المقدمة
يعتبر عمل المرأة من المسائل الجدلية التي أثارت جدلاً واسعاً في المجتمعات العربية والإسلامية، حيث يتراوح الموقف منها بين التأييد والرفض، ويعتمد هذا الموقف في الغالب على العادات والتقاليد السائدة في المجتمع، وكذلك على النصوص الدينية التي تتناول هذه المسألة، وفي هذا المقال سوف نستعرض آية قرآنية عن عمل المرأة، ونناقش دلالاتها وتأويلاتها المختلفة.
1. آية قرآنية عن عمل المرأة
تعتبر الآية 32 من سورة النور من أهم الآيات القرآنية التي تتناول مسألة عمل المرأة، حيث يقول الله تعالى: “وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً”، ويختلف المفسرون في تفسير هذه الآية، فمنهم من يرى أنها تدعو إلى حبس المرأة في بيتها ومنعها من الخروج للعمل، بينما يرى آخرون أنها تدعو إلى الحفاظ على الحشمة والوقار وعدم التبرج والسفور، ويرون أن عمل المرأة لا يتعارض مع هذه الآية ما دامت تحافظ على حدود الله ولا تخرج عن تعاليم الإسلام.
2. دلالات الآية القرآنية
يمكن استخلاص عدة دلالات من الآية القرآنية السابقة، من أهمها:
أن الآية لا تحرم عمل المرأة بشكل مطلق، وإنما تدعو إلى الحفاظ على الحشمة والوقار وعدم التبرج والسفور.
أن عمل المرأة لا يتعارض مع كونها زوجة وأماً، ما دامت قادرة على التوفيق بين واجباتها الأسرية ووظيفتها.
أن عمل المرأة لا يقتصر على الأعمال المنزلية، وإنما يشمل جميع الأعمال التي تتناسب مع طبيعتها وقدراتها، ما دامت لا تتعارض مع تعاليم الإسلام.
3. تأويلات مختلفة للآية القرآنية
اختلف المفسرون في تأويل الآية القرآنية المذكورة سابقاً، فمنهم من يرى أنها تدعو إلى حبس المرأة في بيتها ومنعها من الخروج للعمل، بينما يرى آخرون أنها تدعو إلى الحفاظ على الحشمة والوقار وعدم التبرج والسفور، ويرون أن عمل المرأة لا يتعارض مع هذه الآية ما دامت تحافظ على حدود الله ولا تخرج عن تعاليم الإسلام، ومن بين التأويلات المختلفة للآية:
التأويل الأول: يرى هذا التأويل أن الآية تدعو إلى حبس المرأة في بيتها ومنعها من الخروج للعمل، ويستند أصحاب هذا التأويل إلى أن كلمة “وقرن في بيوتكن” تعني حبس المرأة في بيتها، وأن كلمة “ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى” تعني عدم الخروج للعمل، لأن التبرج في هذا السياق يعني الخروج من البيت.
التأويل الثاني: يرى هذا التأويل أن الآية تدعو إلى الحفاظ على الحشمة والوقار وعدم التبرج والسفور، ويستند أصحاب هذا التأويل إلى أن كلمة “وقرن في بيوتكن” تعني الاستقرار في البيت، وأن كلمة “ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى” تعني عدم التبرج والسفور، ولا يعني بالضرورة منع المرأة من الخروج للعمل.
التأويل الثالث: يرى هذا التأويل أن عمل المرأة لا يتعارض مع الآية القرآنية المذكورة سابقاً، ما دامت تحافظ على حدود الله ولا تخرج عن تعاليم الإسلام، ويستند أصحاب هذا التأويل إلى أن الآية تدعو إلى الحفاظ على الحشمة والوقار وعدم التبرج والسفور، وليس إلى منع المرأة من الخروج للعمل.
4. موقف العلماء من عمل المرأة
اختلف العلماء في موقفهم من عمل المرأة، فمنهم من يرى أنه لا يجوز عمل المرأة مطلقاً، ومنهم من يرى أنه جائز بشرط أن لا يخرجها من بيتها ولا يؤثر على واجباتها الأسرية، ومنهم من يرى أنه جائز دون قيود، ومن بين آراء العلماء في عمل المرأة:
الرأي الأول: يرى هذا الرأي أن عمل المرأة لا يجوز مطلقاً، ويستند أصحاب هذا الرأي إلى أن عمل المرأة يتعارض مع طبيعتها الأنثوية، وأنها خلقت لتكون زوجة وأماً، وأن خروجها للعمل يجعلها تهمل واجباتها الأسرية، كما يرى أصحاب هذا الرأي أن عمل المرأة يسبب الفتنة والاختلاط بين الرجال والنساء.
