اسماء الله توقيفية

اسماء الله توقيفية

الأسماء الحسنى توقيفية

المقدمة:

أسماء الله تعالى هي الصفات التي أطلقها الله تعالى على نفسه في كتابه الكريم أو على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم، وهي توقيفية بمعنى أنها لا تؤخذ من الرأي أو القياس، بل يجب أخذها من الوحي فقط، فلا يجوز أن يطلق على الله تعالى اسم لم يذكره هو في كتابه أو على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم، ولا يجوز أن يحرف أحد في معنى الأسماء الحسنى، بل يجب أن تؤخذ كما هي دون تحريف أو تأويل.

1- الدليل من القرآن الكريم:

وقد ورد في القرآن الكريم أدلة كثيرة على أن أسماء الله تعالى توقيفية، منها قوله تعالى: ﴿وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا﴾ [الأعراف: 180]، وقوله تعالى: ﴿وَلَا تَتَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ﴾ [الحجرات: 11]، وقوله تعالى: ﴿قُلْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَعَلَ فِيهِ آيَاتٍ مُحْكَمَاتٍ وَأُخَرَ مُتَشَابِهَاتٍ﴾ [آل عمران: 7]، وغيرها من الآيات الكريمة التي تدل على أن أسماء الله تعالى توقيفية.

2- الدليل من السنة النبوية:

وقد ورد في السنة النبوية أدلة كثيرة على أن أسماء الله تعالى توقيفية، منها حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن لله تسعة وتسعين اسما، من أحصاها دخل الجنة” رواه البخاري ومسلم، وحديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أحب الأسماء إلى الله عز وجل عبد الله وعبد الرحمن” رواه البخاري ومسلم، وغيرها من الأحاديث التي تدل على أن أسماء الله تعالى توقيفية.

3- الإجماع:

وقد أجمع العلماء على أن أسماء الله تعالى توقيفية، قال الإمام ابن حزم رحمه الله: “والأسماء الحسنى توقيفية، لا يجوز إطلاق اسم منها إلا ما ورد”، وقال الإمام ابن القيم رحمه الله: “المعروف عن السلف الصالح أنهم لم يكونوا يطلقون على الله غير ما ورد في الكتاب والسنة”، وغيرهما من أقوال العلماء التي تدل على إجماعهم على أن أسماء الله تعالى توقيفية.

4- الأدلة العقلية:

هناك أدلة عقلية كثيرة تدل على أن أسماء الله تعالى توقيفية، منها أن الله تعالى هو الخالق وهو المدبر وهو المتصرف في الكون، فهو أعلم بنفسه من غيره، وهو أعلم بأسمائه من غيره، فلا يجوز أن يطلق عليه اسم لم يطلقه هو على نفسه، ولا يجوز أن يحرف أحد في معنى الأسماء الحسنى، بل يجب أن تؤخذ كما هي دون تحريف أو تأويل.

5- حكم من خالف في أسماء الله تعالى:

من خالف في أسماء الله تعالى وأطلق عليه اسما لم يذكره هو في كتابه أو على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم، أو حرف في معنى الأسماء الحسنى، فهو ضال مبتدع، لأنه خالف إجماع أهل العلم، وخالف الدليل من القرآن والسنة والعقل، وقد قال الله تعالى: ﴿وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً﴾ [النساء: 115].

6- فضل معرفة أسماء الله تعالى:

معرفة أسماء الله تعالى من أعظم العبادات، وهي من أسباب محبة الله تعالى، وهي من أسباب الجنة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن لله تسعة وتسعين اسما، من أحصاها دخل الجنة” رواه البخاري ومسلم، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أحب الأسماء إلى الله عز وجل عبد الله وعبد الرحمن” رواه البخاري ومسلم، وغيرها من الأحاديث التي تدل على فضل معرفة أسماء الله تعالى.

7- كيفية معرفة أسماء الله تعالى:

يمكن معرفة أسماء الله تعالى من خلال قراءة القرآن الكريم وتدبره، ومن خلال قراءة السنة النبوية وتدبرها، ومن خلال قراءة كتب العلماء في أسماء الله تعالى، ومن خلال السؤال عن أسماء الله تعالى من أهل العلم، وغيرها من الطرق التي يمكن من خلالها معرفة أسماء الله تعالى.

الخاتمة:

أسماء الله تعالى توقيفية، ولا يجوز أن يؤخذ منها إلا ما ورد في الوحي، ولا يجوز أن يحرف أحد في معنى الأسماء الحسنى، بل يجب أن تؤخذ كما هي دون تحريف أو تأويل، ومعرفة أسماء الله تعالى من أعظم العبادات، وهي من أسباب محبة الله تعالى، وهي من أسباب الجنة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *