بسم الله الرحمن الرحيم
اسم الله المعين:
المقدمة:
الله هو الخالق والمدبر لكل شيء في هذا الكون، وهو الذي يمدنا بالقوة والعون على مواجهة تحديات الحياة ومصاعبها. اسم الله “المعين” هو أحد أسمائه الحسنى، وهو يعني الذي يعين عباده على تحقيق أهدافهم وغاياتهم، ويمدهم بالقوة والقدرة على التغلب على الصعوبات التي تواجههم.
1. المعين في الشدائد:
عندما تواجهنا الشدائد والمحن في الحياة، نلجأ إلى الله سبحانه وتعالى طالبين منه العون والمساعدة. فهو الذي يعيننا على الصبر والتحمل، ويمدنا بالقوة والإرادة على تخطي تلك الشدائد.
– ففي قصة سيدنا أيوب عليه السلام، عندما ابتُلي بالمرض وفقدان الأهل والمال، لجأ إلى الله تعالى وتضرع إليه، فاستجاب الله لدعائه وشفاه وعوضه عن كل ما فقده.
– وفي قصة سيدنا موسى عليه السلام، عندما أمره الله تعالى بمواجهة فرعون وقومه، لجأ إلى الله تعالى وتضرع إليه، فاستجاب الله لدعائه وأيده بالمعجزات والآيات البينات، حتى تمكن من هزيمة فرعون وقومه.
2. المعين في الرزق:
الرزق من الله تعالى وحده، وهو الذي يرزق كل نفس ما تحتاجه من طعام وشراب وكسوة وغير ذلك. وهو الذي ييسر الأسباب التي تؤدي إلى الرزق، مثل العمل والتجارة والزراعة وغير ذلك.
– ففي قصة سيدنا يوسف عليه السلام، عندما أُلقي في السجن ظلماً، لجأ إلى الله تعالى وتضرع إليه، فاستجاب الله لدعائه ويسر له أسباب الخروج من السجن، ثم رفعه الله تعالى إلى مكانة عالية في مصر، وأصبح وزيراً للملك.
– وفي قصة سيدنا سليمان عليه السلام، عندما طلب من الله تعالى أن يرزقه ملكاً لا ينبغي لأحد من بعده، استجاب الله لدعائه وآتاه ملكاً عظيماً لم يُعطَه لأحد من قبله.
3. المعين في العلم والهداية:
العلم والهداية من الله تعالى وحده، وهو الذي يهدي من يشاء إلى سواء السبيل. وهو الذي يفتح قلوب عباده للنور والإيمان، ويرزقهم العلم النافع الذي ينفعهم في الدنيا والآخرة.
– ففي قصة سيدنا موسى عليه السلام، عندما أراد أن يتعلم من سيدنا الخضر عليه السلام، لجأ إلى الله تعالى وتضرع إليه، فاستجاب الله لدعائه ويسر له أسباب اللقاء بسيدنا الخضر عليه السلام، وتعلم منه الكثير من العلوم والمعارف.
– وفي قصة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، عندما أُرسل إلى قومه بالرسالة، لجأ إلى الله تعالى وتضرع إليه، فاستجاب الله لدعائه وأيده بالمعجزات والآيات البينات، ويسر له أسباب نشر الإسلام بين الناس.
4. المعين في النصر:
النصر من الله تعالى وحده، وهو الذي ينصر من يشاء من عباده على أعدائه. وهو الذي يمد عباده بالقوة والقدرة على تحقيق النصر على أعدائهم، سواء كانوا أعداءً ظاهريين أم أعداءً باطنيين.
– ففي قصة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، عندما واجه المشركين في معركة بدر، لجأ إلى الله تعالى وتضرع إليه، فاستجاب الله لدعائه وأيده بالملائكة والمدد من السماء، حتى تمكن المسلمون من تحقيق النصر على المشركين.
– وفي قصة سيدنا خالد بن الوليد رضي الله عنه، عندما واجه الروم في معركة اليمامة، لجأ إلى الله تعالى وتضرع إليه، فاستجاب الله لدعائه وأيده بالمعجزات والآيات البينات، حتى تمكن المسلمون من تحقيق النصر على الروم.
5. المعين في المغفرة والرحمة:
المغفرة والرحمة من الله تعالى وحده، وهو الذي يغفر لمن يشاء من عباده ويرحمه. وهو الذي يتوب على عباده التائبين ويقبل دعاءهم ويشفي قلوبهم من الجراح والهموم.
– ففي قصة سيدنا آدم عليه السلام، عندما أكل من الشجرة المحرمة، لجأ إلى الله تعالى وتضرع إليه، فاستجاب الله لدعائه وتاب عليه وغفر له.
– وفي قصة سيدنا موسى عليه السلام، عندما قتل القبطي ظلاً، لجأ إلى الله تعالى وتضرع إليه، فاستجاب الله لدعائه وتاب عليه وغفر له.
6. المعين في الإجابة:
الإجابة من الله تعالى وحده، وهو الذي يستجيب لمن يشاء من عباده ويدعوهم. وهو الذي يفتح أبواب السماء لدعاء عباده ويستجيب لهم في الدنيا والآخرة.
– ففي قصة سيدنا زكريا عليه السلام، عندما دعا الله تعالى أن يرزقه ذرية صالحة، استجاب الله لدعائه ورزقه بسيدنا يحيى عليه السلام.
– وفي قصة سيدنا مريم عليها السلام، عندما دعاها سيدنا زكريا عليه السلام إلى أن تدخل المحراب وتدعو الله تعالى، استجاب الله لدعائها ورزقها بسيدنا عيسى عليه السلام.
7. المعين في كل أمور الحياة:
الله تعالى هو المعين في كل أمور الحياة، سواء كانت كبيرة أم صغيرة، سواء كانت ظاهرة أم باطنة. وهو الذي يعين عباده على تحقيق أهدافهم وغاياتهم، ويمدهم بالقوة والقدرة على التغلب على الصعوبات التي تواجههم.
– ففي قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام، عندما أُلقي في النار، لجأ إلى الله تعالى وتضرع إليه، فاستجاب الله لدعائه وأطفأ النار عليه وجعلها عليه برداً وسلاماً.
– وفي قصة سيدنا يونس عليه السلام، عندما ابتلعه الحوت ظلماً، لجأ إلى الله تعالى وتضرع إليه، فاستجاب الله لدعائه وأخرجه من بطن الحوت سالماً معافى.
الخاتمة:
اسم الله “المعين” هو أحد أسمائه الحسنى، وهو يعني الذي يعين عباده على تحقيق أهدافهم وغاياتهم، ويمدهم بالقوة والقدرة على التغلب على الصعوبات التي تواجههم. وهو الذي يعين عباده في الشدائد والرزق والعلم والهداية والنصر والمغفرة والرحمة والإجابة وفي كل أمور الحياة. فنسأل الله تعالى أن يعيننا على طاعته وعبادته، وأن يوفقنا لما فيه خير الدنيا والآخرة.