اسم سفينة نوح

اسم سفينة نوح

مقدمة

تعتبر سفينة نوح عليه السلام من أبرز قصص الأنبياء التي وردت في القرآن الكريم والكتب المقدسة الأخرى، وتدور القصة حول نبي الله نوح عليه السلام الذي أرسله الله تعالى إلى قومه ليدعوهم إلى عبادة الله وحده وترك عبادة الأصنام، إلا أن قومه كذبوه وتحدوه، فأوحى الله تعالى إليه أن يصنع سفينة كبيرة، ويدخل فيها من آمن به من أهل بيته ومن كل زوجين اثنين من جميع الحيوانات، وذلك قبل أن يهلك الله تعالى الكافرين وأتباعهم بالطوفان.

قصة بناء اسم سفينة نوح عليه السلام

عندما أمر الله تعالى نبيه نوح عليه السلام ببناء السفينة، واجهه قومه بالسخرية والاستهزاء، إلا أنه لم يبال بهم وبدأ في بناء السفينة، وقال لهم: “اصنعوها باسم الله مجريها ومرساها إن ربي لغفور رحيم”، وذكر المفسرون أن نوحًا عليه السلام أمضى في بناء السفينة ما يقارب من مائة عام، إذ كان يبنيها من ألواح الخشب الكبيرة، ويستخدم المسامير الخشبية لربطها، كما كان يدهنها بالقطران لمنع تسرب الماء إليها.

أبعاد سفينة نوح عليه السلام

اختلف العلماء والمفسرون في تحديد أبعاد سفينة نوح عليه السلام، إلا أن أشهر الأقوال في ذلك قول ابن عباس رضي الله عنهما، الذي قال: “كانت طول سفينة نوح عليه السلام ثلاثمائة ذراع، وعرضها خمسون ذراعًا، وارتفاعها ثلاثون ذراعًا”، وذلك بناءً على قوله تعالى: “واصنع الفلك بأعيننا ووحينا ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون”، وقيل أيضًا أن طول السفينة كان ألف ذراعًا، وعرضها ستمائة ذراعًا، وارتفاعها ثلاثمائة ذراعًا، وفي كل حال كانت سفينة نوح عليه السلام كبيرة الحجم لتتسع لكل من آمن به من أهله ومن كل زوجين اثنين من جميع الحيوانات.

أهوال الطوفان

ضرب الطوفان الأرض أربعين ليلة وأربعين يومًا، فغمرت المياه كل شيء حتى غطت الجبال العالية، وهلك جميع من كان على الأرض من الكافرين وأتباعهم، إلا من كان في سفينة نوح عليه السلام، وقد قال الله تعالى في سورة هود: “ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر، وفجرنا الأرض عيونًا فالتقى الماء على أمر قد قدر، وحملنا نوحًا على ذات ألواح ودسر، تجري بأعيننا جزاء لمن كان كفر”.

أشكال الحياة في سفينة نوح عليه السلام

أدخل نوح عليه السلام في سفينته معه من آمن من أهله، وهم زوجته وأبناؤه الثلاثة سام وحام ويافث، وزوجاتهم، كما أدخل من كل زوجين اثنين من جميع الحيوانات، من الطيور والوحوش والزواحف والحشرات، ذكرًا وأنثى، لكي تبقى هذه الأصناف حية على الأرض بعد الطوفان، وقد قال الله تعالى في سورة المؤمنون: “وأوحى إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن فلا تبتئس بما كانوا يفعلون، واصنع الفلك بأعيننا ووحينا ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون، واحمل فيها من كل زوجين اثنين ومن أهلك إلا من سبق عليه القول منهم ومن آمن وما آمن معه إلا قليل”.

رسو سفينة نوح عليه السلام

بعد انتهاء الطوفان، رست سفينة نوح عليه السلام على جبل الجودي في منطقة الجزيرة الفراتية، حسبما ورد في قول الله تعالى: “وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضي الأمر واستوت على الجودي وقيل بعدًا للقوم الظالمين”، وقد مكث نوح عليه السلام وأهله ومن معه من الحيوانات في السفينة حتى جفت الأرض، ثم خرجوا منها وبدؤوا في استئناف حياتهم على الأرض.

أسباب اختيار نوح عليه السلام لبناء السفينة

اختار الله تعالى نبيه نوح عليه السلام لبناء السفينة لعدة أسباب، منها:

قوة إيمان نوح عليه السلام ويقينه بالله تعالى، وعدم تأثره بسخرية قومه واستهزائهم به.

حكمة نوح عليه السلام وفطنته، إذ أنه كان يدرك أن بناء السفينة هو الوسيلة الوحيدة لإنقاذ من آمن به من أهله ومن جميع الحيوانات من الهلاك بالطوفان.

صبر نوح عليه السلام وتحمله، إذ أنه أمضى ما يقارب من مائة عام في بناء السفينة، دون أن يمل أو ييأس.

الدروس والعبر من قصة سفينة نوح عليه السلام

تحتوي قصة سفينة نوح عليه السلام على العديد من الدروس والعبر المهمة، منها:

أهمية الإيمان بالله تعالى والتوكل عليه، إذ أن نوحًا عليه السلام لم يبن السفينة إلا بأمر من الله تعالى، وكان واثقًا من أن الله تعالى سينقذه ومن آمن به من الطوفان.

أهمية الصبر والتحمل، إذ أن نوحًا عليه السلام أمضى ما يقارب من مائة عام في بناء السفينة، دون أن يمل أو ييأس.

أهمية التعاون والعمل الجماعي، إذ أن نوحًا عليه السلام لم يستطع بناء السفينة بمفرده، بل تعاون معه المؤمنون من أهله في بنائها.

خاتمة

تعتبر قصة سفينة نوح عليه السلام من القصص الخالدة التي ذكرها الله تعالى في القرآن الكريم، وتحتوي على العديد من الدروس والعبر المهمة، وهي تذكرنا بقوة الإيمان بالله تعالى، وأهمية الصبر والتحمل، وضرورة التعاون والعمل الجماعي، وتدعونا إلى الإيمان بالله تعالى وعبادته وحده، واتباع أوامره واجتناب نواهيه.

أضف تعليق