب الذين لا يحاربونه ولا يعادونه

أضف تعليق