مقدمة:
يُعد القرآن الكريم كلام الله المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وهو كلام بليغ ومعجز في فصاحته وبلاغته، وقد جاء فيه العديد من الآيات الجميلة والرائعة التي تلامس القلوب وتسحر العقول، وفي هذا المقال سوف نستكشف واحدة من أجمل الآيات القرآنية، وهي سورة النور آية 35، والتي تُعرف بآية النور.
الآية:
قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَى لَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ
التفسير:
تأمر هذه الآية المؤمنين بغض أبصارهم وحفظ فروجهم، فالغض هو عدم النظر إلى ما لا يحل النظر إليه، وحفظ الفرج هو عدم الزنا أو أي سلوك جنسي محرّم، وتؤكد الآية أن هذا هو الأزكى والأفضل لهم، لأن الله يعلم ما يفعلون.
دروس مستفادة من الآية:
غض البصر: يساعد غض البصر في الحفاظ على القلب من الشهوات والرغبات المحرّمة، ويقي من الوقوع في المعاصي والذنوب.
حفظ الفرج: يُعد حفظ الفرج من أهم الفرائض الدينية، وهو يضمن العفة والطهارة، ويحمي من الوقوع في الزنا وسائر المحرمات الجنسية.
تقوى الله: تُذكر الآية بأن الله خبير بما يفعل المؤمنون، وهذا يدعوهم إلى تقوى الله والالتزام بأوامره واجتناب نواهيه.
الجمال البلاغي للآية:
تتميز سورة النور آية 35 بجمالها البلاغي وإعجازها اللغوي، فاستخدام أسلوب الأمر يدل على الحزم والجدية في الطلب، كما أن استخدام صيغة المضارع “يغضوا” و”يحفظوا” يدل على الاستمرار والتكرار، مما يؤكد على أهمية غض البصر وحفظ الفرج.
فضل تلاوة الآية:
يُستحب تلاوة سورة النور آية 35 عند النوم، فهي من الآيات التي تحفظ المسلم من شرور الشياطين والجن، وتساعده على النوم الهادئ والمستقر.
قصة واقعية:
يحكى أنه كان هناك شابًا يُدعى خالد، وكان شابًا مؤمنًا ملتزمًا بأوامر الله واجتناب نواهيه، وكان يحرص على غض بصره وحفظ فرجه، وفي يوم من الأيام، مر خالد بفتاة جميلة جدًا، فغض بصره عنها ولم ينظر إليها، ثم продолжил свой путь، وبعد ذلك جاءت الفتاة إلى خالد وقالت له: “لقد أنقذتني من الوقوع في الخطيئة، فلو نظرت إليّ لربما وقعت في معصية الزنا، فجزاك الله خيرًا”.
الخاتمة:
إن سورة النور آية 35 من أجمل الآيات القرآنية، وهي آية عظيمة فيها الكثير من الدروس والعبر والعظات، وهي تُرشد المؤمنين إلى طريق الهداية والتقوى، وتحثهم على غض أبصارهم وحفظ فروجهم، وهي من الآيات التي يُستحب تلاوتها عند النوم.