اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه، ومن ولي أمر أمتي فرفق بهم فارفق به

No images found for اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه، ومن ولي أمر أمتي فرفق بهم فارفق به

مقدمة:

في خضم الحياة الدنيا وما تحفل به من تقلباتٍ وأحداثٍ جسام، تتجلى عظمة الله تعالى في اختياره لعباده المُخلصين القادرين على تحمل أعباء المسؤولية، والذين يُنيرون دروب البشرية بنور الحكمة والعدل. ومن بين أعظم وأجل المسؤوليات التي يُناط بها المرء هي مسؤولية قيادة الأمة، حيث يُلقى على عاتقه مصير حياة الملايين من الناس. وفي هذا الصدد، تُسلط هذه المقالة الضوء على أهمية الحاكم العادل والحكيم، وتُبرز عواقب وخيمة التي تترتب على الحاكم الظالم المستبد.

1. أهمية الحاكم العادل:

الحاكم العادل هو الذي يحكم بالعدل والإنصاف بين الناس، ويُطبق الشريعة الإسلامية على نفسه وعلى رعيته، ويتق الله في كل أفعاله وأقواله.

الحاكم العادل هو الذي يسعى إلى تحقيق مصحلة الأمة ورقيها، ويُقدم الصالح العام على مصالحه الشخصية الخاصة، ويكون مثالاً للتضحية والإيثار.

الحاكم العادل هو الذي ينشر الأمن والاستقرار في البلاد، ويُحافظ على حقوق المواطنين ويحميهم من الظلم والعدوان، ويُوفر لهم سبل العيش الكريم.

2. عواقب الحاكم الظالم:

الحاكم الظالم هو الطغيان والاستبداد، ولا يحكم بالعدل والإنصاف بين الناس، ويتبع أهوائه في حكمه، ويُظلم رعيته ويُفسد في الأرض.

الحاكم الظالم هو الذي يُفقر الناس ويُجوعهم ويُشردهم، ويُنشر الظلم والفساد في البلاد، ويُدمر مقدرات الأمة ويُهدر ثرواتها.

الحاكم الظالم هو الذي يتسبب في القلاقل والاضطرابات والفتن في البلاد، ويُضعفها ويُهينها، ويُجعلها عرضةً للاحتلال الأجنبي.

3. الحاكم العادل والرحيم:

الحاكم العادل هو الحاكم الرحيم الذي يُشفق على رعيته، ويُعطف عليهم، ويتلمس احتياجاتهم ومشاكلهم، ويُسعى جاهداً لحلها.

الحاكم العادل هو الحاكم الذي يُغدق على رعيته بالعطايا والهبات، ويُعفيهم من الضرائب الباهظة، ويُوفر لهم الرعاية الصحية والعلاج المجاني، ويُقيم المشاريع التنموية التي تعود بالنفع عليهم.

الحاكم العادل هو الحاكم الذي يُنشر الخير والبركة في البلاد، ويُبارك الله تعالى فيه وفي رعيته، ويُعزهم ويُنصرهم على أعدائهم.

4. الحاكم الظالم والقاسي:

الحاكم الظالم هو الحاكم القاسي الذي لا يرحم رعيته، ويُعذبهم ويُهينهم، ويُصادر أموالهم وممتلكاتهم، ويسفك دماءهم بغير حق.

الحاكم الظالم هو الحاكم الذي يُجبر الناس على اعتناق دينه أو مذهبه، ويُحارب المخالفين له في الرأي أو العقيدة، ويُضطهدهم وينتهك حقوقهم.

الحاكم الظالم هو الحاكم الذي يُفسد في الأرض ويُنشر فيها الفساد والظلم، ويُدمر مقدرات الأمة ويُهدر ثرواتها، ويُحيلها إلى خراب ودمار.

5. الفرق بين الحاكم العادل والحاكم الظالم:

الحاكم العادل هو الحاكم الذي يُحبه الله تعالى ويُرضى عنه، ويُبارك فيه وفي رعيته، ويُعزهم ويُنصرهم على أعدائهم.

الحاكم الظالم هو الحاكم الذي يُبغضه الله تعالى ويُسخط عليه، ويُعذبه في الدنيا والآخرة، ويُذله ويُهينه، ويُسلط عليه أعداءه.

الحاكم العادل هو الحاكم الذي يُخلد ذكره في التاريخ، ويُذكر بالخير والطيب بعد وفاته، ويُدعى له بالرحمة والمغفرة.

6. الحاكم العادل في الإسلام:

في الإسلام، تُعطى أهمية كبيرة للحاكم العادل، ويُعتبر من أعظم وأجل المسؤوليات التي يُناط بها المرء.

يُشترط في الحاكم العادل أن يكون مسلماً بالغاً عاقلاً رشيداً، وأن يكون قوياً أميناً عادلاً، وأن يكون قادراً على تحمل أعباء المسؤولية.

يُلزم الحاكم العادل في الإسلام بتطبيق الشريعة الإسلامية والعمل بها، والعدل بين الناس، ونشر الأمن والاستقرار في البلاد، وحماية حقوق المواطنين.

خاتمة:

ختاماً، فإن الحاكم العادل هو نعمة من الله تعالى على الأمة، وهو الذي يحقق لها الأمن والاستقرار والرخاء، ويُعزها ويُنصرها على أعدائها. أما الحاكم الظالم فهو نقمة على الأمة، وهو الذي يُفسد في الأرض ويُنشر فيها الظلم والفساد، ويُذلها ويُهينها، ويُضعفها ويُهينها. ومن هنا، فإن على المسلمين أن يسألوا الله تعالى أن يُوليهم حكاماً عادلين يُحققون لهم الخير والرخاء.

أضف تعليق