المقدمة
الأحكام المأثورة هي الأحكام التي نقلت إلينا عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، إما بنص صريح منه، أو بعمل قام به، أو بتقريره لعمل قام به أحد أصحابه. والأحكام المأثورة هي مصدر ثانٍ من مصادر التشريع الإسلامي بعد القرآن الكريم.
أقسام الأحكام المأثورة
تنقسم الأحكام المأثورة إلى ثلاثة أقسام:
1- الأحكام القطعية:
وهي الأحكام التي ثبتت بدليل قطعي لا يحتمل التأويل، مثل وجوب الصلاة والزكاة والحج، وتحريم الزنا والسرقة والقتل.
2- الأحكام الظنية:
وهي الأحكام التي ثبتت بدليل ظني يحتمل التأويل، مثل استحباب صلاة الضحى وصلاة التراويح، وكراهية أكل لحم الخنزير وشرب الخمر.
3- الأحكام الوضعية:
وهي الأحكام التي لا تتعلق بالأحكام الشرعية، مثل تحديد الدية في حالة القتل الخطأ، وتحديد مقدار الزكاة الواجب إخراجها.
أدلة الأحكام المأثورة
تستمد الأحكام المأثورة من الأدلة التالية:
1- القرآن الكريم:
حيث يحتوي القرآن الكريم على العديد من الآيات التي تتضمن أحكامًا شرعية، مثل وجوب الصلاة والزكاة والحج، وتحريم الزنا والسرقة والقتل.
2- السنة النبوية:
وهي أقوال وأفعال وتقريرات النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والتي تعتبر المصدر الثاني للتشريع الإسلامي بعد القرآن الكريم.
3- الإجماع:
وهو اتفاق جميع علماء المسلمين على حكم شرعي معين، ويعتبر الإجماع دليلاً قاطعًا في الأحكام الشرعية.
4- القياس:
وهو استدلال بحكم شرعي ثابت في حالة معينة على حكم شرعي غير ثابت في حالة أخرى، بشرط وجود علة مشتركة بين الحالتين.
5- الاستحسان:
وهو الأخذ بما يوافق المصالح المرسلة، ويعتبر الاستحسان دليلاً ظنيًا في الأحكام الشرعية.
6- العرف:
وهو العادة الجارية بين الناس، ويعتبر العرف دليلاً ظنيًا في الأحكام الشرعية.
من أهمية الأحكام المأثورة
تتمثل أهمية الأحكام المأثورة في أنها:
1- مصدر ثانٍ للتشريع الإسلامي:
حيث تعتبر الأحكام المأثورة المصدر الثاني للتشريع الإسلامي بعد القرآن الكريم، وتكمل الأحكام القرآنية وتفسرها.
2- توضيح الأحكام القرآنية:
حيث تساعد الأحكام المأثورة على توضيح الأحكام القرآنية وإزالة اللبس عنها، وتبين كيفية تطبيقها في مختلف الحالات.
3- سد الثغرات التشريعية:
حيث تسد الأحكام المأثورة الثغرات التشريعية التي لم يرد فيها نص صريح في القرآن الكريم، وتوفر الحلول لمختلف القضايا المستجدة.
4- الحفاظ على وحدة الأمة الإسلامية:
حيث تعمل الأحكام المأثورة على الحفاظ على وحدة الأمة الإسلامية وتماسكها، وذلك من خلال توحيد الأحكام الشرعية بين المسلمين.
5- حماية المجتمع من الانحرافات الأخلاقية:
حيث تساعد الأحكام المأثورة على حماية المجتمع من الانحرافات الأخلاقية والاجتماعية، وذلك من خلال وضع الضوابط التي تنظم سلوك الأفراد وتحد من انتشار الرذائل.
الخاتمة
الأحكام المأثورة هي جزء لا يتجزأ من التشريع الإسلامي، وهي المصدر الثاني للتشريع بعد القرآن الكريم. وتتمثل أهمية الأحكام المأثورة في أنها توضح الأحكام القرآنية وتكملها، وتسد الثغرات التشريعية، وتحافظ على وحدة الأمة الإسلامية وتماسكها، وتساعد في حمايتها من الانحرافات الأخلاقية والاجتماعية.