أروع الخطب عن العدل

أروع الخطب عن العدل

مقدمة:

العدل، هو أحد أهم ركائز الحياة الإنسانية، بل هو أساسها الذي لا غنى عنه، فلا حياة بدون عدل، فإذا غاب العدل، ساد الظلم والفساد، وانتشر الظلم والظلم، وانهارت المجتمعات وتداعى الناس بعضهم بعضا، لذا كان العدل من أسمى القيم التي حث عليها العقل والفطرة والأنبياء والأديان السماوية، لضمان حياة سعيدة وهانئة للناس.

1- العدل في الإسلام:

يعتبر العدل أحد أهم ركائز الإسلام، فهو أساس الحكم، وشرط قبول الأعمال، ودعامة المجتمع، وقد حث القرآن الكريم على العدل في كثير من الآيات، ومنها قوله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم”..

وقد جعل الإسلام العدل في مقدمة خصال المؤمنين، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يزال العبد في بحبوحة من دينه ما لم يظلم”، وفيه دلالة واضحة على أن الظلم من أسباب الخروج من دين الإسلام.

وقد أوجب الإسلام العدل على الحاكم والمحكوم، وعلى القوي والضعيف، وعلى الرجل والمرأة، وعلى الكبير والصغير، على حد سواء، وجعله أساس العلاقة بين الناس، قال تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ”

2- أهمية العدل:

العدل أساس الحياة واستقرار المجتمعات، فهو الذي يحفظ الحقوق ويمنع الظلم والفساد، وينشر الأمن والطمأنينة بين الناس.

العدل أساس الحكم، فالحاكم العادل هو الذي يحكم بين الناس بالحق والإنصاف، ولا يظلم أحدًا، ولا يحابي أحدًا على أحد، ولا يتأثر بالهوى والشهوات.

العدل شرط قبول الأعمال، فالعمل الظالم لا يقبل عند الله تعالى، قال تعالى: “إن الله لا يظلم الناس شيئًا ولكن الناس أنفسهم يظلمون”.

3- آثار العدل في المجتمع:

العدل ينشرُ الأمن والطمأنينة بين الناس، ويجعلهم يشعرون بالأمان على أنفسهم وأموالهم وأعراضهم، فيستطيعون العيش في سلام ووئام.

العدل يُحفّزُ الناس على العمل والإنتاج، لأن العدل يضمن لهم جني ثمار عملهم دون ظلم أو اعتداء عليه.

العدل يُساعدُ على تقدم المجتمع وازدهاره، لأنه يُحفّز الناس على الإبداع والابتكار، ويُشجعهم على الاستثمار في بلدهم.

4- أسباب غياب العدل:

الجهل، فمن يجهل العدل لا يمكن أن يحققه، ولذا فإن نشر الوعي بأهمية العدل من أهم أساليب تحقيق العدل.

ضعف إيمان الناس بالعدل، فمن لا يؤمن بالعدل لا يمكن أن يحققه، ولذا فإن تعزيز الإيمان بالعدل من أهم أساليب تحقيق العدل.

وجود مصالح شخصية أو حزبية أو فئوية، تؤدي إلى التمييز بين الناس، وإعطاء بعضهم مزايا على حساب الآخرين، ولذا فإن التغلب على المصالح الشخصية والحزبية والفئوية من أهم أساليب تحقيق العدل.

5- كيفية تحقيق العدل:

نشر الوعي بأهمية العدل، وتعزيز الإيمان بالعدل بين الناس، والتغلب على المصالح الشخصية والحزبية والفئوية.

إقامة نظام قضائي عادل ونزيه، يضمن للناس حقوقهم، ويحاسب الظالمين والمعتدين.

وضع قوانين عادلة، تضمن حقوق جميع أفراد المجتمع، وتمنع الظلم والفساد.

تفعيل دور مؤسسات المجتمع المدني في مراقبة أداء السلطات الحاكمة، والعمل على منع الظلم والفساد.

6- العدل في التاريخ:

شهد التاريخ العديد من الأمثلة على العدل، ومن أشهرها: عدل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، الذي كان يخرج في الليل متخفيًا ليتفقد أحوال الناس، ويتأكد من أنهم ينعمون بالعدل والإنصاف.

عدل الخليفة العباسي هارون الرشيد، الذي كان يحكم بالعدل والإنصاف، وكان الناس في عصره يعيشون في أمن ورخاء.

عدل السلطان العثماني سليمان القانوني، الذي كان يُعرف بـ “القانوني”، بسبب عدله في الحكم، وإنصافه للمظلومين.

7- العدل في الأدب والفن:

تناول الأدب والفن العدل من جوانب مختلفة، ومن أشهر الأعمال الأدبية التي تناولت العدل: رواية “البؤساء” للكاتب الفرنسي فيكتور هوجو، والتي تحكي قصة جان فالجان، الذي ظل يُظلم طوال حياته، ولكنه في النهاية انتصر عليه العدل.

مسرحية “أنتيجون” للكاتب اليوناني سوفوكليس، والتي تتناول قصة أنتيجون التي عصت حاكم طيبة لكي تدفن أخيها الذي قُتل في الحرب، فحُكم عليها بالإعدام، ولكن في النهاية انتصر عليها العدل.

فيلم “المواطن كين” للمخرج الأمريكي أورسن ويلز، والذي يتناول قصة رجل ثري جدًا، ولكنه كان ظالمًا ومستبدًا، وفي النهاية مات وحيدًا بدون أصدقاء أو أقارب.

الخاتمة:

العدل هو أساس الحياة واستقرار المجتمعات، وهو الذي يحفظ الحقوق ويمنع الظلم والفساد، وينشر الأمن والطمأنينة بين الناس، وقد حثت عليه جميع الشرائع السماوية، وجعله الإسلام من أهم ركائزه، لما له من أثر كبير في تحقيق السعادة والرخاء والازدهار للمجتمعات والأمم، ولذا فإن نشر الوعي بأهمية العدل، وتعزيز الإيمان بالعدل بين الناس، والتغلب على المصالح الشخصية والحزبية والفئوية، من أهم أساليب تحقيق العدل في المجتمعات.

أضف تعليق