مقدمة:
شهر رمضان هو شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار، وفيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، والعشر الأواخر منه هي أيام مباركة ذات فضل عظيم، وقد وردت العديد من الأحاديث النبوية التي تحث المسلمين على اغتنام هذه الأيام المباركة والإكثار من العبادة فيها.
فضل العشر الأواخر من رمضان:
يُعدُّ الإكثار من العبادات في العشر الأواخر من رمضان أكثر ثوابًا وأعظم أجرًا، وأحبُّ العبادة إلى الله هي ما داوم عليه العبد، وهو ما يُعرف بالسُّنَّة.
الدلائل من السنة:
1. عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر من رمضان ما لا يجتهد في غيره”.
– اتباع رسول الله في الاجتهاد هو دليل على الأجر العظيم الذي ينتظر من ينتهز هذه الفرصة ويحرص على العبادة في هذه الليالي المباركة.
– الاقتداء بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم هي الطريقة الأمثل في التعبد إلى الله.
2. عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان”.
– يثبت هذا الحديث أن الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان من السنن النبوية المؤكدة التي كان يحرص عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
– الاعتكاف يعني التفرغ لعبادة الله عز وجل في المسجد مع الإكثار من الدعاء والذكر وقراءة القرآن.
– الاعتكاف يقطع صلة العبد بالدنيا وزينتها، ويوصله إلى مقامات عليا من التقوى والإيمان والإحسان.
3. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ‘من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه'”.
– يبيّن هذا الحديث الفضل العظيم لهذه الليلة المباركة، وأنها فرصة عظيمة للمسلمين للعتق من النار.
– ليلة القدر هي ليلة مباركة عظيمة القدر، فيها يضاعف الله الأجر والثواب.
– ليلة القدر هي فرصة عظيمة للمغفرة والعتق من النار، فينبغي على المسلم أن يغتنم هذه الفرصة ويدعو الله فيها بكل ما يريد.
4. عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحيي ليلة القدر ويقول: ‘من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه'”.
– اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في إحياء ليلة القدر هو أفضل طريقة للظفر بثوابها وأجرها العظيم.
– حياء ليلة القدر يعني الإكثار من العبادات فيها كالصلاة وقراءة القرآن والدعاء والاستغفار.
– من أحيا ليلة القدر إيمان واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه.
5. عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان، ويقول: ‘تَحَرَّوْا ليلةَ القدر في العشر الأواخر من رمضان'”.
– يشير هذا الحديث إلى أهمية الاعتكاف في العشر الأواخر من شهر رمضان، وأنه من العبادات التي كان يحرص عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
– يبين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحرص على تحري ليلة القدر في العشر الأواخر من شهر رمضان.
– ليلة القدر هي ليلة عظيمة شريفة، يغفر الله فيها الذنوب ويدعو فيها الله عز وجل لعباده، فينبغي الحرص في هذه الليلة على الإكثار من الدعاء والعبادة.
6. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ‘من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه'”.
– يدل الحديث على فضل صيام شهر رمضان كاملاً، والثواب العظيم الذي ينتظر الصائم المتحمل للمشقة في أيام الصوم.
– الصبر على مشقة الصيام وحر الصيف يقوي إرادة الصائم، وهذا يجعله أقوى في مقاومة الشهوات والذنوب.
– من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه.
7. عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ‘من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه'”.
– القيام في رمضان يعني إحياء جزء من الليل بالعبادة، ويشمل ذلك الصلاة وقراءة القرآن والدعاء والاستغفار.
– القيام في رمضان من العبادات العظيمة التي لها فضل كبير وأجر عظيم.
– من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه.
الخاتمة:
العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك هي أيام مباركة ذات فضل عظيم، وقد وردت العديد من الأحاديث النبوية التي تحث المسلمين على اغتنام هذه الأيام المباركة والإكثار من العبادة فيها. ومن أفضل العبادات في هذه الليالي المباركة الاعتكاف والصيام والقيام وقراءة القرآن والدعاء والذكر. فاستغلوا هذه الأيام المباركة واغتنموها في العبادة والطاعة، فالله تعالى غفور رحيم.