اسم الله الرشيد
مقدمة
الرشيد هو أحد أسماء الله الحسنى، ومعناه المدبر لأمور خلقه بحكمة وإتقان، وهو الذي يرشد عباده إلى الصراط المستقيم، ويوفقهم إلى ما فيه خيرهم في الدنيا والآخرة.
الرحمة والإحسان
يفيض الله علينا برحمته وإحسانه في كل لحظة من لحظات حياتنا، فنحن نتنفس بسبب رحمته، ونتحرك بسبب إحسانه، ونشعر بالسعادة بسبب لطفه وعنايته بنا.
وقد أمرنا الله تعالى أن نكون رحماء ببعضنا البعض، وأن نحسن إلى من أساء إلينا، وأن نعفو عمن ظلمنا، وذلك لأن الرحمة والإحسان من صفات الله تعالى، ومن أحب أن يكون من المقربين إلى الله فعليه أن يتحلى بهما.
إن رحمة الله واسعة وتشمل جميع مخلوقاته، فهو يرزق الطيور في أعشاشها، ويطعم الحيتان في البحار، ويهدي النحل إلى صنع العسل، ويوفر لنا الماء والهواء لنعيش.
الحكمة والعدل
إن الله تعالى حكيم في كل أفعاله وأقواله، وهو عادل في أحكامه وقضائه، فلا يظلم أحدًا، ولا يحابي أحدًا على أحد، ولا يفعل شيئًا عبثًا أو بدون سبب أو حكمة.
وقد أمرنا الله تعالى أن نكون حكماء في أقوالنا وأفعالنا، وأن نتحلى بالعدل والإنصاف في تعاملاتنا مع الآخرين، وذلك لأن الحكمة والعدل من صفات الله تعالى، ومن أحب أن يكون من المقربين إلى الله فعليه أن يتحلى بهما.
إن حكمة الله تعالى ظاهرة في خلقه، فعلى سبيل المثال، لقد خلق الله الإنسان في أحسن تقويم، وجعل له عقلًا وقلبًا، ووهبه القدرة على الكلام والتفكير والتدبر، وجعله خليفة له في الأرض.
القدرة والإرادة
إن الله تعالى قادر على كل شيء، فهو قادر على خلق السماوات والأرض وما بينهما، وقادر على إحياء الموتى وإماتة الأحياء، وقادر على قلب القلوب وتغيير النفوس، وقادر على فعل أي شيء يشاء.
وقد أمرنا الله تعالى أن نتوكل عليه في كل أمورنا، وأن نلجأ إليه في شدائدنا، وأن نستعين به في كروبنا، وذلك لأن قدرة الله تعالى لا حدود لها، وإرادته نافذة لا يردها شيء.
إن قدرة الله تعالى ظاهرة في خلقه، فعلى سبيل المثال، لقد خلق الله الكون بأكمله من العدم، وخلق فيه ملايين المجرات والنجوم والكواكب، وخلق الكائنات الحية بأنواعها المختلفة، وخلق الإنسان في أحسن تقويم.
العلم والغيب
إن الله تعالى عليم بكل شيء، فهو يعلم ما كان وما يكون وما سيكون، ويعلم ما في صدور خلقه، ويعلم ما تخفي الأنفس، ويعلم الغيب كله.
وقد أمرنا الله تعالى أن نتعلم العلم النافع، وأن نتفكر في مخلوقاته، وذلك لأن العلم من صفات الله تعالى، ومن أحب أن يكون من المقربين إلى الله فعليه أن يتحلى به.
إن علم الله تعالى ظاهرة في خلقه، فعلى سبيل المثال، لقد خلق الله الكون وفق نظام دقيق ومتكامل، وخلق الكائنات الحية بأنواعها المختلفة، وخلق الإنسان في أحسن تقويم.
القوة والعزة
إن الله تعالى قوي عزيز، لا يغلب ولا يقهَر، وهو القاهر فوق عباده، وهو الذي يذل من يشاء ويعز من يشاء، وهو الذي يمنح النصر لمن يشاء ويهزم من يشاء.
وقد أمرنا الله تعالى أن نكون أقوياء في إيماننا، وأن نعتز بديننا، وأن لا نخاف من أحد إلا الله، وذلك لأن القوة والعزة من صفات الله تعالى، ومن أحب أن يكون من المقربين إلى الله فعليه أن يتحلى بهما.
إن قوة الله تعالى وعزته ظاهرة في خلقه، فعلى سبيل المثال، لقد خلق الله الجبال الشامخة، وخلق البحار والمحيطات، وخلق الكائنات الحية بأنواعها المختلفة، وخلق الإنسان في أحسن تقويم.
الجلال والجمال
إن الله تعالى جليل جميل، جل جلاله عن كل نقص وعيب، وجمال جماله عن كل وصف وتقدير.
وقد أمرنا الله تعالى أن نكون جليلين في أخلاقنا، وأن نكون جميلين في أقوالنا وأفعالنا، وذلك لأن الجلال والجمال من صفات الله تعالى، ومن أحب أن يكون من المقربين إلى الله فعليه أن يتحلى بهما.
إن جلال الله تعالى وجماله ظاهرة في خلقه، فعلى سبيل المثال، لقد خلق الله السماوات والأرض وما بينهما في أحسن صورة، وخلق الكائنات الحية بأنواعها المختلفة في غاية الجمال والإتقان، وخلق الإنسان في أحسن تقويم.
اللطيف والودود
إن الله تعالى لطيف ودود بعباده، فهو يرحمهم ويحبهم ويغفر لهم ذنوبهم، وهو قريب منهم يجيب دعاءهم ويكشف كربهم.
وقد أمرنا الله تعالى أن نكون لطفاء مع بعضنا البعض، وأن نكون ودودين مع الآخرين، وذلك لأن اللطف والود من صفات الله تعالى، ومن أحب أن يكون من المقربين إلى الله فعليه أن يتحلى بهما.
إن لطف الله تعالى ودوده ظاهرة في خلقه، فعلى سبيل المثال، لقد خلق الله الكون وفق نظام دقيق ومتكامل، وخلق الكائنات الحية بأنواعها المختلفة في غاية الجمال والإتقان، وخلق الإنسان في أحسن تقويم.
خاتمة
اسم الله الرشيد هو اسم يدل على رحمة الله تعالى وإحسانه وحكمته وعدله وقدرته وإرادته وعلمه وغيبته وقوته وعزته وجلاله وجماله ولطفه ودوده. وهو اسم يدعو إلى التأمل في قدرة الله تعالى وعظمته، وإلى الاقتداء بصفاته تعالى في التعامل مع الآخرين.