اسم فاطمة الزهراء

اسم فاطمة الزهراء

العنوان: اسم فاطمة الزهراء

المقدمة:

فاطمة الزهراء (عليها السلام) ابنة نبي الإسلام محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وزوجة الإمام علي (عليه السلام) وأم الأئمة المعصومين (عليهم السلام) وهي من أطهر وأزكى نساء العالمين، سمتها السيدة عائشة بـ (خير نساء العالمين). ولها ولادتان فقط هما الحسن والحسين. ولقبت بالزهراء لأن وجهها كان يتلألأ نوراً، وكانت منزهة عن الأقذار، منزهة عن الحيض والنفاس، ومنزهة عن أذى النساء.

1. ولادة فاطمة الزهراء (عليها السلام):

ولدت فاطمة الزهراء (عليها السلام) في مكة المكرمة في العشرين من شهر جمادى الآخرة من السنة الخامسة للبعثة النبوية، وكان عمر أبيها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) آنذاك ستة وثلاثين عاماً، وكانت ولادتها قبل الهجرة بثلاث أو خمس سنين، وقيل بيوم الجمعة.

وقد بشر الله تعالى نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) بميلاد فاطمة (عليها السلام) قبل ولادتها، فقال له: “يا محمد، إن الله يبشرك بفاطمة، وإنها سيدة نساء العالمين، وإنها زوجة سيد الأوصياء، وإنها أم أئمة الهدى، وإن نسلاً طيباً مباركاً يخرج منها”.

وعندما ولدت فاطمة الزهراء (عليها السلام) أضاء البيت نوراً، وامتلأ فرحاً وسروراً، وأمر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) علياً (عليه السلام) أن يختار لها اسماً، فاختار لها اسم فاطمة، وقال: “سميتها فاطمة لأن الله فطمها وفطم من أحبها من النار”.

2. صفات فاطمة الزهراء (عليها السلام):

كانت فاطمة الزهراء (عليها السلام) تتمتع بأخلاق رفيعة وصفات حميدة، وكانت كاملة في دينها وعقلها وجمالها، وقد قال عنها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): “فاطمة بضعة مني، من أحبها فقد أحبني، ومن أبغضها فقد أبغضني”.

وكانت فاطمة الزهراء (عليها السلام) عابدة لله تعالى، مجتهدة في طاعته، ملازمة لذكره، وكانت صائمة الدهر، وقائمة الليل، وكانت كثيرة الصدقة، جوادة بالخير، وكانت تتصدق بما فضل عن قوت يومها وليلها، وكانت تكتم صدقاتها، وكانت تتصدق بيدها اليمنى وتخفيها عن يدها اليسرى.

وكانت فاطمة الزهراء (عليها السلام) حليمة صبورة، محتسبة لله تعالى، وكانت تتحمل المصاعب والشدائد في سبيل الله تعالى، وكانت زوجة صالحة، وأماً حنوناً، وكانت نعم العون لزوجها الإمام علي (عليه السلام) في تربية أولادهما.

3. زواج فاطمة الزهراء (عليها السلام):

تقدم الكثير من الصحابة لخطبة فاطمة الزهراء (عليها السلام)، إلا أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) رفض جميع هذه الخطابات، لأنه كان ينتظر أمر الله تعالى في ذلك، وقد قال: “إن فاطمة زهراء، وإنها لا تنكح إلا بأمر الله تعالى”.

وعندما هاجر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى المدينة المنورة، تقدم إليه الإمام علي (عليه السلام) لخطبة فاطمة الزهراء (عليها السلام)، وكان قد تزوج قبله عثمان بن عفان رقية بنت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وتزوج عبد الرحمن بن عوف أم كلثوم بنت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وكان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قد زوج ابنته زينب لأبي العاص بن الربيع.

وقد تزوج الإمام علي (عليه السلام) من فاطمة الزهراء (عليها السلام) في السنة الثانية من الهجرة، وكان مهرها درعاً من حديد قيمته أربعمائة درهم، وقد قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) للإمام علي (عليه السلام): “بارك الله لك في فاطمة، وبارك لفاطمة فيك”.

4. أولاد فاطمة الزهراء (عليها السلام):

أنجبت فاطمة الزهراء (عليها السلام) خمسة أولاد، اثنان منهم ذكور هما الحسن والحسين (عليهما السلام)، وثلاث بنات هما زينب وأم كلثوم وفاطمة الصغرى.

ولد الإمام الحسن (عليه السلام) في السنة الثالثة من الهجرة، وولد الإمام الحسين (عليه السلام) في السنة الرابعة من الهجرة، وولدت زينب وأم كلثوم في السنة الخامسة من الهجرة، وولدت فاطمة الصغرى في السنة السادسة من الهجرة.

وقد ماتت فاطمة الصغرى وهي صغيرة، وقيل أنها ماتت في حياة أمها فاطمة الزهراء (عليها السلام)، وقيل أنها ماتت بعد وفاة أمها فاطمة الزهراء (عليها السلام).

5. وفاة فاطمة الزهراء (عليها السلام):

توفيت فاطمة الزهراء (عليها السلام) في المدينة المنورة في الثالث عشر من شهر جمادى الآخرة من السنة الحادية عشرة للهجرة، وهي في سن الثامنة عشرة من عمرها، ودفنت في البقيع، وقد حزن عليها المسلمون حزناً شديداً، وقال عنها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): “فاطمة سيدة نساء أهل الجنة”.

وقد اختلف في سبب وفاة فاطمة الزهراء (عليها السلام)، فقال بعض المؤرخين أنها توفيت متأثرة بجراحها التي أصيبت بها في واقعة فدك، وقال آخرون أنها توفيت متأثرة بحزنها على أبيها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وقال آخرون أنها توفيت متأثرة بمرض ألم بها.

6. مناقب فاطمة الزهراء (عليها السلام):

وردت الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة التي تدل على مناقب فاطمة الزهراء (عليها السلام) ومكانتها الرفيعة عند الله تعالى، منها:

– عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): “فاطمة بضعة مني، من أحبها فقد أحبني، ومن أبغضها فقد أبغضني”.

– عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): “فاطمة سيدة نساء أهل الجنة”.

– عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): “فاطمة حوراء عين، من نساء أهل الجنة”.

– عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): “فاطمة أم أبيها”.

– عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): “فاطمة خير نساء العالمين”.

7. فضائل فاطمة الزهراء (عليها السلام):

تتمتع فاطمة الزهراء (عليها السلام) بالعديد من الفضائل والمزايا، منها:

– أنها كانت أول من آمن بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من النساء.

– أنها كانت من السابقين إلى الإسلام.

– أنها كانت من المجاهدين في سبيل الله تعالى.

– أنها كانت من الصابرين على البلاء والمحن.

– أنها كانت من العابدين لله تعالى.

– أنها كانت من الزاهدين في الدنيا.

– أنها كانت من المتصدقين بالمال.

الخاتمة:

فاطمة الزهراء (عليها السلام) هي أفضل نساء العالمين، وهي سيدة نساء الجنة، وقد حظيت بمكانة رفيعة عند الله تعالى وعند النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وعند الأئمة المعصومين (عليهم السلام).

أضف تعليق