الرأي الثاني: يرى هذا الرأي أن عمل المرأة جائز بشرط أن لا يخرجها من بيتها ولا يؤثر على واجباتها الأسرية، ويستند أصحاب هذا الرأي إلى أن الإسلام دين يسر وليس دين عسر، وأن عمل المرأة جائز ما دامت قادرة على التوفيق بين واجباتها الأسرية ووظيفتها، كما يرى أصحاب هذا الرأي أن عمل المرأة ضروري في بعض الحالات، مثل حالات الضرورة والحاجة.
الرأي الثالث: يرى هذا الرأي أن عمل المرأة جائز دون قيود، ويستند أصحاب هذا الرأي إلى أن الإسلام كرم المرأة وأعطاها حقوقاً كثيرة، وأن عمل المرأة لا يتعارض مع تعاليم الإسلام ما دامت تحافظ على حدود الله ولا تخرج عن تعاليم الإسلام، كما يرى أصحاب هذا الرأي أن عمل المرأة ضروري للمرأة نفسها وللمجتمع ككل.
5. موقف المجتمع من عمل المرأة
يختلف موقف المجتمع من عمل المرأة باختلاف الثقافة والعادات والتقاليد السائدة في المجتمع، ففي بعض المجتمعات يكون موقف المجتمع من عمل المرأة إيجابياً، حيث يرى أن عمل المرأة ضروري للمرأة نفسها وللمجتمع ككل، وأن عمل المرأة لا يتعارض مع كونها زوجة وأماً، بينما يكون موقف المجتمع من عمل المرأة في بعض المجتمعات الأخرى سلبياً، حيث يرى أن عمل المرأة يتعارض مع طبيعتها الأنثوية، وأنها خلقت لتكون زوجة وأماً، وأن خروجها للعمل يجعلها تهمل واجباتها الأسرية، كما يرى أن عمل المرأة يسبب الفتنة والاختلاط بين الرجال والنساء.
6. أسباب معارضة عمل المرأة
هناك عدة أسباب لمعارضة عمل المرأة، من أهمها:
العادات والتقاليد السائدة في المجتمع: في بعض المجتمعات، يكون عمل المرأة غير مقبول اجتماعياً، ويعتبر خروج المرأة للعمل أمراً غير لائق.
النظرة الدونية للمرأة: في بعض المجتمعات، يُنظر إلى المرأة على أنها أدنى من الرجل، وأنها غير قادرة على العمل خارج المنزل.
الخوف من الفتنة والاختلاط: يخشى بعض الناس من أن يؤدي عمل المرأة إلى الفتنة والاختلاط بين الرجال والنساء.
7. فوائد عمل المرأة
هناك العديد من الفوائد لعمل المرأة، منها:
استقلال المرأة اقتصادياً: يمنح عمل المرأة الاستقلال الاقتصادي، مما يمكنها من توفير احتياجاتها المادية دون الاعتماد على الآخرين.
تحسين مستوى معيشة الأسرة: يمكن لعمل المرأة أن يحسن مستوى معيشة الأسرة، حيث يمكن للمرأة أن تساهم في دخل الأسرة، مما يساعد على توفير حياة أفضل لأفراد الأسرة.
إثبات الذات: يمكن لعمل المرأة أن يساعدها على إثبات ذاتها وتأكيد استقلاليتها، حيث يمكن للمرأة من خلال عملها أن تظهر قدراتها وإمكانياتها.
الخاتمة
وفي الختام، فإن مسألة عمل المرأة هي مسألة خلافية في المجتمعات العربية والإسلامية، حيث يتراوح الموقف منها بين التأييد والرفض، ويعتمد هذا الموقف في الغالب على العادات والتقاليد السائدة في المجتمع، وكذلك على النصوص الدينية التي تتناول هذه المسألة، وقد تناولنا في هذا المقال آية قرآنية عن عمل المرأة، وناقشنا دلالاتها وتأويلاتها المختلفة، كما تطرقنا إلى موقف العلماء والمجتمع من عمل المرأة، وأخيراً ذكرنا أسباب معارضة عمل المرأة وفوائد عمل المرأة.