اسم الله البديع في القرآن

No images found for اسم الله البديع في القرآن

بسم الله الرحمن الرحيم

اسم الله البديع في القرآن الكريم

المقدمة:

الله عز وجل هو الخالق المبدع الذي خلق كل شيء من العدم، وقد أودع في خلقه من الإبداع والجمال والكمال ما يدل على عظمته وجلاله، وقد عبر القرآن الكريم عن هذا الإبداع الإلهي بأسماء وصفات كثيرة، ومنها اسم “البديع”، فما معنى هذا الاسم وما هي دلالاته؟

أولاً: معنى اسم البديع:

لغةً: البديع هو الذي لا نظير له، أو هو المبدع الجديد الذي لم يسبقه أحد إلى ما أبدعه.

اصطلاحًا: البديع هو الله الذي خلق كل شيء من العدم، والذي لا نظير له في خلقه، والذي لا يضاهيه أحد في إبداعه.

ثانيًا: دلالات اسم البديع:

1. القدرة المطلقة: يدل اسم البديع على قدرة الله المطلقة التي لا حدود لها، فهو الذي خلق كل شيء من العدم، وهو القادر على أن يفعل ما يشاء في خلقه.

2. الإبداع المطلق: يدل اسم البديع على إبداع الله المطلق الذي لا يضاهيه أحد، فهو الذي خلق كل شيء على أكمل وجه، وهو الذي أبدع في خلقه من الجمال والكمال ما لا يقدر عليه أحد سواه.

3. الحكمة المطلقة: يدل اسم البديع على حكمة الله المطلقة التي لا يعلمها إلا هو، فهو الذي خلق كل شيء لغاية وحكمة، وهو الذي يدبر الكون بحكمة لا يدركها أحد سواه.

ثالثًا: مظاهر إبداع الله في الكون:

1. إبداع الله في خلق الكائنات الحية: خلق الله الكائنات الحية بأشكال وألوان وتراكيب مختلفة، وهو الذي أبدع في خلقها من الدقة والتعقيد والانسجام ما يدل على عظمته وجلاله.

2. إبداع الله في خلق الكون: خلق الله الكون بجميع مكوناته من نجوم وكواكب ومجرات، وهو الذي أبدع في خلقه من النظام والانسجام والتوازن ما يدل على عظمته وجلاله.

3. إبداع الله في خلق الإنسان: خلق الله الإنسان على صورة غيره، وهو الذي أبدع في خلقه من العقل والروح والفؤاد ما يدل على عظمته وجلاله.

رابعًا: دروس وعبر من اسم البديع:

1. درس الإيمان بالله: يدعونا اسم البديع إلى الإيمان بالله عز وجل، والإقرار بأنه هو المبدع الخالق لكل شيء، وأن لا إله إلا هو.

2. درس التوكل على الله: يدعونا اسم البديع إلى التوكل على الله عز وجل، والإيمان بأنه هو القادر على كل شيء، وأن لا حول ولا قوة إلا به.

3. درس الشكر لله: يدعونا اسم البديع إلى شكر الله عز وجل على نعمه الظاهرة والباطنة، والإقرار بأن كل ما نملكه هو من فضله وإحسانه.

خامسًا: اسم البديع في القرآن الكريم:

1. ورد اسم البديع في القرآن الكريم مرة واحدة فقط، في سورة البقرة، في قوله تعالى: “اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ”.

2. يدل ورود اسم البديع في القرآن الكريم على عظمة الله وجلاله، وعلى أنه هو المبدع الخالق لكل شيء، وأن لا نظير له في خلقه.

3. يدعونا ورود اسم البديع في القرآن الكريم إلى الإيمان بالله عز وجل، والإقرار بأنه هو المبدع الخالق لكل شيء، وأن لا إله إلا هو.

سادسًا: أقوال العلماء في اسم البديع:

1. قال ابن كثير في تفسير قوله تعالى: “اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ”: “البديع هو الذي أبدع الخلق على غير مثال سابق، وهو الذي خلق الخلق على أكمل وجه”.

2. قال القرطبي في تفسير قوله تعالى: “اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ”: “البديع هو الذي لا نظير له في خلقه، وهو الذي خلق كل شيء على أكمل وجه”.

3. قال ابن عاشور في تفسير قوله تعالى: “اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ”: “البديع هو الذي خلق كل شيء على غير مثال سابق، وهو الذي خلق الخلق على أكمل وجه”.

سابعًا: الخاتمة:

اسم البديع من أسماء الله الحسنى التي تدل على عظمته وجلاله، وعلى أنه هو المبدع الخالق لكل شيء، وأن لا نظير له في خلقه. يدعونا هذا الاسم إلى الإيمان بالله عز وجل، والإقرار بأنه هو المبدع الخالق لكل شيء، وأن لا إله إلا هو، كما يدعونا إلى التوكل على الله عز وجل، والإيمان بأنه هو القادر على كل شيء، وأن لا حول ولا قوة إلا به، كما يدعونا إلى شكر الله عز وجل على نعمه الظاهرة والباطنة، والإقرار بأن كل ما نملكه هو من فضله وإحسانه.

أضف تعليق