مقدمة
يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم هو نبي الله الذي عرف بقصة حياته المليئة بالمصاعب والمحن، والتي انتهت بالنصر والتمكين. وقد ورد ذكر يوسف في القرآن الكريم في سورة كاملة سميت باسمه، وفي العديد من الآيات الأخرى.
أولاً: ولادة يوسف ونشأته
– وُلِد يوسف في كنعان لأبويه يعقوب وراحيل، وكان الحادي عشر من إخوته الاثني عشر.
– كان يوسف فتىً جميل المنظر، وكان أبوه يحبه أكثر من إخوته، مما أثار حفيظتهم وجعلهم يكرهونه.
– عندما بلغ يوسف السابعة عشر من عمره، رأى إحدى عشر كوكباً والشمس والقمر ساجدين له في المنام، فأخبر بذلك أباه، فقال له يعقوب: “يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدًا إن الشيطان للإنسان عدو مبين”.
ثانيًا: إلقاء يوسف في الجب
– بعد أن قص يوسف رؤياه على إخوته، دبروا له مكيدة للتخلص منه، فألقوه في جب عميق وألقوا عليه صخرة كبيرة.
– مر على الجب قافلة تجارية متوجهة إلى مصر، فرأى التجار يوسف في الجب فأخرجوه منه وباعوه إلى رئيس القافلة بمبلغ زهيد.
– أخذ التجار يوسف إلى مصر وبيعوه إلى عزيز مصر، واسمه بوتيفار، وكان من كبار رجال الدولة.
ثالثًا: يوسف في بيت العزيز
– حظي يوسف بمعاملة حسنة من العزيز وزوجته زليخة، وأسندوا إليه إدارة شؤون منزلهما.
– عرفت زليخة بجمال يوسف وفتنته، وحاولت إغراءه مرارًا وتكرارًا، لكنه رفض بشدة وصمم على الحفاظ على شرفه وعفته.
– عندما يئست زليخة من إغراء يوسف، اتهمته كذبًا بأنه حاول الاعتداء عليها، فصدقها العزيز وأودع يوسف السجن.
رابعًا: يوسف في السجن
– أمضى يوسف في السجن عدة سنوات، إلا أنه لم ييأس أو يفقد الأمل في نجاة الله له.
– في السجن، تعرف يوسف على ساقي الملك وحاجبه، وكانا قد دخلا السجن بسبب شجار وقع بينهما.
– عندما رأى يوسف أن الساقي وحاجب الملك منزعجين، سألهما عن سبب انزعاجهما، فأخبراه بأنهما رأيا رؤيا غريبة ولا يعرفان تفسيرها.
خامسًا: تفسير يوسف للرؤيا
– عندما سمع يوسف رؤيا الساقي وحاجب الملك، قال لهما: “أنا أفسرها لكم، فأخبراني بها”.
– فقص الساقي رؤياه، فقال إنه رأى ثلاث كروم، وفي كل كرم عشر عناقيد من العنب، وفي كل عناقيد عشر حبات من العنب.
– وقص حاجب الملك رؤياه، فقال إنه رأى ثلاث سلال من الخبز، وفي السلة العليا من كل سلة أنواع مختلفة من الطعام، وكان الطير يأكل من السلة.
سادسًا: خروج يوسف من السجن
– بعد أن فسر يوسف الرؤيا للساقي وحاجب الملك، صدق الملك تفسيره وأخرجه من السجن.
– عاد يوسف إلى العزيز، فأخبره الملك بما حدث وأمره أن يتولى منصب كبير في الدولة.
– تولى يوسف منصب كبير الوزراء في مصر، فأقام العدل وأمن الناس وأعد لهم الطعام والشراب استعدادًا لسنوات عجاف مقبلة.
سابعًا: يوسف حاكمًا على مصر
– عندما جاءت سنوات العجاف، ذهب الناس إلى يوسف يستجدون منه الطعام.
– كان إخوة يوسف من بين الناس الذين أتوا إلى مصر يستجدون الطعام، ولم يعرفهم يوسف.
– استفسر يوسف من إخوته عن والدهم وأخيهم الأصغر، فبكوا وقالوا له إن أخاهم قد مات.
خاتمة
بعد أن عرف يوسف أن بنيامين أخوه الأصغر حي يرزق، أرسل في طلبه وأخفى عليه أنه أخوه. وعندما عاد إخوة يوسف إلى مصر ومعهم بنيامين، اختبرهم يوسف وجعلهم يتركون بنيامين لديه. وعندما توسلوا إليه أن يترك بنيامين لديه، كشف لهم عن هويته الحقيقية، وعفا عنهم وأمر بإحضار والده يعقوب إلى مصر. وهكذا اجتمع شمل يوسف ووالده وإخوته في مصر، وعاشوا جميعًا في سعادة ورخاء.