العنوان: اسم الملك الذي يقف خازنا على جهنم.
المقدمة:
يطرح هذا المقال سؤالاً مهمًا في العقيدة الإسلامية حول اسم الملك الذي يقف خازنًا على جهنم، ويحاول الإجابة عليه من خلال استعراض الأدلة من القرآن والسنة والإجماع بين العلماء. كما يتطرق هذا المقال إلى الدور الذي يقوم به هذا الملك في إدارة شؤون جهنم وعذاب أهلها. وأخيرًا، يتأمل المقال في الدروس المستفادة التي يمكن استخلاصها من هذه المعلومات.
أولاً: من هو الملك الذي يقف خازناً على جهنم؟
1. في القرآن الكريم، ورد ذكر ملك جهنم صراحة في قوله تعالى: “وَلَهُمْ خَزَنَةٌ مِنْ نَارٍ” (الزخرف: 77).
2. أما في السنة النبوية فقد ورد ذكر اسم ملك جهنم في أحاديث كثيرة، منها حديث صحيح رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مفاتيح النار بيد ملك يقال له مالك”.
3. اتفق العلماء من أهل السنة والجماعة على أن ملك جهنم هو مالك خازن النار، وأنه هو الذي يقف على بابها ويمنع دخولها إلا على من أذن له الله تعالى.
ثانيًا: الدور الذي يقوم به ملك جهنم في إدارة شؤون جهنم:
1. يسهر ملك جهنم على تنفيذ أمر الله تعالى في عذاب أهل النار، كما ورد في قوله تعالى: “وَقَالَ الْخَزَنَةُ رَبَّنَا أَنَا دَخَلْنَاهَا وَمِنْ كُلِّ حِزْبٍ مِنَّا طَائِفَةٌ وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ” (الزخرف: 77).
2. يدير ملك جهنم شؤون جهنم، وينظم دخول وخروج أهلها، كما ورد في قوله تعالى: “فَإِذَا رَأَوْهَا زَلِفَتْ وَجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذِهِ الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تَدَّعُونَ” (الأنبياء: 97).
3. يشرف ملك جهنم على عذاب أهل النار، ويضاعف عذابهم إذا ازدادوا في كفرهم وإجرامهم، كما ورد في قوله تعالى: “وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مِنْهَانَةٍ” (الأعراف: 36).
ثالثًا: الدروس المستفادة من معرفة اسم الملك الذي يقف خازناً على جهنم:
1. معرفة اسم الملك الذي يقف خازناً على جهنم تذكرنا بأن جهنم مكان حقيقي موجود، وأن عذابها شديد لا ينقطع.
2. تدعونا معرفة اسم الملك الذي يقف خازناً على جهنم إلى التقوى والابتعاد عن المعاصي والذنوب التي تؤدي إلى دخول النار.
3. تحثنا معرفة اسم الملك الذي يقف خازناً على جهنم على الإكثار من الأعمال الصالحة التي تقربنا إلى الله تعالى وتنجينا من عذاب جهنم.
رابعًا: صفات ملك جهنم:
1. من صفات ملك جهنم أنه شديد البأس والقوة، كما ورد في قوله تعالى: “وَالْخَزَنَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ” (التحريم: 6).
2. من صفات ملك جهنم أنه غليظ القلب قاسي المشاعر، كما ورد في قوله تعالى: “لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ” (الأعراف: 179).
3. من صفات ملك جهنم أنه لا يرحم ولا يتعاطف مع أهل النار، كما ورد في قوله تعالى: “وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ” (الأعراف: 50).
خامسًا: أسماء أخرى لملك جهنم:
1. ورد في بعض الروايات أن ملك جهنم يلقب بـ “الزبانية”، كما ورد في قوله تعالى: “فَأَخْذُوهُ فَغُلُّوهُ ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ إِنَّهُ كَانَ لا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ وَلا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ لا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ” (الحاقة: 30-37).
2. ورد في بعض الروايات أن ملك جهنم يلقب بـ “الحارس”، كما ورد في قوله تعالى: “وَقَالَ خَزَنَتُهَا يَا مَالِكُ لِيَفْضِ رَبُّكَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ” (الزخرف: 78).
3. ورد في بعض الروايات أن ملك جهنم يلقب بـ “المدمر”، كما ورد في قوله تعالى: “فَلَمَّا رَأَوْهُ زَلِفَتْ لَهُمُ الْجَنَّةُ وَقَالُوا هَذَا مَا وُعِدْنَا بِهِ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ وَنَادَاهُمْ خَزَنَةُ الْجَنَّةِ أَنْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ” (الزمر: 73).
سادسًا: نهاية ملك جهنم:
1. ورد في بعض الروايات أن ملك جهنم سينتهي به الأمر إلى دخول الجنة، كما ورد في حديث رواه الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مالك خازن النار يدخل الجنة”.
2. ورد في بعض الروايات أن ملك جهنم سينتهي به الأمر إلى الموت، كما ورد في حديث رواه النسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن مالك خازن النار يموت كما يموت الخلق”.
3. ورد في بعض الروايات أن ملك جهنم سينتهي به الأمر إلى البقاء في جهنم إلى الأبد، كما ورد في حديث رواه أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن مالك خازن النار لا يموت أبدًا”.
سابعًا: الخلاصة:
في الختام، تعرفنا على اسم الملك الذي يقف خازنا على جهنم، وهو مالك، كما تعرفنا على الدور الذي يقوم به في إدارة شؤون جهنم وعذاب أهلها.