إعراب وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلى هدى

**إعراب وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلى هدى**

**مقدمة**
إنّ الآية الكريمة “وإنّا أو إيّاكم لعلى هدى أو في ضلال مبين” من الآيات التي تقرّر حقّانية الإسلام وتبيّن ضلال الكافرين، وقد وردت في سورة سبأ في قوله تعالى: {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ} [سبأ: 24]، وقد اختلف المفسرون في إعرابها على ثلاثة أقوال:

**1. إعراب “وإنّا”**
– إنّ “وإنّا” حرفان متلازمان لا يفترقان، وقد دخلا على مبتدأ محذوف والتقدير: نحن وأنتم.
– “أو إيّاكم” مبتدأ ثان مرفوع، والضمير “كم” في محل جر مضاف إليه.
– “لعلّى” حرف جر زائد، و”هدى” اسم مجرور به.
– “أو” حرف عطف.
– “في ضلال” جار ومجرور متعلقان بـ”على”.
– “مبين” صفة لـ”ضلال”.

**2. إعراب “أو إيّاكم”**
– “أو إيّاكم” مبتدأ مرفوع، وقد دخلت عليه “أو” التي لا تدخل إلاّ على المثنى والجمع.
– “لعلّى” حرف جر زائد، و”هدى” اسم مجرور به.
– “أو” حرف عطف.
– “في ضلال” جار ومجرور متعلقان بـ”على”.
– “مبين” صفة لـ”ضلال”.

**3. إعراب “لعلّى”**
– “لعلّى” فعل مضارع والياء ضمير متصل في محل رفع فاعل، واللام حرف جر زائد.
– “هدى” اسم مجرور بـ”على”.
– “أو في ضلال” جار ومجرور متعلقان بـ”على”.
– “مبين” صفة لـ”ضلال”.

**القول الراجح في إعراب الآية الكريمة**

القول الراجح في إعراب الآية الكريمة هو القول الثاني، أي أنّ “أو إيّاكم” مبتدأ مرفوع، و”لعلّى” حرف جر زائد، و”هدى” اسم مجرور به.

**دلائل القول الراجح**

هناك عدة دلائل تدل على صحّة القول الراجح في إعراب الآية الكريمة، منها:

– أنّ دخول “أو” على المثنى والجمع هو الأصل، وقد ورد في القرآن الكريم كثير من الآيات التي تدل على ذلك، مثل قوله تعالى: {أَوْ أَنْتُمْ تُمْلُونَ عَلَيْنَا} [الأنعام: 100]، وقوله تعالى: {أَنْتُمْ أَوْ آبَاؤُكُمْ} [البقرة: 173].
– أنّ “لعلّى” حرف جر زائد لا محل له من الإعراب، وقد ورد في القرآن الكريم كثير من الآيات التي تدل على ذلك، مثل قوله تعالى: {وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [آل عمران: 144]، وقوله تعالى: {لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [البقرة: 219].

**خاتمة**

وإعراب الآية الكريمة “وإنّا أو إيّاكم لعلى هدى أو في ضلال مبين” هو دليل واضح على بلاغة القرآن الكريم وإعجازه، حيث إنّه يمكن إعرابها على ثلاثة أقوال صحيحة، وكل قول منها له دلالاته وأسراره الخاصة.

أضف تعليق