اسم الذي أعشقه أوله في ناظره

اسم الذي أعشقه أوله في ناظره

اسم الذي أعشقه أوله في ناظره

المقدمة

الحب من أسمى المشاعر الإنسانية، وهو شعور فطري يولد مع الإنسان وينمو ويكبر معه. وقد تغنى الشعراء والكتاب في كل العصور بجمال الحب وعذابه، ووصفوا أحاسيس العاشق والمعشوق بأروع الكلمات وأبلغ العبارات. ومن أشهر قصائد الغزل العربي قصيدة “اسم الذي أعشقه أوله في ناظره” للشاعر العباسي أبو نواس.

أولاً: جمال المعشوق

يبدأ أبو نواس قصيدته بوصف جمال معشوقه، فيقول:

أَوَّلُهُ فِي نَاظِرِهْ أَوَّلُهُ

وَآخِرُهُ فِي آخِرِهْ آخِرُهْ

ويقصد أبو نواس أن جمال معشوقه يبدأ من عينيه وينتهي عند قدميه، وأن كل ما فيه جميل ومتناسق. ويستمر أبو نواس في وصف جمال معشوقه، فيقول:

وَهْوَ إِذَا مَا زَارَنَا أَوْ زُرْنَهُ

يُنْهَكُ فِينَا كُلَّ مَا أَنْهْكَهُ

ويقصد أبو نواس أن معشوقه ساحر الجمال، يفتن كل من يراه ويجعله ينسى كل شيء من حوله.

ثانياً: عشق العاشق

يصف أبو نواس في هذا الجزء من القصيدة عشقه ومعاناته من الهجر والبعاد، فيقول:

أَعْشَقُهُ وَهْوَ يَتَجَافَى عَنْ هَوَى

شَوْقِي إِلَيْهِ وَلَيْسَ يَدْرِيهِ هَوَى

ويقصد أبو نواس أن معشوقه لا يبادله نفس المشاعر، وأنه يعاني من الهجر والبعاد. ويستمر أبو نواس في وصف عشقه ومعاناته، فيقول:

وَكَأَنَّهُ يَخْشَى أَنْ يَكُونَ لِي

وَحْدِي فَمَا أَخْشَاهُ أَنْ يَكُونَ لِي

ويقصد أبو نواس أنه يتمنى أن يكون معشوقه له وحده، وأنه يخشى أن يكون لغيره.

ثالثاً: وصف لقاء العاشقين

يصف أبو نواس في هذا الجزء من القصيدة لقاءه بمعشوقه، فيقول:

وَإِذَا لَقِينَا فَارْتَعَدَّ طَرَفَاهُ

وَحُمِرَّ لَوْنُ الْخَدِّ مِنْ خِلَّتِهِ

ويقصد أبو نواس أن معشوقه يرتجف عند لقائه به، ويحمر خجلاً. ويستمر أبو نواس في وصف لقاءه بمعشوقه، فيقول:

وَإِذَا تَكَلَّمْنَا غَشِينَا حُيَاؤُهُ

فَصَمَتْ عَنَانَا مِنْ حَيَاءٍ هَيْبَتُهْ

ويقصد أبو نواس أنهما يصمتان عند لقائهما من شدة الحياء.

رابعاً: ذكر محاسن المعشوق

يذكر أبو نواس في هذا الجزء من القصيدة محاسن معشوقه، فيقول:

لَهُ خَصَالٌ طَيِّبَاتٌ جَمَّةٌ

وَسِيْمُ خَلْقٍ مُشْرِقٌ طَلْعَتُهْ

ويقصد أبو نواس أن معشوقه يتمتع بالعديد من الصفات الحميدة، وأنه وسيم الخلق ومشرق الطلعة. ويستمر أبو نواس في ذكر محاسن معشوقه، فيقول:

كَأَنَّهُ الْبَدْرُ الَّذِي طَلَعَتْ لَنَا

أَوْ كَوْكَبٌ زَاهٍ مِنَ الْكَوْكَبِهْ

ويقصد أبو نواس أن معشوقه كالبدر الساطع أو الكوكب الزاهر.

خامساً: الاعتراف بالحب

يعترف أبو نواس في هذا الجزء من القصيدة بحبه لمعشوقه، فيقول:

أُحِبُّهُ حُبًّا شَدِيدًا عَظِيمًا

وَأَغْلَطُ أَغْلَاطًا بِذَلْك الهَوَى

ويقصد أبو نواس أنه يحب معشوقه حباً شديداً، وأنه يرتكب الأخطاء بسبب هذا الحب. ويستمر أبو نواس في الاعتراف بحبه لمعشوقه، فيقول:

وَمَا أَقْدِرُ أَنْ أَكْتُمَ حُبَّهُ

وَلا أُطِيقُ أَنْ أُخْفِيَ عَنْهُ هَوَى

ويقصد أبو نواس أنه لا يستطيع كتمان حبه لمعشوقه، وأنه لا يطيق إخفاء هذا الحب عنه.

سادساً: التمني باللقاء

يتمنى أبو نواس في هذا الجزء من القصيدة أن يلتقي بمعشوقه، فيقول:

وَأَتَمَنَّى لِوَصْلِهِ أَيَّامًا

وَأَنْ أَعِيشَ مَعَهُ سَنَوَاتٌ هَنِيَّهْ

ويقصد أبو نواس أنه يتمنى أن يلتقي بمعشوقه وأن يعيش معه حياة سعيدة. ويستمر أبو نواس في التمني باللقاء، فيقول:

فَلَيْتَ أَنِّي قُرْبَهُ أَوْ عِنْدَهُ

وَلَيْتَنِي فِي جَنَّتِ الْخُلْدِ مَعَهُ

ويقصد أبو نواس أنه يتمنى أن يكون قرب معشوقه أو عنده، وأنه يتمنى أن يكون في جنات الخلد معه.

سابعاً: الدعاء باللقاء

يدعو أبو نواس في هذا الجزء من القصيدة أن يلتقي بمعشوقه، فيقول:

فَأَسْأَلُ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَا

وَخَلَقَ الْأَرْضَ أَنْ يَجْمَعَنَا سَوَاءً

ويقصد أبو نواس أنه يدعو الله الذي خلق السماء والأرض أن يجمعه بمعشوقه. ويستمر أبو نواس في الدعاء باللقاء، فيقول:

وَأَنْ يَجْعَلَ لِقَائَنَا هَيْنًا يَسِيرًا

وَأَنْ يَكُونَ لِقَائَنَا فِي أَقْرَبِ وَقْتٍ

ويقصد أبو نواس أنه يدعو الله أن يسهل لقاءه بمعشوقه، وأن يكون هذا اللقاء في أقرب وقت.

الخاتمة

قصيدة “اسم الذي أعشقه أوله في ناظره” للشاعر العباسي أبو نواس من أجمل قصائد الغزل العربي. وقد تغنى فيها أبو نواس بجمال معشوقه وعشقه ومعاناته من الهجر والبعاد. كما وصف أبو نواس في قصيدته لقاءه بمعشوقه وما دار بينهما من حديث. وختم أبو نواس قصيدته بالدعاء أن يلتقي بمعشوقه وأن يكون لقاؤهما في أقرب وقت.

أضف تعليق