بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
السميع هو أحد أسماء الله الحسنى، وهو يدل على أن الله تعالى يسمع جميع الأصوات، سواء كانت عالية أو منخفضة، واضحة أو غير واضحة، قريبة أو بعيدة. ويسمى الله “السميع” بالعربية.
صفات السميع في القرآن الكريم
ورد اسم “السميع” في القرآن الكريم في أكثر من 50 آية، مما يدل على عظمته وأهميته. ومن الصفات التي وردت في القرآن الكريم عن الله تعالى في اسمه “السميع”:
أنه يسمع كل شيء، حتى لو كان خفياً ولا يُسمع: قال تعالى: “وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ” (الشورى، آية 11).
أنه يسمع دعاء عباده ويستجيب له: قال تعالى: “وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ” (البقرة، آية 186).
أنه يسمع ويحاسب على الكلمات الطيبة والسيئة: قال تعالى: “وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ” (التوبة، آية 105).
أثر اسم السميع في حياة المسلم
اسم الله “السميع” له أثر كبير في حياة المسلم، ومن هذا الأثر:
زيادة الإيمان بالله تعالى: فالمسلم الذي يعلم أن الله يسمع كل شيء، يزداد إيمانه به، ويحرص على أن يكون كلامه وأفعاله مرضية لله تعالى.
الخوف من الله تعالى: فالمسلم الذي يعلم أن الله يسمع كل شيء، يخاف من الله تعالى، ويحذر من أن يفعل ما يغضبه تعالى.
الإخلاص في العبادة: فالمسلم الذي يعلم أن الله يسمع كل شيء، يخلص في عبادته لله تعالى، ويبتعد عن الرياء والنفاق.
الاستجابة لدعاء الله تعالى: فالمسلم الذي يعلم أن الله يستجيب لدعاء عباده، يدعو الله تعالى بكثرة، ويطلب منه العون والتوفيق في جميع أموره.
التحلي بالأخلاق الحميدة: فالمسلم الذي يعلم أن الله يسمع الكلمات الطيبة والسيئة، يتحلى بالأخلاق الحميدة، ويتجنب الكلمات السيئة والشتائم.
كيف نتعبد لله تعالى باسمه “السميع”؟
هناك طرق عديدة لنتعبد لله تعالى باسمه “السميع”، منها:
أن نحسن الكلام، ونتجنب الكلمات السيئة والشتائم.
أن ندعو الله تعالى بكثرة، ونطلب منه العون والتوفيق في جميع أمورنا.
أن نحافظ على أسرارنا، ولا نبوح بها إلا لمن نثق به.
أن نكون حذرين في أقوالنا وأفعالنا، لأن الله تعالى يسمع كل شيء.
أن نتوب إلى الله تعالى من الذنوب والمعاصي، ونسأله المغفرة والرحمة.
قصص قرآنية عن اسم الله “السميع”
هناك العديد من القصص القرآنية التي ورد فيها اسم الله “السميع”، ومن هذه القصص:
قصة سيدنا يوسف عليه السلام: حيث سمع الله تعالى دعاء يوسف عليه السلام وهو في السجن، فاستجاب له وأخرجه من السجن، وجعله عزيز مصر.
قصة سيدنا زكريا عليه السلام: حيث سمع الله تعالى دعاء زكريا عليه السلام، ورزقه بابن في كبره، وهو سيدنا يحيى عليه السلام.
قصة سيدنا أيوب عليه السلام: حيث ابتلى الله تعالى أيوب عليه السلام بمرض شديد، فصبر على هذا الابتلاء، ودعا الله تعالى، فاستجاب الله تعالى لدعائه، وشفاه من مرضه.
خاتمة
اسم الله “السميع” هو اسم عظيم، يدل على قدرة الله تعالى على سماع كل شيء، سواء كان خفياً ولا يُسمع، أو كان واضحاً ويُسمع. وهذا الاسم له أثر كبير في حياة المسلم، حيث يزيد إيمانه بالله تعالى، ويخافه، ويخلص في عبادته، ويدعوه بكثرة، ويتحلى بالأخلاق الحميدة.