خطبة عن حق المسلم على المسلم
المقدمة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد، فإن حق المسلم على المسلم من أعظم الحقوق وأجلها، وقد أوصانا ديننا الحنيف بحفظ حقوق المسلمين ورعايتها، قال تعالى: (وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً) سورة النحل الآية 91.
حقوق المسلم على المسلم:
1- حق الأخوة في الإسلام:
– إن المسلم أخو المسلم وأنه لا يجوز لأحد أن يظلمه أو يؤذيه، أو يحتقره أو يحقره، قال تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) سورة الحجرات الآية 10.
– لذلك يجب على المسلم أن يكون حريصًا على صلة أخيه المسلم والتواصل معه، وأن يسأل عن أحواله، وأن يسانده ويساعده عند الحاجة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه) رواه البخاري.
– كما يجب على المسلم أن يتجنب كل ما يؤدي إلى قطيعة الأخوة في الإسلام، وأن يسعى إلى حل المشكلات والنزاعات التي قد تحدث بينه وبين إخوانه المسلمين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانًا) رواه البخاري.
2- حق المسلم على المسلم في النصح:
– يجب على المسلم أن ينصح أخاه المسلم، وإرشاده إلى ما فيه خير له، قال تعالى: (وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) سورة العصر الآية 3.
– لذلك يجب على المسلم أن يكون صريحًا وواضحًا في نصيحته لأخيه المسلم، وأن لا يجامل على حسابه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الدين النصيحة) رواه مسلم.
– كما يجب على المسلم أن يتقبل نصيحة أخيه المسلم برحابة صدر، وأن لا يعتبر ذلك تدخلاً في شؤونه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أهدى إليكم عيوبكم فأكرموه) رواه أحمد.
3- حق المسلم على المسلم في التعاون:
– يجب على المسلم أن يتعاون مع أخيه المسلم في الخير والبر، قال تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) سورة المائدة الآية 2.
– لذلك يجب على المسلم أن يسارع إلى مساعدة أخيه المسلم عند الحاجة، وأن لا يتخلى عنه في وقت الشدة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا) رواه البخاري.
– كما يجب على المسلم أن يتعاون مع أخيه المسلم في نشر الخير ومساعدة المحتاجين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خير الناس أنفعهم للناس) رواه ابن ماجه.
4- حق المسلم على المسلم في العدل:
– يجب على المسلم أن يكون عادلاً مع أخيه المسلم، وأن لا يظلمه أو يحرمه من حقوقه، قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) سورة النحل الآية 90.
– لذلك يجب على المسلم أن يتعامل مع أخيه المسلم بالعدل والإنصاف، وأن لا يتحيز لأحد على حساب الآخر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أعطوا الناس حقوقهم فإن الله لا يحب الظالمين) رواه أحمد.
– كما يجب على المسلم أن يكون عادلاً في معاملاته المالية والتجارية مع أخيه المسلم وأن لا يغشه أو يحتاله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من غش فليس منا) رواه مسلم.
5- حق المسلم على المسلم في الإحسان:
– يجب على المسلم أن يحسن إلى أخيه المسلم وأن يسانده ويساعده قدر استطاعته، قال تعالى: (وَأَحْسِنُوا إِلَى الْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجِيرَانِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ) سورة النساء الآية 36.
– لذلك يجب على المسلم أن يكون كريمًا مع أخيه المسلم، وأن يبذل له من ماله وعلمه ووقته ما ينفعه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خير الناس أنفعهم للناس) رواه ابن ماجه.
– كما يجب على المسلم أن يكرم ضيفه ويحسن وفادته، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أكرموا ضيفكم فإن ضيافته ثلاثة أيام فما زاد فهو صدقة) رواه أحمد.
6- حق المسلم على المسلم في الاحترام:
– يجب على المسلم أن يحترم أخاه المسلم وأن لا يهينه أو يحتقره أو يسخر منه، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ) سورة الحجرات الآية 11.
– لذلك يجب على المسلم أن يعامل أخاه المسلم بكرامة واحترام، وأن لا يتكبر عليه أو يتعالى عليه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يحقر أحدكم أحدًا ولو بشق تمرة) رواه أحمد.
– كما يجب على المسلم أن يحفظ أسرار أخيه المسلم وأن لا يذيعها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من ستر عورة أخيه المسلم ستر الله عورته يوم القيامة) رواه أحمد.
7- حق المسلم على المسلم في الستر:
– يجب على المسلم أن يستر على أخيه المسلم وأن لا يفضحه أو يكشف عيوبه، قال تعالى: (أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ أَنْ تُسْتَرَ عَوْرَةُ مُؤْمِنٍ) رواه أبو داود.
– لذلك يجب على المسلم أن يتستر على معاصي أخيه المسلم وأن لا يذيعها أو ينشرها بين الناس، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة) رواه مسلم.
– كما يجب على المسلم أن يتستر على عيوب أخيه المسلم وأن لا يعيره بها أو يسخر منه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يعير أحدكم أخاه فإن الله لا يعير أحدًا) رواه الترمذي.
الخاتمة:
حق المسلم على المسلم عظيم وجليل، وقد أوصانا ديننا الحنيف بحفظ حقوق المسلمين ورعايتها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المسلم أخو