المقدمة
الدعاء هو أحد أهم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى الله، وهو من أعظم الأسباب التي تيسر على الإنسان أمور حياته. وقد حثنا الله في كتابة العزيز على الدعاء،قال تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}، وقد وردت الكثير من الأحاديث النبوية التي تحث على الدعاء، وتبين فضله، ومن هذه الأحاديث: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدعاء هو العبادة”.
1. فضل الدعاء
الدعاء من أفضل العبادات التي يتقرب بها العبد إلى الله، وقد جعلها الله سببًا من أسباب نيل المطالب، قال تعالى: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}، ويحصل العبد بالدعاء على العديد من الفضائل، منها:
رفع الدرجات في الجنة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدعاء يرد القضاء، وإن كان نافذًا، فاعبدوا الله وأكثروا من الدعاء”.
جلب الرزق، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أكثر من الدعاء بالرزق، فتحت له أبواب السماء، ورزقه الله من حيث لا يحتسب”.
دفع البلاء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدعاء يرد البلاء، ولو نزل به القدر”.
تفريج الكرب، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما من مسلم يصاب بمصيبة، فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيرًا منها، إلا آجره الله في مصيبته، وأخلفه خيرًا منها”.
حصول السعادة في الدنيا والآخرة، قال الله تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى}.
2. آداب الدعاء
للدعاء آداب ينبغي للمسلم أن يراعيها، حتى يكون دعاؤه مقبولاً عند الله، ومن هذه الآداب:
الإخلاص لله وحده، فلا يدعو إلا الله، ولا يشرك معه أحدًا.
حضور القلب والخشوع، فلا يدعو وهو ساه، ولا يلعب بيده أو رجله.
رفع اليدين إلى السماء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا دعا أحدكم، فليرفع يديه إلى السماء”.
استقبال القبلة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا دعا أحدكم، فليستقبل القبلة، وليحمد ربه، وليثن عليه، ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم ليدع بما شاء”.
الدعاء بصوت خفيض، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تجهر بنفسك، فإنك إذا صليت فإنما تساجي ربك، ولو سترك من يسمعك أن تسمع نفسك، كان أفضل”.
3. شروط الاستجابة للدعاء
يستجاب الدعاء إذا توفرت فيه الشروط الآتية:
الإخلاص لله وحده، فلا يدعو إلا الله، ولا يشرك معه أحدًا.
اليقين بالإجابة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة”.
الإلحاح في الدعاء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ليس شيء أحب إلى الله من دعاء المضطر”.
الدعاء في الأوقات الفاضلة، مثل ثلث الليل الأخير، ويوم الجمعة، وعند السحر.
الدعاء عند الطهارة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم، وما لم يعجل، قيل: يا رسول الله، ما معنى قوله: وما لم يعجل؟ قال: يقول: قد دعوت فلم يستجب لي، فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء”.
الدعاء بكف الأذى عن الغير، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدعاء بالظلم ظلمات يوم القيامة”.
4. أنواع الدعاء
هناك أنواع كثيرة من الدعاء، ومنها:
الدعاء بالخير، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ادعوا الله بالخير، فإن الله يحب الدعاء”.
الدعاء بالشر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تدعوا على أنفسكم، ولا على أولادكم، ولا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة سخط، فيستجيب لكم”.
الدعاء بالرزق، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أكثر من الدعاء بالرزق، فتحت له أبواب السماء، ورزقه الله من حيث لا يحتسب”.
الدعاء بالشفاء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أصابته بلية، فقال: اللهم أجرني في مصيبتي، وأخلفني خيرًا منها، إلا استجاب الله دعاءه”.
الدعاء بالنصر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين”.
5. مواضع الدعاء
هناك مواضع كثيرة يستحب فيها الدعاء، ومنها:
عند الوضوء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من توضأ فليقل: سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك”.
عند دخول المسجد، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا دخل أحدكم المسجد، فليقل: اللهم افتح لي أبواب رحمتك”.
عند الخروج من المسجد، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا خرج أحدكم من المسجد، فليقل: اللهم إني أسألك من فضلك”.
عند قراءة القرآن، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا مر أحدكم بآية من كتاب الله تعالى أعجبته، فليقف عندها، ويدع بما شاء”.
عند رؤية الهلال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا رأيتم الهلال، فقولوا: اللهم أهله علينا باليمن والإيمان والسلامة والإسلام، ربنا وربك الله”.
6. دعاء النبي صلى الله عليه وسلم
كان النبي صلى الله عليه وسلم كثير الدعاء، وكان له أدعية مأثورة، منها:
دعاء الاستفتاح، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اللهم افتح لنا أبواب رحمتك”.
دعاء القنوت، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت، وبارك لنا فيما أعطيت، وقنا شر ما قضيت، فإنك تقضي ولا يقضى عليك، وإنه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت”.
دعاء السفر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اللهم إني أسألك في سفري هذا البر والتقوى، ومن العمل ما ترضى، اللهم هون علينا سفرنا هذا، واطو لنا فيه البعد، اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر، وكآبة المنظر، وسوء المنقلب في المال والأهل”.
دعاء الصباح، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اللهم أدخلني مدخل صدق، وأخرجني مخرج صدق، واجعل لي من لدنك سلطانًا نصيرًا”.
دعاء المساء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اللهم إني أسألك خير المساء، وخير ما فيه، وخير ما بعده، وأعوذ بك من شر المساء، وشر ما فيه، وشر ما بعده”.
7. الخاتمة
الدعاء من أفضل العبادات التي يتقرب بها العبد إلى الله، وقد جعلها الله سببًا من أسباب نيل المطالب، قال تعالى: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}، ويحصل العبد بالدعاء على العديد من الفضائل، منها: رفع الدرجات في الجنة، وجلب الرزق، ودفع البلاء، وتفريج الكرب، وحصول السعادة في الدنيا وال