أحاديث الخروج عن الحاكم

No images found for أحاديث الخروج عن الحاكم

الأحاديث الواردة في الخروج على الحاكم

المقدمة:

لقد وردت في السنة النبوية المطهرة أحاديث كثيرة تناولت موضوع الخروج على الحاكم، وقد اختلف العلماء في فهم هذه الأحاديث وتفسيرها، كما اختلفوا في مدى حجيتها ومدى دلالتها على مشروعية الخروج على الحاكم أم لا.

أولًا: مفهوم الخروج على الحاكم:

يقصد بالخروج على الحاكم الثورة عليه أو التمرد عليه أو محاولة عزله عن السلطة بالقوة، وقد يكون الخروج على الحاكم فرديًا أو جماعيًا، وقد يكون سلميًا أو عنيفًا.

ثانيًا: أنواع الخروج على الحاكم:

ينقسم الخروج على الحاكم إلى نوعين رئيسيين:

1. الخروج على الحاكم الجائر: وهو الخروج على الحاكم الذي لا يحكم بشرع الله تعالى، أو الذي يظلم الناس ويسيء إليهم، أو الذي ينتهك حرمات الله تعالى.

2. الخروج على الحاكم العادل: وهو الخروج على الحاكم الذي يحكم بشرع الله تعالى، ولا يظلم الناس ولا يسيء إليهم، ولا ينتهك حرمات الله تعالى.

ثالثًا: أسباب الخروج على الحاكم:

هناك العديد من الأسباب التي قد تدعو إلى الخروج على الحاكم، ومن أهم هذه الأسباب:

1. الكفر بالله تعالى: إذا كفر الحاكم بالله تعالى، أو أشرك به، أو سب نبيه صلى الله عليه وسلم، فإن هذا يعتبر سببًا مشروعًا للخروج عليه.

2. الظلم والجور: إذا ظلم الحاكم الناس وسيء إليهم، فإن هذا يعتبر سببًا مشروعًا للخروج عليه.

3. انتهاك حرمات الله تعالى: إذا انتهك الحاكم حرمات الله تعالى، مثل أن يحل الحرام أو يحرم الحلال، أو أن يبيح الزنى أو الخمر أو الربا، فإن هذا يعتبر سببًا مشروعًا للخروج عليه.

رابعًا: شروط الخروج على الحاكم:

يشترط لجواز الخروج على الحاكم عدة شروط، منها:

1. أن يكون الخروج على الحاكم الجائر وليس العادل.

2. أن يكون الخروج على الحاكم بالقوة وليس بالكلام فقط.

3. أن يكون الخروج على الحاكم جماعيًا وليس فرديًا.

4. أن يكون الخروج على الحاكم سلميًا وليس عنيفًا.

خامسًا: أحكام الخروج على الحاكم:

اختلف العلماء في حكم الخروج على الحاكم، فذهب بعضهم إلى أنه جائز في جميع الأحوال، بينما ذهب آخرون إلى أنه غير جائز في جميع الأحوال، وذهب فريق ثالث إلى أنه جائز في بعض الأحوال دون بعض.

سادسًا: أدلة القائلين بجواز الخروج على الحاكم:

يستدل القائلون بجواز الخروج على الحاكم بعدة أدلة، منها:

1. قوله تعالى: {وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ} [الأنفال: 72].

2. قوله تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا} [النساء: 35].

3. حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان».

سابعًا: أدلة القائلين بعدم جواز الخروج على الحاكم:

يستدل القائلون بعدم جواز الخروج على الحاكم بعدة أدلة، منها:

1. قوله تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ} [الإسراء: 33].

2. قوله تعالى: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} [الأنفال: 46].

3. حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: النفس بالنفس، والثيب الزانية، والكافر بعد إسلامه».

الخاتمة:

إن الخروج على الحاكم من الأمور الخطيرة التي لها تداعيات خطيرة على المجتمع، ولا يجوز الخروج على الحاكم إلا في الحالات التي نصت عليها الشريعة الإسلامية، وبشروط معينة.

أضف تعليق