اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء

اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء

مقدمة

اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء، هو دعاء من الأدعية التي وردت في القرآن الكريم، وهو من الأدعية التي تدل على عظمة الله تعالى وقدرته على التصرف في ملكه، كما يدل على أن الله تعالى هو وحده الذي يملك كل شيء وهو الذي يتصرف فيه كيف يشاء.

1. مفهوم الملك:

الملك هو الأمر والتصرف في الشيء كيفما يشاء صاحبه.

أنواع الملك: الملك التام والملك الناقص: الملك التام هو ملك الله تعالى، وهو الملك الذي لا ينازعه فيه أحد، أما الملك الناقص فهو ملك المخلوقات، وهو ملك محدود ومقيد.

ثم ذكر الله تعالى الملك في الكتاب العزيز بشتى صوره؛ منها: ملك الربوبية، وهو الذي لا ينازعه أحد، ومنها ملك القهر والجبروت، وفيه اصطفاء بعض المخلوقات، ومنها ملك التشريع، وهو الأمر والنهي مما لا دخل فيه لإرادة المخلوق.

2. أسماء الله الحسنى:

إذا كان الملك هو التصرف في الشيء كيفما يشاء صاحبه، فهو إذَن نوع من التصرف، والتصرف نوع من الفعل، والفعل نوع من الكمال، والكمال من أسماء الله الحسنى.

وقد جمع الله تعالى بين الملك وبين ألوهيته التي هي ذات معنى الربوبية المتفردة، التي من حقائقها أنه جل جلاله أوجد الأشياء بغير حاجة، كما أنه جل جلاله أوجدها على وفق مشيئته وتدبيره وحكمته.

إذاً فالملك لله تعالى تبارك وتعالى، فهو المنفرد بالتصرف في الكون بما لا ينازعه أحد وهو الذي يخلق كيفما يشاء، بل إنه جل جلاله يخلق من العدم، وأي تصرف أعظم من هذا؟! وما أعظم الخالق الذي لا تصعب عليه الأشياء، بل إنه لا يعجزه شيء، وما أرحم الرب الذي هو اليد العليا المبسوطة بالعطايا والمعروف.

3. دلائل القدرة على الملك:

إن الله تعالى خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام، وهذا يدل على قدرته تعالى على التصرف في ملكه كيف يشاء.

إن الله تعالى يحيي ويميت، وهو الذي يرزق العباد ويقبض أرواحهم، وهذا يدل على قدرته تعالى على التصرف في ملكه كيف يشاء.

إن الله تعالى هو الذي ينصر من يشاء ويهزم من يشاء، وهو الذي يعز من يشاء ويذل من يشاء، وهذا يدل على قدرته تعالى على التصرف في ملكه كيف يشاء.

4. تصرف الله تعالى في ملكه:

إن الله تعالى يتصرف في ملكه كيف يشاء، فهو يعطي الملك لمن يشاء وينزعه ممن يشاء.

إن الله تعالى يعز من يشاء ويذل من يشاء، فهو يرفع من يشاء في الدنيا والآخرة ويخفض من يشاء في الدنيا والآخرة.

إن الله تعالى يرزق من يشاء ويحرم من يشاء، فهو يوسع الرزق لمن يشاء ويضيقه على من يشاء.

5. حكم تصرف الله تعالى في ملكه:

إن تصرف الله تعالى في ملكه هو عدل وحكمة، فهو لا يتصرف في ملكه إلا وفقًا لما تقتضيه الحكمة.

إن تصرف الله تعالى في ملكه هو رحمة وفضل، فهو لا يتصرف في ملكه إلا بما فيه الخير لعباده.

إن تصرف الله تعالى في ملكه هو اختبار لعباده، فهو يريد أن يمتحنهم في الدنيا ليجزيهم في الآخرة بما عملوا.

6. دروس وعبر:

إن تصرف الله تعالى في ملكه يجب أن يدعونا إلى الخضوع له تعالى والتسليم لقضائه وقدره.

إن تصرف الله تعالى في ملكه يجب أن يدعونا إلى الثقة به تعالى واليقين بأنه لن يضيعنا أبدًا.

إن تصرف الله تعالى في ملكه يجب أن يدعونا إلى الشكر له تعالى على نعمه الظاهرة والباطنة.

خاتمة

اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء، هو دعاء من الأدعية التي تدل على عظمة الله تعالى وقدرته على التصرف في ملكه، كما يدل على أن الله تعالى هو وحده الذي يملك كل شيء وهو الذي يتصرف فيه كيف يشاء.

أضف تعليق