اتركهم لله
مقدمة
عندما يتعامل الفرد مع الآخرين، فقد يواجه بعض المواقف الصعبة التي قد تؤدي إلى إيذائه أو ظلمه، وفي هذه الحالات، قد يشعر بالغضب أو الرغبة في الانتقام، إلا أن الدين الإسلامي يحث على ترك هؤلاء الأشخاص لله، وعدم الرد عليهم بالمثل.
الصفح والتسامح
أن الصفح والتسامح فضيلة عظيمة: أمر الله تعالى المسلمين بالصفح عن الآخرين والتسامح معهم، حيث قال تعالى: (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ).
أن المسلم مطالب بالصفح: ليس فقط عن الآخرين بشكل عام، بل حتى عن أقرب الناس إليه، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على خدمكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة سخط، فيستجيب لكم).
فضل الصفح والتسامح: الصفح والتسامح من الأخلاق الفاضلة التي لها أثر كبير على الفرد والمجتمع، فالصفح يحقق راحة البال والطمأنينة، ويمنع المشاكل والنزاعات، ويقوي أواصر المحبة والألفة بين الناس.
ترك الانتقام لله
الانتقام لله حق: إن الانتقام لله حق لا يجوز التنازل عنه، فالله تعالى هو المنتقم الجبار، وهو الذي سينتقم من الظالمين والمفسدين في الأرض، قال تعالى: (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ).
أن الانتقام يجب أن يكون منضبطاً: ومع ذلك، فإن الانتقام يجب أن يكون منضبطاً ومقنناً، فلا يجوز للمؤمن أن ينتقم من شخص ظلمه بظلم أكبر، ولا يجوز له أن يتجاوز في الانتقام الحد المعقول، قال تعالى: (وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ).
ترك الانتقام لله أفضل: وعلى الرغم من أن الانتقام لله حق لا يجوز التنازل عنه، إلا أن ترك الانتقام لله أفضل للمؤمن وأكرم، قال تعالى: (وَإِنْ عَفَوْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لِلْعَافِينَ).
الثقة في عدل الله
أن الله تعالى عادل: إن الله تعالى عادل لا يظلم أحداً، وهو سيعاقب الظالمين والمفسدين في الدنيا والآخرة، قال تعالى: (وَإِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ).
أن الله تعالى سيحاسب الظالمين: إن الله تعالى سيحاسب الظالمين على ظلمهم يوم القيامة، وسيعطيهم جزاءهم العادل، قال تعالى: (فَأَمَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ فَيُسَلِّمُونَ).
الثقة في عدل الله تجلب الراحة: الثقة في عدل الله تجلب الراحة والطمأنينة للمؤمن، وتجعله يعيش في سلام وأمان، قال تعالى: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا).
التركيز على العبادة والتقرب إلى الله
أن العبادة والتقرب إلى الله واجب: إن العبادة والتقرب إلى الله تعالى واجب على كل مسلم، وهو السبيل لتحقيق السعادة والفوز في الدنيا والآخرة، قال تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ).
العبادة والتقرب إلى الله يزيلان الغضب: إن العبادة والتقرب إلى الله تعالى يزيلان الغضب والحقد من القلب، ويجعلان المسلم أكثر تسامحاً ورحمة مع الآخرين، قال تعالى: (وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى وَأَنَّهُ هُوَ يُمِيتُ وَيُحْيِي وَأَنَّهُ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَأَنَّهُ جَعَلَ الْأَيَّامَ وَاللَّيْلَ نَوْبًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ).
العبادة والتقرب إلى الله يجلبان السعادة: إن العبادة والتقرب إلى الله تعالى يجلبان السعادة والطمأنينة للمسلم، ويجعلانه يشعر بالرضا والسكينة، قال تعالى: (أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُ الْقُلُوبُ).
عدم الالتفات إلى أقوال الناس
أن أقوال الناس لا تضر ولا تنفع: إن أقوال الناس لا تضر المؤمن ولا تنفعه، فالله تعالى هو الذي يقدر له رزقه وأجله وعمله، قال تعالى: (وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ).
الالتفات إلى أقوال الناس يسبب الحزن والقلق: إن الالتفات إلى أقوال الناس يسبب الحزن والقلق للمؤمن، ويجعله يعيش في خوف وترقب، قال تعالى: (وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ).
ضرورة تجاهل أقوال الناس: إن المؤمن يجب أن يتجاهل أقوال الناس ولا يلتفت إليها، وأن يركز على عبادته وتقربه إلى الله تعالى، قال تعالى: (فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ).
الدعاء على الظالمين
أن الدعاء على الظالمين جائز: إن الدعاء على الظالمين جائز في الإسلام، بل هو من أنواع الجهاد في سبيل الله تعالى، قال تعالى: (قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِه